رجّح المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، تأجيل مفاوضات جنيف في الخامس والعشرين من هذا الشهر، مبيّناً أن المحادثات قد تنجح إذا استمرت عمليات الإغاثة واتفق على وقف إطلاق النار، في وقت أكدت فيه المعارضة أن التأجيل هو لخدمة النظام السوري.
ونقلت صحيفة "سفينسكا داجبلادت" السويدية، عن المبعوث الأممي مساء أمس الخميس، قوله، إنه "من الناحية الواقعية لا يمكنني أن أرسل دعوات إلى محادثات جديدة في جنيف في 25 فبراير/شباط، لكننا ننوي أن نفعل هذا قريباً، نحتاج إلى عشرة أيام من التحضيرات".
وحول إمكانية نجاح المفاوضات، قال دي ميستورا للصحيفة، "المحادثات... يمكن أن تكون ناجحة إذا استمرت معونات الإغاثة وأصبح لدينا وقف لإطلاق النار".
في المقابل، رأت المعارضة السورية أن تأجيل المفاوضات في هذا الوقت يخدم النظام السوري، وقال عضو الائتلاف الوطني عقاب يحيى، لـ"العربي الجديد"، إن "تأخير الجولة الثانية من المفاوضات هو في خدمة النظام وروسيا، لأن موسكو ما زالت لم تستكمل هدفها بعد، والنظام السوري يستفيد من قصفها لإحراز عدد من التقدّمات، لذلك لا مصلحة لهذه الأطراف في مفاوضات جدية".
اقرأ أيضاً: القوات الروسية دمّرت 27 منشاة طبية في سورية
وكان دي ميستورا قد علق الجولة الأولى من المفاوضات في الثالث من هذا الشهر، ومنذ ذلك الحين حقق النظام السوري مع "قوات سورية الديمقراطية" عدداً من الانتصارات ضد فصائل المعارضة.
بدوره، قال عضو الائتلاف سمير نشار، إن "تحديد موعد الـ25 فبراير/شباط الحالي كان متسرعاً، ولم يؤخذ بعين الاعتبار عدم توفر بيئة تسمح باستمرار المفاوضات".
وأضاف "لاتزال هناك قضايا كثيرة فيها تضارب بالمصالح، وبالتالي المواقف جد متباعدة، خاصة بين قوى الثورة والمعارضة، وبين مواقف النظام السوري بخصوص عملية الانتقال السياسي، عبر تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، كما نص بيان جنيف1، وبين فهم النظام السوري الذي أوضحه رأس النظام منذ عدة أيام".
اقرأ أيضاً: مفاعيل العدوان الروسي تتواصل: النظام يتقدّم في ريف اللاذقية
وأوضح نشار في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الاختلاف الكبير، إضافة إلى احتدام المعارك، وخاصة في الريف الشمالي لحلب، ومحاولة محور النظام وحلفائه تحقيق إنجاز عسكري مهم بالسيطرة على أعزاز، يجعل من إمكانية استئناف المفاوضات عملية غير مجدية"، مشيراً إلى أن "الوسيط الدولي دي ميستورا يحاول التأجيل لكسب الوقت، عسى أن يتجسد المزيد من التوافق الدولي بين روسيا وأميركا".
ويلاحظ نشار، في تصريحه، أن "هناك محاولات إعاقة إقليمية من الدول المتدخلة بالصراع، لأنها ترى أن التوافق الدولي لا يحقق لها مصالحها، ولأن التوافق الدولي مجهول الأبعاد بالنسبة إليها. لست ميالاً في الظروف والشروط الراهنة إلى أن هناك فرصة لأي حل سياسي يلبي طموحات الثورة والسوريين عموماً".
وكان المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض، رياض نعسان آغا، قد أشار لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، إلى أن اجتماعات الرياض، الأسبوع المقبل، ستتمخض عن قرار بالمشاركة أو عدمها، مضيفاً أنّ "الوضع صعب، ونحن في انتظار مستجدات".
اقرأ أيضاً: الجبهة السورية الجنوبية: الأردن يدرس سيناريوهَي قوات الأسد و"داعش"