فقد وافق مجلس النواب المصري اليوم الأحد، على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي رقم 470 لسنة 2018، بشأن الموافقة على اتفاق دعم الصندوق الكوري للتنمية الاقتصادية، لمشروع توريد وتصنيع 32 قطاراً لمترو أنفاق القاهرة الكبرى (المرحلتان الثالثة والرابعة من الخط الثالث)، والموقع في القاهرة بتاريخ 26 أغسطس/ آب الماضي، وذلك بعد العرض على اللجان البرلمانية المشتركة.
ويتيح الصندوق الكوري، بموجب الاتفاق، قرضاً لن تتجاوز قيمته ما يعادل 243 مليون يورو لصالح الهيئة القومية للأنفاق، بهدف استخدامه في توريد 32 قطاراً للمترو.
ورفض رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، إعطاء الكلمة لأي من البرلمانيين المعترضين على الاتفاق، باعتباره استمراراً لسياسة النظام في التوسع في الاقتراض من الخارج، فضلاً عن أنه يمهد لزيادة أسعار تذاكر المترو مجدداً.
وقال عبدالعال: "لا حل في مواجهة مشكلات مترو الأنفاق، إلا بتحرير سعر تذكرته من أي دعم تقدمه الدولة، لضمان تقديم خدمة جيدة للمواطنين المستخدمين لهذا المرفق الحيوي"، متابعاً أن "السعر الاجتماعي لتذكرة المترو يؤدي إلى تشغيله دون كفاءة، ومن غير المقبول أن يكون هناك مترو جيد ومتطور مع سعر اجتماعي (مدعم) للتذكرة".
واستدرك عبد العال، بعد اعتراض بعض النواب على حديثه، قائلاً: "لا بد من وضع سعر اقتصادي مرن لتذكرة المترو، بحيث لا يكون مؤلماً للمواطنين، وتراعى فيه تكلفة التشغيل"، مستطرداً، أن "المواطنين يرتادون وسائل النقل التابعة للقطاع الخاص بتكلفة عالية دون شكوى (ارتفاع قيمة المواصلات يعود للزيادات المتوالية لأسعار الوقود)، في حين يعترضون على زيادة سعر المترو".
وزاد رئيس البرلمان مخاطباً النواب: "يجب إعادة النظر في سعر تذكرة المترو الحالي من أجل الحصول على نقل جيد، ولا بديل عن تحرير سعر تذكرة المترو، إذا ما أراد المواطنون الحصول على خدمة جيدة"، على حد زعمه.
وكانت مصادر حكومية ونيابية متطابقة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن هناك اتجاهاً لرفع سعر تذكرة مترو الأنفاق بنهاية العام الجاري، بالتزامن مع تشغيل المرحلة الجديدة من مترو أنفاق مصر الجديدة، ليرتفع سعر التذكرة من 3 جنيهات (الدولار = 17.85 جنيهاً) إلى 5 جنيهات لعدد 9 محطات، ومن 5 جنيهات إلى 7 جنيهات لعدد 16 محطة، ومن 7 جنيهات إلى 10 جنيهات لأكثر من 16 محطة.
ورفض مجلس الوزراء المصري، اقتراحاً بالإبقاء على سعر تذكرة مترو الأنفاق دون زيادة، مع إلزام المواطنين بدفع قيمة تذكرة جديدة للمحطات التي سيجري افتتاحها، وتمتد لمسافة 4 كيلومترات من محطة الأهرام بمنطقة مصر الجديدة، حتى نادي الشمس شرق القاهرة، لكونه سيدفع المواطنين إلى تجنب استخدام تلك المحطات، ومن ثم عدم تحقيقها الإيرادات المرجوّة منها، وفقاً للمصادر.
وسبق أن اعترف السيسي، في تصريحات له على هامش "منتدى شباب العالم"، الذي عقد أخيراً في مدينة شرم الشيخ، بأنه رفض افتتاح المرحلة الجديدة من مترو الأنفاق، التي ستساهم في تخفيف حدة التكدس المروري في العاصمة المزدحمة، منذ 8 أشهر كاملة، بدعوى أن تكلفة التذكرة غير اقتصادية، وتعادل ضعف قيمة السعر الحالي.
وفي 11 مايو/ أيار 2017، اتخذت حكومة السيسي قراراً برفع أسعار تذاكر المترو بنسبة 350%، بعد نحو 10 أشهر فقط من مضاعفة سعر التذكرة الموحدة من جنيه واحد إلى جنيهين، علماً أن المترو يعدّ وسيلة الانتقال الرئيسة لقرابة 10 ملايين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، وهي الأعلى من حيث الكثافة السكانية في مصر.