دعا باحثون موريتانيون إلى محاصرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والاهتمام برفع الوعي لدى الشباب، لمنع تأثرهم بذلك، حفاظاً على مستقبل البلاد.
وحذر الباحثون المشاركون في ورشة عمل شبابية، أن موريتانيا التي تستقبل آلاف الشباب من مختلف الدول الأفريقية، باعتبارها بلد عبور رئيسي نحو أوروبا، عليها أن تنتبه إلى خطورة تلك المشكلة على شبابها، في ظل ما يعانيه الشباب الموريتاني من تحديات ومشاكل، لا تختلف كثيراً عما يعانيه الشباب الأفريقي، الذي لم يجد سوى الهجرة غير الشرعية لحل مشاكله.
ودعت ورشة العمل إلى انتشال الشباب الموريتاني من الانخراط في دوائر التجنيد في صفوف الجماعات المسلحة، ومحاربة الفقر وإشاعة المصالحة والسلم والحوار في أوساطهم.
وفي هذا االسياق، رأى الباحث محمد أحمد ولد أعل، أن أساليب الهجرة غير الشرعية واستقطاب الشباب في صفوف الجماعات المسلحة، عرفت تطورا ملحوظا في غرب أفريقيا، مقابل تجاهل الدول لخطورة انتشار هاتين الظاهرتين. ويعتبر أن الشباب الموريتاني كان أقل تأثرا بموجة الهجرة غير الشرعية، رغم أن موريتانيا بلد عبور رئيسي في غرب أفريقيا.
وأوضح أن بعض الشباب وقع ضحية استقطاب الجماعات الإرهابية، ما دفع السلطات إلى عقد جلسات مناصحة للشباب المغرر بهم، والذي اعتقلوا بسبب نشاطاتهم داخل الجماعات المسلحة.
ورأى رئيس المجلس الأعلى للشباب، محمد يحيى ولد الطالب إبراهيم، أنه "من الواجب توجيه الشباب والتوعية حول مخاطر الإرهاب، التي باتت تهدد أمن واستقرار منطقة الساحل، من خلال هجمات يقوم بتنفيذها أفراد من هذه الفئة العمرية، الأكثر تعرضا للتغرير من طرف جماعات إرهابية تستغل أوضاعهم الهشة في القيام بتلك الهجمات".
وأضاف أن "الهجرة السرية وما يصاحبها من مخاطر، تشكل تحدياً ينبغي التصدي له بكل الوسائل المتاحة، ويعتبر التنبيه والتوعية أهمها، إذ تنتج الهجرة السرية أوضاعا اقتصادية يعاني منها الشباب في بلدانهم"، وقال إن المجلس الأعلى للشباب يؤكد على التفاعل والوقوف مع كل المبادرات الشبابية الجادة، وتشجيعها من أجل جهد شبابي موحد يخدم البلد ويساهم في تنميته.
وتتواصل في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على مدار أسبوعين، أيام الشباب الموريتاني حول مخاطر الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والتي تنظمها رابطة الشباب الموريتانيين للثقافة والرياضة والفنون، برعاية المجلس الأعلى للشباب والأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس بأفريقيا.
ويواكب المجلس من خلال هذه اللجنة الأنشطة الثقافية والرياضية المصاحبة لهذه الأيام التي تنظم في الفترة من 15 الى 30 يوليو/تموز، حيث تشمل محاضرات ونقاشات بين الشباب، وورشات تبين خطر الهجرة غير الشرعية والإرهاب على فئة الشباب، بوصفها الأكثر تعرضا لتلك المخاطر.