وجاء ذلك في بيان صادر عن تلك الشخصيات، اليوم الأربعاء، أدانت فيه "اغتيال الشيخ بشير الهويدي"، واصفة هذا العمل بـ"الإجرامي القذر"، محملة في الوقت ذاته قوات "التحالف الدولي العاملة في سورية"، المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية، عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية المتردّية في الرقّة بحكم التزاماتها المنصوص عليها في القوانين الدولية.
وحمّل البيان أيضاً "قوات سورية الديمقراطية" التي وصفها بـ"قوة الأمر الواقع"، المسؤولية عن الفشل في حماية المدنيين في الرقة، "هذا إذا لم تكن مسؤولة بشكل مباشر وجنائي عن اغتيال الشيخ بشير الهويدي وضالعة فيه".
وأضاف البيان، أن "السياسات الفاشلة تراكمت خلال السنوات الثلاث الماضية بحق المدنيين في المناطق التي آلت إليها سيطرة مليشيات قسد"، واصفاً إيّاها بـ"تمييزية إن لم تكن عنصرية".
ولفت إلى أن "السياسة التمييزية تراوحت بين التهجير والاعتقال التعسفي والتعذيب وحرق البيوت وتجريفها والسرقة والسطو المسلّح والاختطاف والتعفيش الممنهج ونشر الحبوب المخدّرة والحشيش وتجنيد الأطفال وصولاً إلى سياسات تمييزية في تسعير المحاصيل الزراعية والتمييز في تزويد السكّان بالكهرباء حسب مناطقهم، إضافةً إلى الخلل في نسب التمثيل في المجالس والإدارات".
وطالب البيان، التحالف الدولي، بإجراء تحقيق محايد ومستقل وشفاف، يساهم فيه ممثّلون مستقلون من المجتمع المدني المحلي في الرقة للكشف عن قتلة الهويدي، ووقف انحيازه إلى مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، للحد من مزيد من أسباب الانشقاق القومي الذي تسبّب به ممارسات "الوحدات" قصيرة النظر و"الانتهازية والانتقامية"، حسب وصفه.
كما دعا البيان، أبناء الرقة المنتسبين إلى مليشيات "قسد" لضرورة مراجعة علاقتهم بها وعدم الانجرار إلى مخطّطاتهم تجاه أهلهم وبلدهم.
وفي وقت سابق، أصدرت عشائر في محافظة الرقة، بيانات إدانة بعد مقتل الشيخ بشير الهويدي، وأعلنت عن مقاطعة أبنائها لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" المعروفة باسم "قسد".
وكانت جثّة شيخ عشيرة العفادلة العربية بشير الهويدي، قد عُثر عليها، قبل أيام، في سيارته المركونة بجانب مشفى الأطفال في شارع الباسل بمدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة مليشيات قوات سورية الديمقراطية.
وبحسب مدنيين فإن الهويدي قُتل بعد إطلاق النار عليه برصاصتين، من قبل مجهولين.
وعقب الاغتيال بنحو ساعة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بيان باسم تنظيم "داعش" يعلن فيه مسؤوليته عن مقتل الهويدي، لكن ناشطين في الرقة شكّكوا في البيان، واعتبروا أنّه تم تزويره من قبل "قسد" لإبعاد الشبهات عنها.
وجاء البيان حاملاً التاريخ الميلادي الذي لا يستخدمه التنظيم أصلاً، حيث تم سحبه وإعادة إصدار بيان يحمل التاريخ الهجري.