يتواصل معرضه الجديد "حرية الألوان" حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري في "رواق محمد راسم" في الجزائر العاصمة، الذي يقدّم نظرته الفنية لجماليات الضوء وتدرّجاته عبر صور فوتوغرافية حول الطبيعة والعمران معالجة رقمياً، من خلال الجمع بين الفوتوغرافيا وتقنيات الكمبيوتر.
يضمّ المعرض أربعين لوحة "تعكس مختلف الألوان التي يمكن أن يشاهدها الإنسان وأخرى لا يستطيع إدراكها على غرار ما تحت الحمراء وما فوق البنفسجية"، بحسب تقديم ساسي للمعرض موضحاً أن أسلوبه "يمزج بين الفن والتكنولوجيا ما يتيح استكشاف عالم الضوء بكل جمالياته الفنية والرقمية".
يواصل ساسي بحثه منذ سنوات في مسارين متوازيين؛ الفن والتقنية من خلال اختيار لقطة رقمية ومعالجتها بأدوات وبرامج كمبيوتر، كما يستخدم أحياناً أصباغاً لإعادة تلوين العمل بهدف إضفاء القوة والحيوية والجمال على خلفيته.
تشكّل المناظر الطبيعية والساحل والمواقع التاريخية وقصبة العاصمة الجزائرية مواضيع أساسية في تجربته التي قدّمها في معرضين سابقين عامي 2009 و2010، منجزاً أعمالها بالتقنية ذاتها.
تحمل لوحات المعرض عناوين مثل "أضواء الصحراء" و"انعكاسات" و"الصيادون" و"انسجام" تعبّر عن تنوّعات الطبيعة ضمن نظام إيقاعي يتناغم فيه الجزء والكل، ويبرز التباينات المسطحة والمتميزة بسطوعها وجماليتها المتمثلة باللانهائية المفتوحة الفضاءات.
يشير الفنان في حديث صحافي سابق إلى أن اللون هو المكوّن الأساسي للواقع والفن، وأن التكنولوجيا مكّنت من إظهار الموجات والترددات والتشتت الضوئي، ما يعني استعمالات أوسع للألوان والتبديل بينها على نحو يصعب التعبير عنه من خلال الرسم.
يُذكر أن دليل ساسي حاز درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية، لكنه اتجه نحو الفن حيث أقام معرضه الأول عام 1992، وله مؤلّفات عدّة منها "الألوان والضوء".