عبّر رئيس وزراء إقليم كردستان نيجرفان برزاني، عن خيبة أمل حكومته من الدعم الذي قدمته تركيا في إطار الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مؤكداً على أنه على الرغم من المساعدات الإنسانية التي ترسلها أنقرة للمنطقة، إلا أن أربيل كانت تتوقع مزيداً من تركيا، وذلك بحسب صحيفة "ميليت" التركية.
وعندما سئل برزاني، عما إذا كانت حكومة الإقليم قد تلقت أي دعم عسكري من أنقرة، قال إن الأمر لم يتجاوز المعونات الإنسانية، وأضاف "كانت توقعاتنا عالية جداً، لا أستطيع أن أقول بأن المعونات التركية كافية، نحن نعلم مدى أهمية قضية الرهائن الأتراك، المحتجزين لدى داعش منذ يونيو/حزيران الماضي، ونتفهّم ذلك، إلا أن التهديد الذي يشكله داعش للحكومة التركية لا يجب التقليل من أهميته".
وأكد برزاني في مقابلة مع جريدة "ميليت"، على أنه لا أحد يستطيع تجنب القتال مع "داعش"، داعياً الدول المجاورة للعراق على التعامل مع تمدد التنظيم بشكل استراتيجي، قائلاً: "عندما يشعر داعش بأنه قوي جداً لفتح جبهة جدية فإنه لن يتوانى عن ذلك، وستحصل تركيا على نصيبها من ذلك عاجلاً أو آجلاً. إن داعش يعتبر تهديداً للاستقرار في المنطقة، وهناك حلّ وحيد وهو محاربة التنظيم وهزيمته".
وتطرق برزاني إلى قضية الرهائن الأتراك الذين يحتجزهم "داعش"، وكشف عن أحاديث عدة أجراها مع وزير الخارجية حينها، أحمد داوود أوغلو (رئيس الحكومة الحالي)، ومع مسؤولي القنصلية التركية في الموصل، إذ نصحهم بإخلاء مبنى القنصلية، إلا أن كبار مسؤولي القنصلية أكدوا له أنه لا حاجة للمساعدة. واعتبر المسؤول الكردي أن "القنصل التركي قيّمَ الأمور بشكل خاطئ".
يشار إلى أن قضية الرهائن الأتراك ليست السبب الوحيد الذي يفسر تجنب الحكومة التركية الانخراط بشكل جديّ في الحرب ضد "داعش"، وهو ما يعبر عنه مسؤولون أتراك من خلال إبداء تحفظاتهم على تدفق السلاح إلى المنطقة، ووقوعه في يد حزب "العمال" الكردستاني، العدو التقليدي للجمهورية التركية، الذي لا زال يحاور الحكومة للوصول إلى حل نهائي للقضية الكردية، تنتهي بإلقاء السلاح والعودة إلى الحياة السياسية. علماً أن الحزب الكردي يقاتل "داعش" عبر جناحه في سورية، حزب "الاتحاد الديمقراطي" المتحالف مع النظام السوري، إلى جانب قوات "البشمركة" التابعة للإقليم.