وهذا اللقاء السينمائي بين نجمين عالميين، يتحوّل إلى مناسبة لاستعادة بعض التاريخ السينمائي المشترك بينهما، الذي بدأ عام 1980، بفيلمي "المترو الأخير" لفرانسوا تروفو، و"أحبك" لكلود بيري.
"المترو الأخير"، منح كلاً منهما جائزتي "سيزار"، في فئتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة، ما شكّل إضافة معنوية على عملهما التمثيلي.
مع فرانسوا تروفو، التقى الثنائي للمرة الأولى، في فيلم شاهده نحو 707 آلاف مُشاهد، في عشرة أسابيع، في فرنسا، وتدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث يختبئ رجلٌ يهودي، يدعى لوكاس شتاينر (هاينز بينيت)، في قبو مبنى تحوّله زوجته ماريون شتاينر (دونوف) إلى قاعة للعروض المسرحية، وتُطلعه، يومياً، على ما يجري على الخشبة، خصوصاً أداء الممثلين، شيئاً فشيئاً، يكتشف لوكاس، من خلال ملاحظاتها، أنها مغرمة بالممثل الأول في الفرقة، برنار غرانجيه (ديبارديو)، المنخرط في صفوف المقاومة الفرنسية، والوحيد الذي يُنقذه من الموت.
في "أحبك"، لكلود بيري، تحتل دونوف، بأدائها دور آليس، المكانة الأبرز؛ فهي المرأة التي تبلغ الخامسة والثلاثين من عمرها، والتي لديها أبناء وأعمال، وعشّاق كثيرون. وفي ليلة عيد الميلاد، تجمع عشّاقها جميعهم، كي تستعيد ذكريات مليئة بالتناقضات.. حب وانفصال وهيام وابتعاد.
والتقى ديبارديو زميلته دونوف في فيلم "فورت ساغان"، والذي يتحدث عن ضابط من أصول قروية يحارب قبائل متمردة في الصحراء، عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، لكن بطولاته لم تشفع له في بيئته، التي ترسله إلى باريس لدعم مطالبها بإرسال تعزيزات لها، فإذا بالتغييرات الحاصلة في أوروبا، تضعه في مآزق أخرى.
ثم اجتمعا في فيلم "مكان مُضحك للّقاء" وهو عن امرأة تنتظر زوجها كي تحلّ مشاكلها الكثيرة معه، ورجل تتعطّل سيارته في هذا المكان البعيد، شبه النائي، قبل أن يتوافق مع المرأة على أحاديث عديدة.
أخيراً، هناك فيلم "بوتيش" والذي وقعت أحداثه عام 1977، في مدينة في شمال فرنسا، وينشب صراع بين عمال المصنع، الذي يزدهر بإدارة زوج ابنة مالكه، والعمال، ما يضع الجميع أمام مسؤوليات وتضحيات.
أما الفيلم الجديد، فيكاد يُشبه فيلمهما الرابع، إذْ يروي "تفاحة طيبة" قصة لقاء يحصل بين ميكانيكيّ (ديبارديو) يترك كل شيء ويغادر إلى قرية بعيدة، يلتقي فيها مالكة أوتيل (دونوف). لكن أقاربه يعثرون عليه، وتبدأ الأسرار بالظهور شيئاً فشيئاً.