على بعد تسعة كيلومترات شرقاً عن قلب العاصمة السورية دمشق، تقع مدينة دوما في الغوطة الشرقية. المدينة التي كانت قبل الحرب في سورية معروفة مع غيرها من مناطق الغوطتين الشرقية والغربية بأراضيها الخصبة ومياهها، محاصرة منذ نحو أربع سنوات بواسطة القوات النظامية والمليشيات الموالية لها.
تحتضن دوما نحو 120 ألف شخص، وتعتبر أهم مدن الغوطة سكانياً واقتصادياً، لكنّ النظام لم يوقف طوال هذه الفترة سعيه الدؤوب إلى تضييق الخناق عليها واستنزاف أهلها بوسائل مختلفة، في ظلّ وجود فصائل المعارضة المسلحة فيها.
لا تختلف الحياة كثيراً في دوما عن غيرها من المناطق المحاصرة، بحسب الناشط في المدينة حسان تقي الدين الذي يقول لـ"العربي الجديد": "تستفيق الأسرة في دوما حاملة همّ تأمين احتياجاتها الأساسية في يومها. يبحث معيل الأسرة إن كان أباً أو ابناً عن رزقه اليومي بالرغم من أنّ الأجور في المدينة لا تتناسب أبداً مع أسعار المواد الغذائية واحتياجات الحياة. كذلك، يخرج الأطفال والنساء لجلب مياه الشرب والحطب للطبخ". تجدر الإشارة إلى أنّ ما يصل من مواد غذائية ومحروقات إلى المدينة المحاصرة تتضاعف أسعاره بشكل كبير، وهو ما لا تستطيع كثير من العائلات تأمينه خصوصاً مع انعدام مصادر الدخل في غالب الأحيان أو ضعفها في حالات أخرى.
يضيف: "الأعباء المادية تزداد يوماً بعد آخر على العائلات، خصوصاً مع اقتراب الشتاء وأمطاره وبرده، فعلى الأسر تأمين مخزون غذائي كافٍ يخفف عنها أزمة تأمين الغذاء المفقود تماماً في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تأمين الحطب وهو وسيلة التدفئة الوحيدة المتاحة في الغوطة. وقد وصل سعر كيلوغرام الحطب الواحد إلى 120 ليرة سورية، علماً أنّ العائلة تحتاج إلى 5 كيلوغرامات يومياً على الأقل أي 600 ليرة (أكثر من دولار أميركي واحد بقليل)".
يلفت تقي الدين إلى أنّ "أهالي دوما يعملون في أعمال تجارية بسيطة عبر البسطات التي يبيعون فيها بعض المواد، بالإضافة إلى بعض المهن الصغيرة المطلوبة في المدينة كالنجارة أو الحدادة لكن بشكل يدوي بسيط لا أكثر. وبذلك، لا يتطلب عملهم استخدام الكهرباء، لأنّ التيار مقطوع عن الغوطة بكاملها منذ عدة سنوات". يتابع أنّ "الدخل اليومي للعامل يتراوح ما بين 3 و4 دولارات أميركية، وهذا يكاد لا يكفيه تأمين وجبة واحدة في اليوم".
اقــرأ أيضاً
تحتضن دوما نحو 120 ألف شخص، وتعتبر أهم مدن الغوطة سكانياً واقتصادياً، لكنّ النظام لم يوقف طوال هذه الفترة سعيه الدؤوب إلى تضييق الخناق عليها واستنزاف أهلها بوسائل مختلفة، في ظلّ وجود فصائل المعارضة المسلحة فيها.
لا تختلف الحياة كثيراً في دوما عن غيرها من المناطق المحاصرة، بحسب الناشط في المدينة حسان تقي الدين الذي يقول لـ"العربي الجديد": "تستفيق الأسرة في دوما حاملة همّ تأمين احتياجاتها الأساسية في يومها. يبحث معيل الأسرة إن كان أباً أو ابناً عن رزقه اليومي بالرغم من أنّ الأجور في المدينة لا تتناسب أبداً مع أسعار المواد الغذائية واحتياجات الحياة. كذلك، يخرج الأطفال والنساء لجلب مياه الشرب والحطب للطبخ". تجدر الإشارة إلى أنّ ما يصل من مواد غذائية ومحروقات إلى المدينة المحاصرة تتضاعف أسعاره بشكل كبير، وهو ما لا تستطيع كثير من العائلات تأمينه خصوصاً مع انعدام مصادر الدخل في غالب الأحيان أو ضعفها في حالات أخرى.
يضيف: "الأعباء المادية تزداد يوماً بعد آخر على العائلات، خصوصاً مع اقتراب الشتاء وأمطاره وبرده، فعلى الأسر تأمين مخزون غذائي كافٍ يخفف عنها أزمة تأمين الغذاء المفقود تماماً في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تأمين الحطب وهو وسيلة التدفئة الوحيدة المتاحة في الغوطة. وقد وصل سعر كيلوغرام الحطب الواحد إلى 120 ليرة سورية، علماً أنّ العائلة تحتاج إلى 5 كيلوغرامات يومياً على الأقل أي 600 ليرة (أكثر من دولار أميركي واحد بقليل)".
