اليوم الذي تم اختياره في ديسمبر/كانون الأول من عام 2005 بعد أن أوضح تقرير أممي أن عدد ضحايا الألغام يصل إلى عشرين ألف ضحية سنويا بين قتيل وجريح ومشوه، بدأت أولى فعالياته في الرابع من أبريل/ نيسان 2006.
وفي الذكرى الثانية عشرة لذلك اليوم، قال بان كي مون إن للنساء في جميع أنحاء العالم دورا حيويا في السعي إلى إزالة الألغام الأرضية، والحماية من آثارها العشوائية بتوعية الناس حول كيفية العيش بأمان في المناطق المزروعة بالألغام، ومساعدة ضحايا الألغام، وإزالتها، والتخلص من الذخائر المتفجرة.
وركز الأمين العام للأمم المتحدة على أن النساء والفتيات يتأثرن بالألغام الأرضية أكثر من غيرهن، ولهن احتياجات مختلفة فيما يتعلق بالتثقيف بشأن مخاطرها. وقد يواجهن مشكلات أكبر إذا قُتل أو أُصيب فرد من أفراد الأسرة. "ولذلك تسعى الأمم المتحدة إلى الاستماع إلى آراء النساء في أعمالها لمكافحة الألغام، وإلى مراعاة أفكارهن في حملتها العالمية وتمكينهن من الإسهام أكثر فيها".
وتستمر الفعاليات التي تهدف إلى الوصول لعالم يخلو من أخطار الألغام ومخلفات الحروب من الأجسام المتفجرة سنويا في الموعد نفسه، لأن الخطر ما زال قائما في 84 دولة خلفت الصراعات المسلحة فيها ذلك الموت المخبوء تحت الأرض.
وتعد مصر من أكبر مصائد الموت بعدد لا يقل عن 21 مليون لغم وجسم متفجر ما زالت قابلة للانفجار في أية لحظة، لتحصد الأرواح رغم مرور 69 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، التي دارت واحدة من أشهر معاركها هناك في صحراء العلمين بالقرب من مدينة مرسى مطروح المصرية.
هذا الرقم بحسب الإحصاءات الرسمية يمتد عبر حوالى ربع مليون فدان، صالحة للزراعة في منطقة الساحل الشمالي.
وقد كان الرقم أكبر بكثير إذ بلغ 23 مليون لغم قبل عام 1995 عندما نجحت القوات المسلحة المصرية في إزالة ما يقرب من 102 مليون لغم، ويبلغ عدد ضحايا الألغام المسجلين رسميا فقط 762، تم تسجيلهم لدى الأمانة ومديرية الشؤون الاجتماعية في محافظة مطروح.. توفر الدولة لهم "معاشَ عجز" ومعاشاً آخر يسمى "معاش الألغام" إلا أنها مبالغ قليلة جدا لم تتجاوز الـ 500 جنيه.
وعلى الرغم من أن مصر لديها حوالى 25% من الألغام والأجسام القابلة للانفجار في العالم ، وأنها توقفت عن صنع الألغام منذ عام 1984، فإنها لم توقع على اتفاقية "أوتاوا"، لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام، مما يؤثر على موقف مصر في حال طلبها المساعدة في إزالة وتطهير الأراضي المصابة.
هذه الاتفاقية يرى بان كي مون أنها من دواعي التفاؤل بالقضاء على مشكلة الألغام .. "فهذه الاتفاقية، بعد خمس عشرة سنة من بدء نفاذها، تلتزم بها الآن 161 دولة وأدعو باقي الدول إلى أن تحذو حذوها".
ودعا الأمين العام إلى زيادة اتخاذ التدابير لإشراك المزيد من النساء، على مستويات عليا، في الإجراءات المتعلقة بالألغام، قائلا :"ينبغي للحكومات بذل المزيد لمراعاة البعد الجنساني في برامجها لمكافحة الألغام".