دير الزور ولا مبالاة الإعلام

12 نوفمبر 2015
+ الخط -
تعاني مدينة دير الزور التي أطلق عليها أهلها وثوارها "شعلة الثورة" من تجاهل إعلامي كبير، على الرغم من كل ما قدمته من رصيد عالٍ، لا يفرق عن الذي قدمته وساهمت به محافظات سورية أخرى في سبيل نجاح الثورة السورية.
في 5 نوفمبر2015 وقعت مجزرة مروعة في مدينة البوكمال (ريف دير الزور) ارتكبها الطيران الحربي (يعتقد أنه روسي) بحق المدنيين العزل، بعد استهدافه سوقاً شعبياً بصواريخ فراغية، ما أدى لاستشهاد 70 شخصا وضحايا آخرين، لم يتم التعرف إلى هوياتهم لسوء حالة الجثث التي تفحم بعضها بالكامل.
بعد مرور ثلاثة أيام على وقوع مجزرة البوكمال، أهمل الإعلام مدينة الدير، وأبقى ضوؤه مسلطا على مجازر دوما (مثلا لا حصرا) التي راح ضحيتها عشرات المدنيين أيضاً، بحيث أصبح الجميع يعرف أين تقع مدينة دوما، في حين أن أحداً من المتابعين في الخارج لا يستطيع معرفة موقع مدينة البوكمال، ولأي محافظة تتبع، وهل هي سورية أم عراقية؟ بسبب حالة التعتيم الإعلامي المفروضة على المدينة، الأمر الذي يزعج أبناء الدير ويجرحهم، كما لو أن الذي يسيل في دوما دم، والذي يسيل في الدير ماء؟ في حين أن المدينتين سوريتان وثوريتان في آن معاً، علما أن دير الزور من أوائل المحافظات الملتحقة بركب الثورة السورية، فمنذ شهر إبريل/نيسان 2011 شكل عدد متظاهريها بالإضافة إلى عدد متظاهري محافظة حماة حينها، حوالي المليون شخص، كما انتشر مقاتلو الجيش الحر داخل أحيائها منذ 22/6/2012، وهو الوقت نفسه الذي شهد سقوط أول قذيفة هاون على حي الحميدية وسط المدينة. القصف الذي لم يتوقف حتى وقتنا الراهن، لاسيما بعد أن سيطر مقاتلو داعش على المحافظة بشكل كامل، في يوليو /تموز من العام 2014.
avata
avata
أحمد أبو الجود (سورية)
أحمد أبو الجود (سورية)