ذهب ليبيا الأسود... سمّ قاتل يهدّد 30 ألف نسمة

طرابلس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
25 يناير 2019
D058CC76-AD6A-498F-A609-503D62643073
+ الخط -
تعاني مدن الواحات الليبية الثلاث، إجخرة، أوجله، جالو، في جنوب شرق البلاد، والبالغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، أوضاعاً بيئية سيئة للغاية، وصفها مسؤولون بالكارثية، نتيجة الغازات المنبعثة من استخراج النفط وحرق الغاز، وانتشار بحيرات الزيت في مساحات واسعة بالقرب منها، يسميها السكان "البؤر المسمومة".

وتعتبر الواحات الثلاث من أغنى المناطق الليبية بالنفط، وتنتشر فيها عشرات الآبار، غير أنها تعاني من التلوث الذي يلقي بآثاره السلبية على السكان، في غياب أي التفاتة من الجهات المختصة.

ويوضح رئيس المجلس البلدي لمدينة إجخرة، صالحين العوامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضرر في منطقة الواحات لم يقتصر على جانب البيئي والزراعي فقط، بل تعداه إلى الجانب الصحي، حيث تسببت الغازات المنبعثة من استخراج النفط في حدوث العديد من الأمراض، منها السرطانات والالتهابات الحادة في العيون". 

ويتابع "كان آخر شيء تعرضت له بلدية إجخرة، سنة 2015، بعد توقف إنتاج النفط، فنتيجة الأبخرة المنبعثة، سجلت إصابات بين السكان بالتهابات حادة في العيون، تبين بعد التقارير والفحوصات الطبية أنها نتيحة الغازات المنبعثة المنتشرة في الهواء"، لافتا إلى أن تواصلهم مع الجهات المختصة من حكومة مؤقتة وبرلمان وحماية البيئة بقي دون استجابة.

ويؤكّد مواطنون ليبيون أن الشركات النفطية تقوم بالتنقيب داخل أراضي المزارعين دون تقديم أي تعويض لهم، وهو ما سبب لهم ضررا على عدة مستويات.

وفي السياق، يقول المواطن محمد صالح الحامدي، وهو صاحب مزرعة، إن شركة ونترسهال الألمانية، قامت بحفر بئر نفط داخل الأرض التي يسكن فيها، ما سبب له ضررا بالغا، امتد إلى أفراد أسرته، ولم تقم الشركة بتعويضه أو تقديم أي شيء له.


ويتابع لـ"العربي الجديد": "تضررت مزرعتي بالكامل ولم تعوضني الدولة عن هذا الضرر، بل حتى المنازل القريبة من مواقع النفط تضرر أهلها دون أن تلتفت إلينا الجهات المسؤولة، فلم نستفد من هذه الحقول حتى في تشغيل أبنائنا".

ولا يكاد حال الحامدي يختلف عن حال الكثير من سكان الواحات الليبية الذين ينتظرون تدخلاً حكومياً لإنقاذهم من التلوث الشديد الذي أصاب منطقتهم النفطية.

المساهمون