رئيس المفوضية الأوروبية يدعو بريطانيا لإجراء استفتاء ثانٍ حول "بريكست" ويعدها بالمساعدة
أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، اليوم الأربعاء، عن ترحيبه بأي محاولة بريطانية للانضمام مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي، إثر تلميحات حول فكرة إجراء استفتاء ثانٍ بشأن خروج لندن من التكتل (بريكست)، مؤكداً أنه سيساعدها في الانضمام إلى الاتحاد مجدداً.
وأكد يونكر، في حديث أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية، أنه حتى إذا غادر البريطانيون فإن الاتحاد سيكون سعيداً بعودتهم، وقال "إن الحكومة البريطانية والشعب قد يرغبان في إيجاد طريقة مختلفة، ونحن مستعدون جداً للتعامل معهما. نحن لا نريد إبقاء البريطانيين، وينبغي السماح لهم بذلك إذا رغبوا"، معتبراً أن خروج بريطانيا سيكون خسارة للطرفين.
ويأتي تصريح يونكر عن إمكانية عودة لندن إلى الاتحاد، بعدما خاطبها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قائلاً "قلوبنا لا تزال مفتوحة، في حال تراجعت عن الانسحاب".
وتوالت التصريحات الصادرة عن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن عودة بريطانيا عن قرارها منذ تطرق النائب البريطاني في البرلمان الأوروبي نايغل فاراج الذي يعد من أشد المدافعين عن "بريكست"، الأسبوع الماضي، إلى فكرة إجراء استفتاء ثانٍ بشأن الخروج من التكتل بعد استفتاء يونيو/ حزيران 2016، لكنه عاد وتراجع عنها اليوم.
في المقابل، حضّ حزب المحافظين الذي تنتمي إليه تيريزا ماي، النواب على تأييد تشريع أعدته الحكومة للخروج من الاتحاد الأوروبي في تصويت مقرّر بالبرلمان في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
ومن المقرر أن يستكمل مشروع قانون الخروج من الاتحاد الأوروبي جولته الأولى داخل مجلس العموم بالبرلمان البريطاني بالتصويت عليه بعد ظهر اليوم.
ويعد التشريع حجر الزاوية على طريق طويل نحو وضع الأساس القانوني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن تفوز ماي في التصويت ليعرض المشروع بعد ذلك على مجلس اللوردات الذي يضم بين أعضائه عدداً كبيراً من مؤيّدي الاتحاد الأوروبي.
ودعا رئيس حزب المحافظين براندون لويس، قبل التصويت، حزب العمال المعارض لاستراتيجية ماي في كل خطواتها تقريباً إلى تأييد مشروع القانون، وإظهار أنه لا يحاول قلب نتيجة الاستفتاء رأساً على عقب.
وقال لويس "إن حزب العمال لا يفتأ يقول إنه يؤيّد نتيجة الاستفتاء، وإنه يمكن الوثوق بأنه سيتصرف من واقع الإحساس بالمسؤولية، لكن هذا الأمر سيوضع موضع الاختبار اليوم. وبوسعهم إما تأييد مشروع القانون، وإما التصويت من أجل الفوضى".
وكان جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، قد أعلن أنه سيصدر تعليمات لحزبه للتصويت برفض مشروع القانون إذا لم تعالج قضايا مثل المحاسبة الديمقراطية وحماية العمال والبيئة وحقوق المستهلكين.
وأيّد البريطانيون بريكست بنسبة 52 بالمائة مقابل 48 في استفتاء عام 2016، الذي أثار صدمة في العالم، وزاد من قلق الاتحاد الأوروبي الذي يواجه أزمات أخرى عدة.
(رويترز، فرانس برس)