ذكريات كروية خالدة.. ميلان ينهي فريق الأحلام الكتالوني

03 مايو 2020
ميلان المتوج بلقب أبطال أوروبا عام 1994 (Getty)
+ الخط -
سطّر عالم كرة القدم الكثير من الذكريات الخالدة التي بقيت راسخة في أذهان الجميع حتى يومنا هذا. ومع توقف البطولات العالمية في الوقت الراهن بسبب تفشي فيروس كورونا، نرجع بالزمن إلى الوراء للحديث عن مبارياتٍ غيرت الكثير في عالم المستديرة.

ميلان يُسقط الحلم الكتالوني
في عام 1994 وصل نادي برشلونة الإسباني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان قد تفوق على العديد من الأندية في رحلته بفضل الأسماء الكبيرة التي كان يضمّها في تشكيلته تحت قيادة المدرب يوهان كرويف، ما دفع الجميع إلى إطلاق لقب "فريق الأحلام" عليه بسبب كوكبة النجوم تلك.

الخصم في النهائي كان نادي ميلان الإيطالي بقيادة المدرب فابيو كابيلو، ورغم ذلك كان برشلونة مرشحاً للفوز للمرة الثانية في 3 سنوات، كما كان قد حقق لقب الدوري الإسباني للمرة الرابعة على التوالي.

كان استعداد ميلان قبل المباراة سيئاً للغاية ويعجّ بالفوضى. المهاجم الأسطوري ماركو فان باستن بعيدٌ بطبيعة الحال عن التشكيلة بسبب إصابة مارسيل دوسايي له في عام 1993. كذلك تعرّض حينها المميز جيانلويجي لينتيني لإصابة، فيما كان القائد المخضرم فرانكو باريزي موقوفاً، وكذلك النجم الآخر أليساندرو كوستاكورتا.

وأجبرت لوائح الاتحاد الأوروبي في تلك الفترة على اختيار 3 لاعبين أجانب، أي غير إيطاليين، ما دفع كابيلو إلى الاعتماد على الثلاثي: دوسايي والكرواتي بوبان واليوغوسلافي ديجان سافيسيفيتش، ليبقى فلورين رودوسيو وجان بيير بابان وبريان لاودروب خارج التشكيلة.

على المقلب الآخر في برشلونة اختار كرويف لاعبيه الثلاثة غير الإسبان، وهم الهولندي رونالد كومان والبلغاري خريستو ستويشكوف والبرازيلي روماريو (توج لاحقاً بكأس العالم مع بلاده على حساب إيطاليا).

قرر كرويف عدم الاستعانة بالدنماركي مايكل لاودروب، ليخرج كابيلو بعد المباراة للقول: "كان لاودروب الرجل الذي أخشاه، لكن كرويف استبعده، وكان ذلك خطأه"، مع العلم أن اللاعب ترك الفريق على إثرها وانضمّ إلى ريال مدريد في نهاية الموسم.

صدم ميلان الجميع في الملعب الأولمبي بأثينا، حين سيطر على مجريات اللعب وهزّ الشباك مرتين في الشوط الأول من طريق دانييل ماسارو، بفضل مساعدة سافيسيفيتش على اليمين وروبرتو دونادوني على اليسار.

مع انطلاق الشوط الثاني بتأخر النادي الكتالوني بهدفين نظيفين، تلقت آمال بطل إسبانيا ضربة جديدة حين استغل سافيسيفيتش خطأ ميغيل نادال ليهزّ شباك الحارس أندوني زوبيزاريتا في الدقيقة الـ47، قبل أن يوجّه دوسايي رصاصة الرحمة في الدقيقة الـ58 حين كسر مصيدة التسلل، مسجلاً الهدف الرابع.

وصف العديد من النقاد يومها أداء الروسونيري في النهائي بالأعظم على الإطلاق من قبل فريقٍ في تاريخ أبطال أوروبا، وأصبح دوسايي يومها أول لاعب يفوز باللقب في عامين متتاليين مع ناديين مختلفين، إذ كان قد حقق اللقب في 1993 مع مرسيليا.

النجاح الأسطوري لنوتنغهام
الألقاب والجوائز تُكسب الفرق واللاعبين شهرة واسعة في العالم، وهذا بالضبط ما حدث مع نوتنغهام فورست، الفريق الذي تراجعت شهرته في السنوات الماضية بعد فشله في البقاء بالقمة، إلا أن قصته لا يُمكن أن تندثر البتة.

عاشت جماهير الفريق الإنكليزي لحظات ممزوجة بالخيال والواقعية. فالنادي الذي تأسس عام 1865 والملقب بالأحمر أو فريق "الأشجار الصعبة"، وضع بصمته في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

خاض الفريق مباراته الرسمية الأولى ضد فريق مقاطعة نوتس يوم 22 مارس/ آذار 1866، وبدأ التطور مع مرور الوقت حتى نجح في موسم 1891-1892 في تحقيق لقبٍ محلي بين 12 فريقاً هناك أطلق عليه بطولة "فوتبول أليانس"، ليتمكّن بعدها في عام 1898 من التتويج بلقب رسمي، أي كأس الاتحاد الإنكليزي، حين هزم في النهائي نادي ديربي كاونتي 3-1.

تراجع الفريق لاحقاً قبل أن يتسلّم المدرب برايان كلوف الدفة عام 1975 فعمل على إعادته إلى القمة، حصد أول لقب للدوري في موسم 1977-1978، ثم شارك في مسابقة دوري الأبطال وحاز لقبها مرتين: الأولى عام 1979 على حساب مالمو السويدي بهدفٍ دون مقابل سجله تريفو فرانسيس، ليعود في العام التالي للظفر باللقب عينه على حساب هامبورغ الألماني بفضل هدفٍ أحرزه جون روبرستون.

ألقاب كثيرة حققها نوتنغهام لاحقاً، بينها السوبر الأوروبي أمام برشلونة بهدف تشارلي جورج.

أرقام استثنائية
سجلت القارة العجوز العديد من الأرقام القياسية طوال تاريخها، ومن أهمها عدم سقوط ريال مدريد الإسباني في 121 مباراة متتالية على ملعبه في سانتياغو برنابيو، وذلك من عام 1957 حتى 1965. في تلك الفترة، كان الميرنغي قد هيمن على أوروبا بفضل مجموعة من اللاعبين الكبار أمثال ألفيردو دي ستيفانو وبوشكاش وآخرين.

من جانب آخر، يُعد نادي ستيوا بوخارست الروماني صاحب أطول سلسلة من دون هزيمة في مسابقة الدوري، إذ بقي من دون أي خسارة طوال 104 مواجهات من عام 1986 حتى 1989 على ملعبه وخارج ميدانه كذلك.

أما الرقم الأفضل على مستوى جميع المسابقات من دون أي خسارة، فيحمله نادي ريال يونيون سانت خيلويزي البلجيكي، إذ لم يهزم في 60 مباراة من عام 1933 حتى 1935، لكن ذلك جاء قبل إطلاق مسابقات الأندية الخاصة بالاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن الرقم الأفضل ما بعد فترة 1955-1956 (افتتاح دوري الأبطال)، مسجل باسم بنفيكا البرتغالي (48 مباراة) من عام 1963 حتى 1965.
دلالات
المساهمون