ديانا الدجني: صممت ألعاب إلكترونية تسهل تعلم العربية للأطفال

22 فبراير 2015
ديانا الدجاني مصممة ألعاب إلكترونية لتعليم (العربي الجديد)
+ الخط -
في أكتوبر/تشرين الأول 2012 بدأت "ديانا الدجاني" المهندسة والأم في الدرجة الأولى مشروعها الخاص بتصميم مجموعة من الألعاب الإلكترونية التي تهدف إلى تسهيل تعليم اللغة العربية للأطفال، فأطلقت مشروعها eduTechnoz، بعدما لاحظت أن ابنها الصغير يكره اللغة العربية ويفضل عليها اللغة الإنجليزية لأنها "أسهل" و "أكثر متعة".. ولأن زوجها قد فقد لغته العربية من قبل بسبب عدم ممارسته لها، فشعرت الدجاني بالخطر، مما حملها على التفكير سريعا لإنقاذ ابنها وتعليمه العربية بطرق مختلفة غير تلك الطرق التقليدية المنفّرة، بدأت معه بلعبة من الورق، وبسبب انشغالها قامت بالبحث عن ألعاب إلكترونية تجذبه إلى اللغة العربية، ولكنها لم تجد أي شىء، فصنعتها لابنها.. خصوصا له، ومن ثم استعارت صديقاتها تلك الألعاب لحاجتهن إليها، وهذا ما جعلها تشعر بالمسؤولية تجاه باقي الآباء والمدرسين والمدرسات الذين يحتاجون إلى مثل هذه الطرق المبتكرة الحديثة التي تستغل حب الأطفال للتكنولوجيا في تعلم اللغة العربية.

- اشرحي لنا ماهية مشروعكم الخاص بتعليم العربية للأطفال وجعلها مادة ممتعة، بدلا من مادة صمّاء لا يفضّلها جُل الأطفال؟ 
اجتمع معظم الأطفال والأهالي والمعلمين والمعلمات على وصف اللغة العربية كلغة صعبة ودسمة، وليس من السهل تعلمها أو تقديمها بشكل لطيف، لذا كان هدفنا تعويض هذا النقص وغرز حب اللغة العربية في قلوب الأطفال عن طريق تمكينهم من إتقان المهارات اللغوية بطريقة مسلية. لذا قررت شركتنا eduTechnoz التركيز على أمرين متعلقين بتعلم اللغة العربية، وهما عدم وجود اهتمام من الطفل لتعلم هذه اللغة العريقة، وعدم توافر مواد مساعدة لترغيبهم في ذلك. فقمنا بتصميم بعض الألعاب الإلكترونية التي تجذب انتباه الطفل لفترة أطول فيتعلم باستمتاع أكثر.
بدأنا بمئتي لعبة إلكترونية وإتاحتها على موقع الشبكة edutechnoz.com، الذي يخدم في الوقت الحالي ما يزيد على 50ألف مستخدم من جميع أنحاء العالم. وبينما يلعب الأطفال ويتنافسون عالمياً على إنهاء المغامرة والوصول إلى القلعة الموجودة داخل اللعبة، نقوم بتقييم مهارات الأطفال وجدولتها بتقارير مفصلة تحدد الفروق الفردية لكل طفل. 
وتماشياً مع نمط الحياة السريع، وفّرنا خدمة التنبيه البريدي الذي يرسل "إيميل" إلى المعلم والأهل إذا ما لوحظ ضعف واضح في مهارات معينة، وعندئذ تتوافر للمعلم والأهل تقنيات لاقتراح الألعاب المناسبة لتقوية الطفل في المهارات الضعيفة..

- كيف يتم تصميم هذه الألعاب وهل توجد معايير معينة تعتمدون عليها؟
لقد تم تصميم هذه الألعاب بناءً على مناهج ومعايير دولية معتمدة في كل من قطر، البحرين، ACTFL، والسعودية. وبناءً على ثقافتنا وهويتنا العربية مع مراعاة الثقافات الأخرى المهتمة بتعلم اللغة العربية. كما أن عملية تصميم الألعاب عملية تدخل في محورها اهتمامات الأطفال الملاحظة في الأعمار ما بين 3-8 سنوات، وهو جمهور الأطفال الذي نستهدفه لجعله يحب تعلّم العربية. 

- مَن الجمهور المستهدف من قبل موقعكم تحديدا.. هل هم التلاميذ العرب فقط أم الناطقون بلغات أخرى أيضا؟ 
إن موقعنا ثنائي اللغة ليخدم الناطقين بالعربية، ويزيل الخوف منها أو استصعابها، ويخدم كذلك غير الناطقين بالعربية ويشجعهم على تعلم اللغة، أيضاً هناك أهالٍ لا يتقنون اللغة العربية، ولكنهم يريدون تعليمها لأطفالهم.

- هل يمكن اعتماد هذا البرنامج التعليمي في المدارس؟ هل بحثتم في ذلك؟ هل تلقيتم أية عروض؟
بالفعل تم التعاون مع عدد من المدارس في كل من دولة قطر، ومؤخرا في دولتي البحرين والسعودية والكويت. 

