وفي مسعى جديد للسيطرة على المنطقة القديمة التي تحاصرها القوات العراقية منذ نحو شهر، تشنّ قوات الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع هجومها من محورين وسط المدينة القديمة، وتتقدم بشكل بطيء في أحياء الزنجيلي وباب الطوب وباب البيض والمنارة الحدباء ومحيط جامع النوري وسوق المعاش.
وتنتقل الاشتباكات من منزل إلى آخر، في الوقت الذي لجأ فيه تنظيم "داعش" إلى أسلوب العمليات الانتحارية بالدراجات النارية المفخخة. وعمد "داعش" أيضا إلى نشر القناصة بين أزقّة المدينة القديمة وفوق أسطح المنازل المأهولة بالسكان، في محاولة منه لوقف تقدم القوات العراقية في المنطقة.
في غضون ذلك، واصلت طائرات التحالف الدولي قصفها لمناطق المدينة القديمة، موقعة خسائر كبيرة في صفوف "داعش"، حيث أعلن مصدر أمني عن "تمكّن طيران التحالف الدولي من تدمير مركبة مفخخة كانت مخبأة داخل منزل في المدينة القديمة اتخذه تنظيم (داعش) كورشة لتفخيخ وتجهيز العربات".
ورغم تأكيدات القيادات العسكرية العراقية عن قرب حسم معارك غرب الموصل، إلا أن القيادات تتجنب، في الوقت ذاته، وضع سقف زمني لنهاية هذه المعارك، مكتفين بالإشارة إلى أن العبادي أصدر تعليماته لقادة القوات الأمنية المشاركين في معركة الموصل بالاستعداد لإنهاء المعارك أواخر إبريل/نيسان الحالي.
وتعد زيارة العبادي لمدينة الموصل مفاجأةً، بعدما أعلن مكتبه الإعلامي، في بيان اطلع عليه "العربي الجديد"، أنّ "رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة وصل إلى مدينة الموصل، لتفقّد القطعات العسكرية المشاركة في عملية تحرير المدينة".
وأفاد مصدر أمني عراقي لـ"العربي الجديد"، بأنّ "العبادي وصل إلى قاعدة القيارة الجوية على متن مروحية عسكرية عراقية وهو يرتدي زي القوات الخاصة العراقية، وقد كان في استقباله قائد العمليات العسكرية في الموصل، بالإضافة إلى قادة القوات العراقية المشاركين في معارك الموصل".
وأفاد المصدر بأن زيارة العبادي لمدينة الموصل ستتضمن لقاءه بقادة العمليات العسكرية الجارية في غرب الموصل، من أجل حثّهم على حسم المعارك قبل نهاية الشهر الحالي.
وتواصل القوات الأمنية المشتركة بمساندة طائرات التحالف الدولي، عملية السيطرة على مدينة الموصل، بمشاركة أكثر من خمسين ألف عنصر، من مختلف صنوف القوات العراقية، ومليشيات "الحشد الشعبي"، وذلك بعد إعلان العبادي، في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، انطلاق عملية تحرير المدينة من سيطرة "داعش".