تُختتم في جنيف اليوم الخميس، المفاوضات غير المباشرة التي جرت على مدار الأيام العشرة الماضية، بين وفدي النظام السوري والمعارضة، بتسليم المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مسودة ورقة تتضمن النقاط المشتركة بين الجانبين.
ولا تشير الورقة بشكل واضح إلى مصير رئيس النظام بشار الأسد، ولا تتطرق إلى "تشكيل هيئة حكم انتقالية" كما تطلب المعارضة، وكما ينص قرار مجلس الأمن 2254.
وعما إذا كان المطلوب من وفدي النظام والمعارضة الردّ على وثيقة دي ميستورا في هذه الجولة من المفاوضات، قال المصدر المطلع لـ"العربي الجديد"، إن المعارضة قالت ما لديها، أما وفد النظام فلا شك أنه سيطلب إجراء تعديلات على الوثيقة، وقد يرفضها كلياً، لكنه سيعود إلى دمشق للحصول على رد نهائي بشأنها.
وحملت الوثيقة عنوان "مبادئ أساسية لحل سياسي في سورية"، وتضمنت 12 بنداً. ونصت في البند الأول منها على "احترام سيادة سورية واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها"، وعلى أنه "لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية"، وعلى أن الشعب السوري "ملتزم بأن يستعيد مرتفعات الجولان المحتلة بالوسائل السلمية".
كما نصت في بندها الثالث على أن سورية "دولة ديمقراطية غير طائفية"، وفي البند السادس أشارت إلى آليات الحكم، موضحة أنه "حكم ذو مصداقية وشامل للجميع وغير قائم على الطائفية"، وأنه "يشمل جدولاً زمنياً وعملية لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة" تُجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتطرقت مسودّة دي ميستورا للحل إلى مشكلة اللاجئين في بندها الحادي عشر، وشدّدت على ضرورة تأمين عودتهم إلى ديارهم، وتعويض المتضررين من جراء الحرب.
من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن مستقبل بشار الأسد يقرره الشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن الطرف الآخر لا يهتم إلا بمصير شخص واحد فقط. وأضاف المسلط في تصريحات صحافية بجنيف، أن مطالبة وفد النظام بتأجيل المفاوضات لن تكون مقبولة؛ لأن كل يوم يمر في سورية يسقط فيه ضحايا جدد، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تتواصل دون توقُّف.
أما رئيس وفد النظام المفاوض بشار الجعفري فقد قال، إنه تسلم وثيقة من المبعوث دي ميستورا، وإنه سيتم الرد عليها بعد التشاور مع قيادته. وكان الجعفري قد طالب في وقت سابق بتأجيل الجولة المقبلة بسبب عزم النظام إجراء انتخابات برلمانية في 13 إبريل/نيسان المقبل ووجود أربعة أشخاص في الوفد الحكومي مرشحين للانتخابات، الأمر الذي رفضه الفريق الدولي.
وكان كل من وفدي النظام والمعارضة سلما المبعوث الدولي رؤيتهما للحل في سورية، وأجاب وفد المعارضة على أسئلة طرحها المبعوث الدولي، تتعلق بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، والفترة الانتقالية، فيما طلب وفد النظام مهلة للتشاور مع قيادته.
اقرأ أيضاً: انتهاء جنيف2: المعارضة السورية تتفادى أفخاخ دي ميستورا والنظام