دي ميستورا: استئناف المحادثات السورية الأسبوع المقبل..ولن نسمح بالانهيار

21 ابريل 2016
دي ميستورا يتهم النظام بعرقلة وصول المساعدات(فرانس برس)
+ الخط -
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، إن محادثات جنيف للسلام ستتواصل الأسبوع المقبل، رغم قرار المعارضة السورية مغادرة جنيف احتجاجا على مجارز النظام وخرقه الهدنة، مشدداً على أنه "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار".

وأضاف دي ميستورا، في مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية، أن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار.. يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية، وسوف نطلب من الدول الراعية الاجتماع"، وفق ما نقلت "رويترز".

وصرح المبعوث الأممي، اليوم أيضا، أن الوضع الإنساني في سورية شهد تقدماً ضئيلاً، لكنه غير كافٍ، متحدثاً عن أنه سيواصل اجتماعاته لتقييم وبحث اتفاقية "وقف العمليات العدائية"، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً عصر الجمعة للحديث عن تطورات العملية السياسية.

وأكد دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي له، في مدينة جنيف السويسرية، أن الفرق الإنسانية تمكنت من الوصول لنحو نصف السكان القاطنين بمناطق محاصرة، والبالغ عددهم 560 ألفاً، وأن المساعدات وصلت لـ"12 منطقة من بين 18 منطقة محاصرة وصعبة الوصول، وما زال هناك 6 مناطق لم نصل بعد إليها"، و"أمس تم إخلاء 515 شخصاً طبياً، بالتوازي من مضايا وكفريا والفوعة"، مؤكداً أن "التقدم (في الوضع الإنساني) ضئيل ومتواضع لكنه فعلي".

كما قال المبعوث الدولي خلال المؤتمر الذي عقده بعد خروجه من اجتماعٍ مع "مجموعة العمل الإنساني"، إن التقدم على هذا الصعيد "حصل من خلال المساهمة النشطة للهلال الأحمر السوري، وبعمل دؤوب من الأمم المتحدة"، متحدثاً عن أنه "كما تعرفون كان من الصعب الوصول لداريا ولذلك اعتمدنا مقاربة كسر الجليد"، مشيراً بذلك إلى اللجنة الأممية التي زارت المدينة المحاصرة بريف دمشق قبل أيام.

وتابع دي ميستورا، خلال المؤتمر الصحافي الذي خصصه للحديث فقط عن الوضع الإنساني، إنه "في دير الزور حققنا تقدماً غير مسبوق لعملية إسقاط جوي بناءً على تقديرات برنامج الغذاء العالمي (..) وعرفنا من البرنامج أنه يخطط لمضاعفة عمليات الإسقاطات الجوية".

وفي ما يتعلق بإيصال المساعدات الطبية للمناطق التي تحتاج لها، قال "لم نحقق التقدم بعد. معدات لغسل الكلى وبعض المرافق الطبية قد تم السماح لها بالدخول، ولكن اكتشفنا أن المستلزمات الجراحية والفيتامينات والمضادات الحيوية ومسكنات الآلام، لم تسمح لها وزارة الصحة (بحكومة النظام) بالدخول، وهذا مقلق وغير مقبول وفقاً للقانون الدولي".

وحول قضية المعتقلين، أشار إلى صعوباتٍ في هذا الملف الذي تتداخل فيه "المسائل الحساسة"، لكن "مجموعة العمل الإنسانية أعلنت أنه سيتم تعيين شخص فعال بدوام كامل يعمل مع فريقي حول ملف المعتقلين"، مشيراً إلى أن "المختطفين والمعتقلين أعدادهم كبيرة والمسائل حساسة جداً والأمر مختلف (عن باقي الملفات الإنسانية).. في بعض الأحيان هناك إشاعات أنه عند ذكر اسم أي مختطف أو معتقل فإنه يختفي، أحيانا مضطرون للعمل على بعض المسائل بشكل سري. ندرك كل ذلك ونواصل العمل".

وقال المبعوث الأممي الخاص لسورية، إنه "باختصار حققنا تقدماً متواضعاً (بالمسائل الإنسانية) لكنه غير كافٍ لكي نشعر بالارتياح، ومجموعة العمل تعمل على تحسين هذا التقدم، متابعاً أنه "إذا عاد وتحسن الوضع حول وقف الأعمال العدائية إلى جو إيجابي، فإن ذلك سيساعد المباحثات السياسية"، التي قال إنه سيخصص لها مؤتمراً صحافياً غداً الجمعة.


من جهته، شدد كبير المفاوضين بالهيئة العليا للمفاوضات السورية، محمد علوش، على ضرورة وقف المذابح في حق الشعب السوري، قبل استئناف المفاوضات. وجاء حديثه في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، قبل مغادرته لجنيف، حيث تُجرى الجولة الثالثة من المحادثات السورية.