بدأ الأمر حين صمت ديلان أياماً طوال من دون التعليق على خبر فوزه بـ"نوبل للآداب" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخلافاً لما ذهب إليه البعض من توقّع رفضه للجائزة على غرار ما فعله جان بول سارتر، تبيّن أن التأخر كان لأسباب أخرى لا صلة لها بالاحتجاج على الجائزة وما تمثّله من رؤى وانحيازات.
على كلّ انشغلت الصحافة الثقاقية بالمراسلات "غير المباشرة" بين المغني و"الأكاديمية السويدية" بعض الوقت، حيث تسرّب حينها أن "نوبل" حصلت على "إجابة لطيفة" من صاحب "في مهبّ الريح" عبر اتصالها بصديق مقرّب له يطمئنها بإمكانية قدومه لتسلّم الجائزة.
مضت أيام وساعات من الترقّب وتقليب الاحتمالات، حتى أعلن صاحب "الأوقات تتغيّر" بـ "أن وقته لا يسمح له بتسلّم نوبل" في العاشر من كانون الأول/ ديسمير الجاري في رسالة رسمية وجّهها إلى "الأكاديمية"، ولم ينس أن يُعرب في رسالته عن "تشرفه العظيم بالجائزة".
اختياره بناء على "كتابته تعبيرات شعرية جديدة تدخل في التراث العظيم للأغاني الأميركية"، ثم "تأدب" لجنة الجائزة حيال عدم ردّه ثم اعتذاره المتأخر، كلّها أسباب دفعت ديلان إلى التمادي بما يُمكن تسميته "العبث" بتقاليد نوبل وتاريخها بسلوك غير مسبوق لم يُقدم عليها روائيون وشعراء عظيمون نالوها من قبل.
يبدو أن الأمر لا يعني الجهة المانحة مطلقاً، إذ قالت في ردٍّ لها اليوم أن باتي سميث ستغنّي أغنية "مطر شديد سوف ينهمر" خلال حفل توزيع الجوائز للتعويض عن غيابه ، كما يُلقي هوراس إنجدال أحد أعضاء "الأكاديمية السويدية" كلمة ديلان نيابة عنه.
هل كان اختيار صاحب "مثل حجر يتدحرج" هذه الأغنية بالتحديد لتُقدّم في الحفل صدفة أيضاً؟ بالتأكيد مطر شديد سينهمر بعد كل هذا "السكون الذي سبق العاصفة"!.