ليس غريباً أن يكون رئيس الوزراء الجديد في روسيا، ميخائيل ميشوستين، ملحناً وعازفاً على البيانو وصاحب محاولات في كتابة الشعر، ذلك أن ولع أي سياسي سوفياتي، ولاحقاً روسي، بالموسيقى أولاً، ومن ثم بالشعر ومختلف أصناف الفنون من رقص وسينما وتشكيل ونحت وشعر وأدب، هو تاريخياً ثقافة راسخة في روسيا/الاتحاد السوفياتي، مثلما هو حال دول أوروبية شرقية ووسطى وغربية أخرى.
وليس في هذا ما يمكن أن يُفهم منه أنه تلميع لصورة أي سياسي أو تقديم لصك براءة يمحو من خلاله ما قد يرتكبه من جرائم أو فساد أو قمع مثلاً. فمنذ لينين، يصعب كتابة سيرة شخصية لقائد الثورة البلشفية من دون التوقف عند ما كان يقوله عن السوناتا رقم 23 لبيتهوفن (المعروفة بـappassionata)، مثلما تُستذكر علاقة ستالين من بعده بالمؤلف الكلاسيكي ديميتري شوستاكوفيتش، وكيف كتب ستالين مقالاً باسم مستعار لمهاجمة شوستاكوفيتش في حينها ضد ما كان يرى فيه "موسيقياً رجعياً"، في ظل اتفاق عدد كبير من النقاد على أن مقال ستالين كان، من الناحية الموسيقية، تافهاً حقاً.
أكثر من ذلك، يمكن العثور على شهادات عدة حول العلاقة الملتبسة لستالين مع عازفة البيانو المفضلة لديه ماريا يودينا، مع أنها كانت مناهضة، وإن بصمت، للنظام السوفياتي، وترى في شوستاكوفيتش، المغضوب عليه من ستالين، قيمة موسيقية هائلة. وصولاً إلى ما هو معروف عن كيف أن عازفي الصف الأول في الاتحاد السوفياتي كانوا يتلقون من الحكومة رواتب تفوق أحياناً معاشات الوزراء وكبار مسؤولي الدولة. مجدداً، هذه وقائع لا تلغي جرائم أو قمعا أو اضطهادا ارتكبه سياسيون ــ موسيقيون، أو سياسيون متذوقون للموسيقى (ميلومان).
لكن الاهتمام بالموسيقى والفنون في روسيا الاتحادية خفّ منسوبه من دون شك عما كان عليه في الاتحاد السوفياتي، وهو ما قد يبرر الانبهار الكبير في الإعلام الروسي بما تم الكشف عنه حول رئيس الوزراء الجديد، ميخائيل ميشوستين، غير المعروف على نطاق واسع شعبياً الذي وقع الاختيار عليه من قبل الرئيس فلاديمير بوتين لرئاسة حكومة جديدة، وهو الآتي من خلفية اقتصادية ومالية وضرائبية، بما أنه تولى لسنوات تحديث نظام الضرائب وتحويله إلى مؤسسة تستخدم أفضل التقنيات الحديثة للحدّ من ظاهرة التهرب الضريبي.
اقــرأ أيضاً
وعن تجربة تلحين أغنية "رماد"، قال مؤلف كلمات الأغنية، الشاعر ألكسندر فوليخ، إنه توجه بنصه الشعري إلى ميشوستين، مقترحا عليه تأليف موسيقى الأغنية، موضحاً أنه اختار الرجل لثقته بقدراته الموسيقية ومواهبه الفنية، بعد تعاون استمر أكثر من 20 عاماً. كما ذكر الشاعر الروسي موقفاً آخر، اعتبره "دليلا على موهبة الرجل الفنية"، إذ أن ميشوستين قرر عند توليه منصب نائب رئيس مصلحة الضرائب، تنظيم حفل على شرف مرور 10 سنوات على تأسيس المصلحة، وحينها، جلس ميشوستين بنفسه مع المخرج والفنانين طوال الليل، لإعداد برنامج الحفل.
