دولة خلف الجدران

19 مارس 2017
للسخرية من الاحتلال ولعب كرة القدم (ديفيد سيلفرمان/Getty)
+ الخط -
شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في بناء جدارها الأمني والذي هو لا يتعدى جدار فصل عنصري بين مناطق الضفة الغربية المحتلة وأراضي فلسطين الداخل في فترة حكومة أرييل شارون عام 2002، ورغم القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004، بمخالفة الجدار للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة، إلا أن آلة الجيش الإسرائيلي لم تتوان عن قضم الأراضي الفلسطينية، معدلة مسار الجدار غير ذي مرة لضم مزيد من أراضي الفلسطينيين وما يشمل ذلك من ربط المستوطنات القريبة من الجدار بأنفاق قطرية توصلها مباشرة إلى أراضي 1948، وعزل شبه تام للقدس الشرقية المحتلة عن محيطها في الضفة. 

وتبرر تل أبيب الجدار لوقف عمليات المقاومة، وفيما يظن أن الجدار الذي يأتي جزء منه على نفس مسار الخط الأخضر وكأنه بمثابة حدود بين دولتين، إلا أنه وفي بعده الأمني لم يتعد فكرة الفصل العنصري والعزل الهوياتي بين العربي واليهودي، وحشر الفلسطينيين وراء سور كبير، ثم تقطيع أوصالهم بمستوطنات تضاعف عددها منذ وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم في عام 2009 للمرة الثانية.

وبلغ طول جدار الفصل العنصري العازل 770 كيلومتراً يعزل خلفه 29 قرية فلسطينية بالكامل بمساحة 216567 دونما، ويسبب الضرر لـ 138 قرية بمساحة 554370 دونما، أي ما مجموعه 770937 دونما، والتي تشكل حوالى 12.6 % من إجمالي مساحة الضفة الغربية المحتلة والتي تبلغ 5661 كيلومراً مربعاً.

وتكمن أهمية الأراضي المصادرة في أنها مصدر المياه الجوفية الرئيسي في الضفة الغربية وتُحيط بالقدس الشرقية المحتلة وتُشكل سلة الخضروات الرئيسة في الضفة الغربية، كما أن الجدار بات يحول المدن الفلسطينية إلى كنتونات مُغلقة لا يستطيع سكانها الخروج أو الدخول إليها إلا بإذن من سلطات الاحتلال، فأي دولة يُمكن أن تكون قابلة للحياة في ظل هذا الوضع الذى بات قائماً.

وبالإضافة إلى المستوطنات والمجمعات الاستيطانية التي تجاوت الـ 200 فضلا عن عشرات البؤر الاستيطانية والتي يسكنها أكثر من 350 ألف مستوطن، ومثلهم في مستوطنات القدس الشرقية، فإن هذه المستوطنات والطرق التي تربطها، تمزق أوصال الضفة الغربية وتصادر أكثر من 60 % من مساحتها، فضلاً عما يزيد عن 500 حاجز عسكري الهدف منها تمزيق الوطن وتقسيمه إلى جزر بين محافظات معزولة، لمنع إمكانية التواصل بين المكون الديموغرافي للفلسطينيين في الضفة الغربية.

(العربي الجديد)


خليل التفكجي عن حرب الاستيطان في القدس

المساهمون