يلفت تقي الدين إلى أنّ "أهالي دوما يعملون في أعمال تجارية بسيطة عبر البسطات التي يبيعون فيها بعض المواد، بالإضافة إلى بعض المهن الصغيرة المطلوبة في المدينة كالنجارة أو الحدادة لكن بشكل يدوي بسيط لا أكثر. وبذلك، لا يتطلب عملهم استخدام الكهرباء، لأنّ التيار مقطوع عن الغوطة بكاملها منذ عدة سنوات". يتابع أنّ "الدخل اليومي للعامل يتراوح ما بين 3 و4 دولارات أميركية، وهذا يكاد لا يكفيه تأمين وجبة واحدة في اليوم".
حول التعليم في دوما، يقول تقي الدين: "تشرف على المدارس مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة. لكنّ أوضاع العملية التعليمية متدهورة، بسب كثافة القصف الذي يستهدف المدارس بشكل مباشر، ما يتسبب بتعليق الدروس لفترات طويلة، وهو ما ينعكس سلباً على التلاميذ خصوصاً في الشهادة الأساسية والثانوية، الذين يحتاجون إلى إتمام مناهجهم". كذلك، يشير إلى أنّ الأطفال حُرموا من حقهم باللعب: "باتت لديهم هموم أكبر من عمرهم، كتأمين مياه الشرب والحطب للعائلة، وفي حالات معينة قد يكون الطفل نفسه معيلاً للأسرة. ولا توجد أماكن آمنة مخصصة للعب، والمبادرات قليلة ومحدودة الأثر". يوضح أنّ "هذا الواقع ينعكس سلباً على حياة الأطفال خصوصاً لجهة الوضع النفسي، فالحصار والقصف والموت اليومي سرق منهم طفولتهم".
وعن تطلعات السكان إلى المستقبل، يشير تقي الدين إلى أنّ "أهالي دوما لا يملكون مخططات لمستقبلهم، فهم يعيشون كلّ يوم بيومه. لا يعلمون ما يحمل لهم الغد. عدم الاستقرار يسكنهم مع استمرار القصف اليومي وما يحمله من موت، بالإضافة إلى ما يجري تداوله عن تهجير من دوما مجهول الوجهة". ويشير كذلك إلى أنّ النظام يسعى إلى تضييق الخناق على دوما عبر قضم الأراضي الزراعية المحيطة بها، ما يفقدها أحد أهم مقومات صمودها.
وبالرغم ممّا يعانيه أهل دوما اليوم، فإنّهم يتخوفون كذلك من مستقبل أصعب بكثير. ينظرون إلى المناطق الأخرى حولهم أو في محافظات سورية أخرى التي فقدت المعارضة السيطرة عليها، ويشعرون بهذا الخطر يقترب. فعدا عن القتال، أجرى النظام العديد من الاتفاقات في مناطق ريف دمشق، أفضت إلى تهجير أعداد من المقاتلين الرافضين للتسوية إلى إدلب، في حين أعاد بسط سيطرته على تلك المناطق مثل داريا ومعضمية الشام وقدسيا والهامة.
إصرار على الحياة
يقول تقي الدين، إنّ أهالي المدينة ما زالوا يحافظون على علاقاتهم الاجتماعية على الرغم من الحرب والحصار، فالزيارات العائلية تنشط كلّما هدأت وتيرة القصف. كذلك، تتواصل الزيجات وإن تغيرت مظاهر الاحتفال بها عمّا كان قبل الحرب.
اقــرأ أيضاً
وعن تطلعات السكان إلى المستقبل، يشير تقي الدين إلى أنّ "أهالي دوما لا يملكون مخططات لمستقبلهم، فهم يعيشون كلّ يوم بيومه. لا يعلمون ما يحمل لهم الغد. عدم الاستقرار يسكنهم مع استمرار القصف اليومي وما يحمله من موت، بالإضافة إلى ما يجري تداوله عن تهجير من دوما مجهول الوجهة". ويشير كذلك إلى أنّ النظام يسعى إلى تضييق الخناق على دوما عبر قضم الأراضي الزراعية المحيطة بها، ما يفقدها أحد أهم مقومات صمودها.
وبالرغم ممّا يعانيه أهل دوما اليوم، فإنّهم يتخوفون كذلك من مستقبل أصعب بكثير. ينظرون إلى المناطق الأخرى حولهم أو في محافظات سورية أخرى التي فقدت المعارضة السيطرة عليها، ويشعرون بهذا الخطر يقترب. فعدا عن القتال، أجرى النظام العديد من الاتفاقات في مناطق ريف دمشق، أفضت إلى تهجير أعداد من المقاتلين الرافضين للتسوية إلى إدلب، في حين أعاد بسط سيطرته على تلك المناطق مثل داريا ومعضمية الشام وقدسيا والهامة.
إصرار على الحياة
يقول تقي الدين، إنّ أهالي المدينة ما زالوا يحافظون على علاقاتهم الاجتماعية على الرغم من الحرب والحصار، فالزيارات العائلية تنشط كلّما هدأت وتيرة القصف. كذلك، تتواصل الزيجات وإن تغيرت مظاهر الاحتفال بها عمّا كان قبل الحرب.