ذوبان طبقات الجليد ينذر بأسوأ سيناريو مع ارتفاع مستويات مياه البحار

02 سبتمبر 2020
16 مليون شخص معرضون لخطر الفيضانات الساحلية السنوية (Getty)
+ الخط -

حذر باحثون وأكاديميون من بريطانيا والدنمارك، من أن مشكلة الاحتباس الحراري، ستؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر بمقدار 17 سنتيمترا أخرى، وستعرض 16 مليون شخص لخطر الفيضانات الساحلية السنوية. ووفق دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة ليدز الدنماركية، بعنوان "ارتفاع مستوى سطح البحر يتبع أسوأ سيناريو لتغير المناخ" والتي تم نشرها في مجلة Science News  الأميركية، فإن ذوبان الثلوج في جزيرة غرينلاند -وهي أكبر جزيرة في العالم، تقع بين المحيطين المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي- ساهم في ارتفاع مستوى المياه في المحيطات والبحار بمقدار 10.6 ملم منذ أن تم رصد الصفائح لأول مرة بواسطة الأقمار الصناعية في تسعينيات القرن الماضي، بينما ساهم ذوبان الجليد في القطب الجنوبي بارتفاع المياه بمقدار 7.2 ميلليمترات.

وتظهر الدراسة ارتفاع مستوى البحار في العالم بمقدار 4 ميلليمترات كل عام، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، توم سلاتر، بحسب صحيفة ذا إندبندنت البريطانية التي نقلت الدراسة" على الرغم من توقعاتنا من أن تفقد الصفائح الجليدية كميات متزايدة من الجليد استجابة لارتفاع درجة حرارة المحيطات والغلاف الجوي، إلا أن معدل ذوبانها قد تسارع بشكل أسرع مما كنا نتخيله",

خسرت جزيرة غرينلاند، مليون طن من الجليد في كل دقيقة من العام 2019 ، مما أدى إلى توليد ما يكفي من المياه لتغطية ولاية كاليفورنيا الأميركية بأكثر من أربعة أقدام.

وأكدت باحثة المناخ في المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية روث موترام، أن ارتفاع منسوب المياه، والجليد لا يقتصر على القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند وحسب، ففي السنوات الأخيرة  بدأت آلاف الأنهار الجليدية الأصغر في الذوبان أو الاختفاء تماماً، كما رأينا مع النهر الجليدي في آيسلندا، وهذا يعني أن ذوبان الجليد أصبح الآن المساهم الرئيسي في ارتفاع مستوى سطح البحر".

ووفق موترام، فإن ذوبان الجليد، يتجاوز النماذج المناخية التي نستخدمها لإرشادنا عن المستقبل، فنحن أصبحنا في مرحلة  "عدم الاستعداد للمخاطر التي يشكلها ارتفاع مستوى سطح البحر".

فقدان الجليد

وتقارن دراسة نُشرت في مجلة Nature Climate Change الشهر الماضي، أحدث النتائج من مسوحات الأقمار الصناعية لكتلة الغطاء الجليدي مع حسابات من النماذج المناخية، حيث أظهرت أن الصفائح الجليدية تفقد الجليد وفقًا لأسوأ معدل تنبؤ من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

ووصفت آنا هوغ، المشاركة في الدراسة والباحثة المناخية في كلية الأرض والبيئة بجامعة ليدز، خسائر الغطاء الجليدي بأنها واحدة من  أسوأ سيناريوهات الاحتباس المناخي، متوقعة ارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار 17 سنتيمترا، وهو ما يكفي لمضاعفة وتيرة الفيضانات والعواصف في العديد من أكبر المدن الساحلية في العالم.

لقد ازدادت مستويات مياه البحار في العالم تاريخيا في الغالب بسبب آلية تسمى التمدد الحراري، مما يعني أن حجم مياه البحر يتوسع مع ارتفاع درجة حرارته. ولكن في السنوات الخمس الماضية، أصبحت المياه الناتجة عن ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية الجبلية السبب الرئيسي لارتفاع مستوى المحيطات.

وكانت دراسة منفصلة نشرها باحثون أميركيون الأسبوع الماضي في صحيفة "نيوريورك تايمز" الأميركية، حذرت من أن الاحتباس الحراري يهدد بتدمير الجبال الجليدية في القطب الجنوبي بسرعة، وهو ما له من تداعيات هائلة على مستوى سطح البحر.

كما حذر العلماء في جامعة كولومبيا من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يدفع المياه الذائبة إلى شقوق في سطح الجبال الجليدية، مما يجعلها عرضة للانهيار.

وعلق جوناثان كينجسليك عالم الجليد ومؤلف الدراسة على النتائج قائلاً إن "أسوأ سيناريو يمكن أن نشهده هو أنه سيتم تغطية الكثير من الأماكن بالكثير من المياه بحلول نهاية القرن".

المساهمون