وليس في هذا ما يمكن أن يُفهم منه أنه تلميع لصورة أي سياسي أو تقديم لصك براءة يمحو من خلاله ما قد يرتكبه من جرائم أو فساد أو قمع مثلاً. فمنذ لينين، يصعب كتابة سيرة شخصية لقائد الثورة البلشفية من دون التوقف عند ما كان يقوله عن السوناتا رقم 23 لبيتهوفن (المعروفة بـappassionata)، مثلما تُستذكر علاقة ستالين من بعده بالمؤلف الكلاسيكي ديميتري شوستاكوفيتش، وكيف كتب ستالين مقالاً باسم مستعار لمهاجمة شوستاكوفيتش في حينها ضد ما كان يرى فيه "موسيقياً رجعياً"، في ظل اتفاق عدد كبير من النقاد على أن مقال ستالين كان، من الناحية الموسيقية، تافهاً حقاً.
أكثر من ذلك، يمكن العثور على شهادات عدة حول العلاقة الملتبسة لستالين مع عازفة البيانو المفضلة لديه ماريا يودينا، مع أنها كانت مناهضة، وإن بصمت، للنظام السوفياتي، وترى في شوستاكوفيتش، المغضوب عليه من ستالين، قيمة موسيقية هائلة. وصولاً إلى ما هو معروف عن كيف أن عازفي الصف الأول في الاتحاد السوفياتي كانوا يتلقون من الحكومة رواتب تفوق أحياناً معاشات الوزراء وكبار مسؤولي الدولة. مجدداً، هذه وقائع لا تلغي جرائم أو قمعا أو اضطهادا ارتكبه سياسيون ــ موسيقيون، أو سياسيون متذوقون للموسيقى (ميلومان).
لكن الاهتمام بالموسيقى والفنون في روسيا الاتحادية خفّ منسوبه من دون شك عما كان عليه في الاتحاد السوفياتي، وهو ما قد يبرر الانبهار الكبير في الإعلام الروسي بما تم الكشف عنه حول رئيس الوزراء الجديد، ميخائيل ميشوستين، غير المعروف على نطاق واسع شعبياً الذي وقع الاختيار عليه من قبل الرئيس فلاديمير بوتين لرئاسة حكومة جديدة، وهو الآتي من خلفية اقتصادية ومالية وضرائبية، بما أنه تولى لسنوات تحديث نظام الضرائب وتحويله إلى مؤسسة تستخدم أفضل التقنيات الحديثة للحدّ من ظاهرة التهرب الضريبي.
وكشفت بيانات السجل الروسي لحقوق الملكية الفكرية، أن ميخائيل ميشوستين سبق له أن لحّن أغاني لغريغوري ليبس، أحد أشهر الفنانين الروس، وأنه، أي ميشوستين، ملحن أغنية "امرأة حقيقية" التي صدرت في عام 2011، وأغنية "رماد" المنتجة في عام 2016. ونقلت وسائل إعلام روسية عن أصدقاء لميشوستين، أن الرجل يحب تأليف الرباعيات الشعبية والمقاطع الموسيقية الساخرة. بالإضافة إلى ذلك، تشير السيرة الرسمية لرجل الضرائب، إلى أنه يعزف على البيانو. كما كتب رئيس مصرف "سبيربنك"، غيرمان غريف، عن المواهب الموسيقية لرئيس الحكومة الجديد، في تهنئة وجهها له في عام 2012 في صحيفة "كوميرسانت".
وعن تجربة تلحين أغنية "رماد"، قال مؤلف كلمات الأغنية، الشاعر ألكسندر فوليخ، إنه توجه بنصه الشعري إلى ميشوستين، مقترحا عليه تأليف موسيقى الأغنية، موضحاً أنه اختار الرجل لثقته بقدراته الموسيقية ومواهبه الفنية، بعد تعاون استمر أكثر من 20 عاماً. كما ذكر الشاعر الروسي موقفاً آخر، اعتبره "دليلا على موهبة الرجل الفنية"، إذ أن ميشوستين قرر عند توليه منصب نائب رئيس مصلحة الضرائب، تنظيم حفل على شرف مرور 10 سنوات على تأسيس المصلحة، وحينها، جلس ميشوستين بنفسه مع المخرج والفنانين طوال الليل، لإعداد برنامج الحفل.
وشارك رئيس الوزراء الجديد، أثناء دراسته الجامعية، في الفعاليات الفنية الطلابية بنشاط. وسردت وسائل الإعلام الروسية في الأيام الماضية، منذ تعيينه في منصبه الجديد، مواهب فنية ورياضية قالت إن الرجل يتمتع بها، كولعه برياضة هوكي الجليد، التي شارك في بعض مبارياتها إلى جانب بوتين والنخبة المقربة منه. كما ذكرت مديرة المدرسة التي تلقى فيها ميشوستين تعليمه، أن الأخير نظم الشعر في سنوات الدراسة.