- لماذا يجد الأطفال صعوبة في تعلم اللغة العربية؟ هل بسبب آليات تعلم العربية وإمكانات المعلمين وأساليبهم؟
هناك العديد من العوامل التي أدت إلى شعور الطلاب بصعوبة تعلم اللغة العربية في مقدمتها شح المصادر والمواد التعليمية بأشكالها المختلفة، هذا بالإضافة إلى عدم اتباع منهجيات تربوية حديثة في عملية تعليم الصغار مهارات القراءة، فللأسف الشديد يتبع المعلمون في غالبيتهم أساليب أبعد ما تكون عن مواكبة العصر الحديث في العملية التعليمية، فقد عثرت على أقصوصة على الإنترنت تحتوي على معلومات عن كيفية تعليم اللغة الإنجليزية في القرن الثامن عشر، وهي تماماً نفس الطريقة التي ما زالت تُدرّس بها العربية اليوم في مدارسنا. 

- لماذا لا توجد برامج مخصصة لتعلم العربية على الكمبيوتر والإنترنت، هل هو فقر في اللغة العربية نفسها، أم فقر في الموارد البشرية أم الإمكانات أم ماذا؟ 
المشكلة ليست فقرا في الموارد البشرية ولا فقرا في اللغة، ولكنه فقر في الاهتمام باللغة العربية وعدم إدراك خطر إهمالها، هناك شريحة من الأهالي تتباهى إذا لم يستطع أطفالهم التواصل بالعربية. وللأسف، هناك شريحة أخرى من الشباب الذين يعتقدون أن اللغة العربية غير مهمة وأن الانجليزية هي المستقبل. مما يحتم علينا محاولة إنقاذ الجيل الجديد من هذه المصيدة.

- ما السبب في اتجاه الأهالي والشباب إلى إهمال وازدراء اللغة العربية مقابل الاهتمام بالإنجليزية؟ وما التبعات المستقبلية؟
إن تبعات هذه الظاهرة خطيرة، فهذا يعتبر اغتيالاً للغة العربية من خلال إهمالنا لها، ومن ثم علينا تحديث طريقة تدريس اللغة العربية وإخراجها من إطار لغوي بحت، إلى إطار تطبيقي في حياتنا اليومية والعملية. 

- هل تعليم العربية من خلال الألعاب الإلكترونية الحديثة يأتي بنتيجة إيجابية وسريعة؟
هناك نهضة في هذا المجال ومشاريع عدة تخدم اللغة العربية، ولكن يبقى التحدي الأكبر في استقطاب الأطفال وتحقيق الفائدة الفعلية في الواقع، لقد قمنا بعمل ورشات لنختبر مدى فعالية ألعابنا، وأشارت النتائج إلى أن الأطفال حققوا تقدماً يزيد على الـ19% بعد جلسة واحدة فقط، كما تمت ملاحظة أن الطلاب والطالبات يركزون مع المعلمة عند تفعيل العمل الصفي عن طريق الألعاب. ولقد بدأنا أيضا في إنشاء منهج خاص بتعليم القراءة نهدف فيه إلى تمكين الطفل (ابتداءً من 4 سنوات) من تنمية مهارات القراءة في غضون خمسة أسابيع فقط.. 

- هل تصلكم ردود أفعال أو نجاحات التلاميذ الذين يستفيدون من هذا الموقع؟
نعم، فقد كان هناك طالب خجول ولا يشارك في حصة اللغة العربية أو حتى الإنجليزية على حد سواء، وبعد استخدامه ألعابنا لاحظوا فرقاً في ثقة الطفل بنفسه الذي صار يشارك في الحوار الصفي وينجز واجبه المنزلي. ونحاول في الوقت الحالي تجميع حالات من المدارس والمؤسسات المتخصصة في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لنقيس مدى فعالية موقعنا في تنمية المهارات الأساسية الخاصة باللغة وتحديد المواطن التي يجب أن نستثمر فيها لتقديم خدمة مثالية للأطفال. 

- هل يقدم الموقع خدماته التعليمية للأطفال بشكل مجاني أم بمقابل؟ 
لدينا قسم مجاني يحتوي على 20 لعبة كافية لتحبيب الطفل في اللغة العربية مع تزويد الأهل بتقارير خاصة بإمكانات طفلهم اللغوية وتطوره، وفي حال أحب الأهل فكرة الاعتماد على الألعاب لتعلم القراءة، فهناك اشتراك شهري وسنوي أيضاً. 
ولأننا نريد الخير للأطفال جميعهم فقد قدمنا اشتراكات مجانية لمؤسسات خيرية في مصر معنية بالاعتناء بأطفال الشوارع ومنحهم فرصة في الحصول على حياة أفضل. وقدمنا خدمات مجانية لهيئات معنية بالطفل في غزة وسورية.

- ما هي خطتكم المستقبلية في eduTechnoz؟ 
لدينا خطة مستقبلية تقضي بتطوير الألعاب وزيادة عددها، نهدف للوصول إلى إنتاج عدد 500-700 لعبة خلال العام الحالي 2015. كما نهدف إلى تصميم ألعاب تتناسب والتلاميذ في مراحل سنية أعلى فمن ضمن مستهدفاتنا الوصول لفئة الطلاب حتى سن 12 عامًا. 



المساهمون