دقائق تأخير تحرم عشرات التلاميذ من امتحان البكالوريا بالجزائر

31 مايو 2016
عشرات التلاميذ حُرموا من الامتحان (GETTY)
+ الخط -
شغلت قضية إقصاء 20 تلميذا من امتحانات شهادة البكالوريا الجزائرية، التي انطلقت الأحد وتنتهي الأربعاء المقبل، الشارع الجزائري، وأحدثت جدلا بين متعاطف ومتشدد.

التلاميذ الذين تم إقصاؤهم عن حضور الامتحان هم مترشحون غير نظاميين وصلوا متأخرين بدقيقتين عن موعد انطلاق الامتحان في متوسطة (مدرسة) الشهيد مصطفى بن بولعيد بولاية البلدية في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية. ويقول مدير مركز إجراء الامتحان إنه طبق القانون بطرد كل متأخر عن موعد الامتحان.

قرار طرد التلاميذ نزل كالصاعقة عليهم، حيث يعني حرمانهم من الامتحان الذي لطالما انتظروه، خصوصا أنها ليست المرة الأولى لاجتيازهم هذا الاختبار، وهو ما جعلهم يسجلون في قوائم غير النظاميين.

وبرر التلاميذ وصولهم متأخرين إلى مركز الامتحان، بأنهم يقطنون خارج ولاية البليدة ولا يعرفون المنطقة جيدا، ما جعلهم يتيهون بحثا عن المركز، رغم استيقاظهم في الساعة الخامسة صباحا، كما أنهم وجدوا صعوبة في إيجاد وسيلة نقل تقلّهم في ذلك الوقت نحو المنطقة، فضلا عن الازدحام في مدينة البليدة.

وشدد المعنيون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن وصولهم إلى المركز جاء قبل فتح أظرف الأسئلة وتوزيعها على التلاميذ، إلا أن مدير المركز رفض رفضا قاطعا دخولهم إلى قاعات الامتحان.

وانتشرت عملية إقصاء التلاميذ من امتحانات شهادة الباكالوريا عبر مختلف الولايات، حيث هددت ممتحنة من ولاية بسكر بالانتحار، لأنها مُنعت من دخول مركز الامتحان، رغم أنها تسكن في منطقة بعيدة عن مركز الامتحان بـ78 كيلومترا، فيما أقدم ثلاثة تلاميذ على الدخول في إضراب عن الطعام فور منعهم من دخول مركز الامتحانات، بسبب تأخرهم عن الموعد الرسمي بخمس دقائق.

وأدى الإقصاء إلى خلق حالة هستيرية أمام بعض مراكز الامتحانات، حيث أطلق المقصيّون صراخهم، وظهرت حالات إغماء وتهديد بالانتحار واحتجاج بالإضراب عن الطعام، أملا في أن تجدي تلك الوسائل نفعا، حتى لا تضيع فرص عشرات التلاميذ لنيل شهادة البكالوريا.

وتأخر التلاميذ عن موعد الامتحان له قانون يحكمه في وزارة التربية الجزائرية، ويتمثل في الإقصاء، حتى لو كان التأخير دقيقة أو دقيقتين، حيث أشارت مديرية الإعلام في الوزارة إلى أن قوانين سير امتحانات البكالوريا تقضي بمنع أو إقصاء أي تلميذ تأخر عن الدخول إلى قاعات الامتحان بعد الوقت الرسمي، وكل مسؤول مطالب بعدم السماح للمتأخرين بالدخول، ومن يتجاوز هذا القانون يعاقب على ذلك.

أسئلة كثيرة طرحها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد ما نال التلاميذ المقصيّون تعاطفا شديدا، واعتبروا التأخر لبعض دقائق لا يسوغ رهن سنوات الجد والجهد ومستقبل التلاميذ، خاصة إذا تعلق الأمر بامتحان مصيري بالنسبة لكثيرين، خصوصا أولئك القاطنين في المناطق النائية.
كما اعتبر مواطنون، في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، أن وزارة التربية مدانة في مثل هذه الواقعة، لأنها لم توفر النقل للمترشحين القاطنين في المناطق البعيدة عن مراكز الامتحان.

ويرى كثيرون أن القانون "مجحف" فيما يخص التأخر، وترمي الوزارة الكرة في مرمى التلاميذ الذين لم يلتزموا بالقانون، بينما يرمي التلاميذ الكرة في مرمى الوزارة لأنها لم تراع ظروف عشرات الممتحنين، خصوصا في المناطق النائية والصحراء جنوب البلاد، فيما طالب رواد التواصل الاجتماعي وزيرة التربية بأن "ترحم هؤلاء التلاميذ"، خصوصا أن الامتحان يعتبر خطوة نحو تحقيق الحلم في الدراسة الجامعية.

المساهمون