زارت رئيسة نيبال بيديا ديفي بهانداري، أمس الأربعاء، كلا من مكتبة قطر الوطنية ومتحف الفن الإسلامي، وذلك في إطار زيارتها الحالية للدوحة.
وتجولت بهانداري في أروقة المكتبة وأقسامها المختلفة، وتعرفت على الكنوز التراثية التي تزخر بها المكتبة والمصادر المعرفية المتنوعة التي تقدمها للرواد والزائرين.
وسجلت مكتبة قطر الوطنية أكثر من 100 ألف عضو، واستقبلت ما يزيد عن 370 ألف زائر، وافتتحها رسميا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منتصف أبريل / نيسان الماضي، ووضع الكتاب رقم مليون على رفوفها، وهو نسخة نادرة من "صحيح البخاري" تمّت كتابتها قبل 843 عاماً، وتبلغ سعتها الإجمالية لعرض الكتب مليوناً و200 ألف كتاب.
وعلى مدار العام الماضي، وقّعت المكتبة العديد من مذكرات التفاهم واتفاقيات الشراكة مع مؤسسات قطرية ودولية في إطار جهود المكتبة لحفظ التراث ونشر المعرفة وتعزيز التعليم والبحوث.
كما تجولت رئيسة نيبال في أقسام متحف الفن الإسلامي وأجنحته المختلفة واطلعت على مقتنياته من الآثار والتحف الإسلامية التي تضم نفائس نادرة من التراث، من بينها كتب ومخطوطات وقطع نقدية مصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز، بالإضافة إلى مصنوعات من الزجاج والعاج والأنسجة والخشب والأحجار الكريمة.
ومتحف الفن الإسلامي معلم فني وجوهرة معمارية نادرة، صممه المعماري الشهير آي. إم. باي، متخذا تأثيره من الفن الإسلامي والأنماط الهندسية الخاصة بالعالم الإسلامي، وقد أصبح المتحف منذ افتتاحه رسميا عام 2008، أساس المشهد الثقافي في قطر، لما يملكه من مقتنيات ثمينة، ومخطوطات قرآنية نادرة، جُمعت من ثلاث قارات تغطي فترة زمنية تمتد من القرن السابع إلى التاسع عشر.
وفي قلب المتحف يوجد واحد من أكثر مختبرات الترميم تطورا في قطر، وأضخم مكتبة تضم مجموعة من الكتب النادرة باللغتين العربية والإنكليزية، ومعظم هذه الكتب غير متوفرة في أي مكان آخر بالمنطقة، ما جعل المتحف مكانا لزيارات متنوعة، يجد فيه الزائر ضالته العلمية والمعرفية والتاريخية والترفيهية أيضاً.
ولدى متحف الفن الإسلامي أكثر من 800 مخطوطة تندرج ضمن المخطوطات القرآنية التي تعود إلى القرن السابع، إلى أعمال عثمانية من القرن التاسع عشر، وإضافة إلى المصاحف تشاهدون مخطوطا يتناول مواضيع علمية وأدبية ودينية، ويعتبر المصحف العبّاسي الأزرق الكبير من أجمل وأندر المخطوطات في العالم الإسلامي.
وتمثل مجموعة مقتنيات المتحف من المشغولات المعدنية أفضل ما صنع في العالم الإسلامي من القرن السابع إلى زمننا الحديث، حيث إن معظمها تعود لقصور الخلفاء والأباطرة والسلاطين، ويمكن للمهتمين من خارج قطر مشاهدة ما يزيد على 400 قطعة من مقتنيات المتحف عبر الإنترنت.
ويستضيف المتحف تزامنا مع احتفالاته بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه في نوفمبر/ تشرين الثاني، معرضاً ضخماً بعنوان "سورية سلاماً" مبحراً في التاريخ الثقافي السوري الضارب بجذوره في القدم، ومبرزاً الدور الرئيسي الذي اضطلعت به سورية في إثراء تاريخ الحركة الفنية والثقافية في العالم.