ورصد صحافيون خروج الحريري من الاجتماع على عجل، إذ تحدث بعضهم عن "علامات انزعاج" ظهرت عليه حين سئل عما إذا كان سيعقد مؤتمراً صحافياً في مقر إقامته، قبل أن يجيب بالنفي.
وعلم "العربي الجديد" أن دي ميستورا اقترح على وفد المعارضة المصغر، الذي ضم نصر الحريري، ويحيى قضماني، عقد اجتماع، بين وفد النظام ووفد الهيئة، باعتبارها الطرف المعارض الرئيسي في جنيف، وعضوين من منصة موسكو، واثنين من منصة القاهرة، بوجود دي ميستورا، يلقي الأخير كلمة خلاله.
وأمهل المبعوث الأممي، الذي ينتظر أن يعقد مؤتمراً صحافياً، مساء اليوم، الوفد المعارض المصغر، حتى الساعة الخامسة من عصر اليوم (بتوقيت جنيف)، للرد على اقتراحه، وهو ما دفع بعض أوساط الوفد في جنيف إلى الحديث عن احتمال صدور "قرار كبير" اليوم عن الوفد المفاوض.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، في تصريحٍ صحافي، إنه "لا يمكن أن نقبل بمرجعية تمت كتابتها في مدينة قم الإيرانية"، مضيفاً "نريد بدء مناقشة الانتقال السياسي عبر هيئة حكم انتقالي، ولا يمكن أن نقبل بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية".
وأوضح المسلط أن "المعارضة أتت إلى المفاوضات آملة بالتوصل إلى شيء إيجابي من جنيف لأجل الشعب السوري. لا نريد لهذه الجولة أن تكون مثل الجولة الماضية".
وتابع "نريد أن نخوض مفاوضات مباشرة. نأمل أن يكون لدينا شريك جاد. لقد حان الوقت لإنهاء الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوري".
وشدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية على أنه "لا يمكن أن تكون روسيا أو إيران مرجعية للتفاوض"، موضحاً أن الهيئة ترفض "مسايرة روسيا"، وتطالب بـ"احترام قرار الشعب السوري".
كما اعتبر أن "الأمم المتحدة وسيط للعملية السياسية، لكن نطالب بجدية في هذه العملية، وأن تنحاز الأطراف الراعية إلى طرف الشعب".
يذكر أن لقاء المبعوث الأممي بوفد المعارضة المصغر سبقه اجتماع عقده دي ميستورا بوفد النظام السوري عند الساعة 10 صباحاً.
إلى ذلك، قال جمال سليمان، أحد ممثلي ما يسمى "منصة القاهرة"، في جنيف لـ"العربي الجديد"، إن توقيت انطلاق المباحثات يحدده دي ميستورا، "ونحن نسعى لتوحيد رؤى المعارضة لحل سياسي".
كما أوضح العضو الآخر من "منصة القاهرة"، فراس الخالدي، أن "هناك اختلافاً بين وفد "الهيئة العليا للتفاوض" من جهة، ووفد "منصة القاهرة" من جهة ثانية"، مشدداً على الحاجة للتنسيق بينهما.
وكان لافتاً اجتماع دي ميستورا مع وفد نسائي سوري يمثل عدداً من أمهات معتقلين سوريين لدى سجون النظام، وقال بعد، إنه سيشدد على أولوية قضية المعتقلين في سجون النظام السوري.