دعا العشرات من الفلسطينيين مساء اليوم الأربعاء، إلى ضرورة التصعيد التضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام، لليوم 38، وإلى ضرورة تواصل الفعاليات والمسيرات الليلية في شهر رمضان المبارك، بعد صلاة التراويح في حال استمر إضراب الأسرى وتعنت الاحتلال الإسرائيلي بالاستجابة لمطالبهم.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، لـ"العربي الجديد"، على هامش مسيرة ليلية خرجت مساء اليوم، من أمام خيمة التضامن مع الأسرى المضربين، المقامة وسط مدينة رام الله وجابت شوارع المدينة، إن "الأيام المقبلة ستشهد فعاليات تصعيدية منها مؤتمرات شعبية يوم غد الخميس، مبايعة للأسرى المضربين في مراكز المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى تحقيق الأسرى انتصارهم، وتتبعها مسيرات جماهيرية، وكذلك مسيرات غاضبة ستخرج مساندة للأسرى بعد غد الجمعة".
وشدد شومان على أن مسيرة الليلة، خرجت من أجل الإيذان بالبدء بأوسع حراك شعبي وفعاليات ليلية بعد صلاة التراويح في شهر رمضان، في حال استمر إضراب الأسرى، إسنادا للأسرى المضربين.
وخلال المسيرة التي جابت شوارع مدينة رام الله انطلاقا من أمام خيمة التضامن مع الأسرى وسط المدينة، بمشاركة العشرات من الفلسطينيين ثم عادت مرة أخرى إلى خيمة التضامن، هتف المشاركون للأسرى المضربين ولعميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس ولأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وكذلك لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي.
وردد المشاركون بهتافاتهم: "يا سجان وينك وينك والأسير كاسر عينك"، و"علي الصوت علي الصوت والأسرى بتتحدى الموت"، و"يلي بتسأل شو اللي صار سجن عوفر ولع نار"، و"من عوفر لمجدو باب السجن لنهدو"، و"فشرت عينك يا سجان أسرانا لا ما بتنهان"، و"تحيتنا عالية للأمعاء الخاوية".
من جانبها، قالت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنه "بالرغم من أن الأسرى سطروا صمودا أسطوريا لكنهم خسروا من أجسادهم وعانوا كثيرا في فترة الإضراب بعدم علاجهم بشكل صحيح وتنقيلهم"، مشددة على أن كل الأيام الطويلة التي مرت تعبر عن عجز فينا، وبكل من لم يقدر على مساعدتهم في تقليل عدد أيام الإضراب.
وحول تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية اليوم، التي دعا فيها إلى ضرورة طرح قضية إضراب الأسرى الفلسطينيين في مجلس الأمن ومطالبته بإرسال لجنة لتقصي الحقائق في هذا الشأن، قالت البرغوثي: إن "الأمر الطبيعي أن يكون الملف على طاولة مجلس الأمن، ومن الطبيعي تبنيه من قبل جامعة الدول العربية، والأصل أن قضية الإضراب قد حلت قبل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فلسطين، وكان لزاما عمل خطة واستنفار وطوارئ من أجل وقف نزف الأسرى، وتحقيق مطالبهم التي كانت يجب أن تحقق قبل الإضراب".
وشددت فدوى البرغوثي على أن ما تقوم به إسرائيل من تجاهل لمطالب الأسرى، يضع علامة سؤال للقيادة الفلسطينية، بأنه إذا كانت إسرائيل تحاول أن تحرم الأسرى من هذه المطالب البسيطة، فكيف لها أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، فهذا احتلال يريد أن يهزم الشعب الفلسطيني من خلال الأسرى، والجميع مطلوب منه التقاط هذه الرسالة، ويجب علينا أن نهزم هذا الاحتلال المجرم الذي يجب أن نعريه إنسانيا أمام العالم.
أما الناطق باسم اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى، عبد الفتاح دولة، فقد أكد لـ"العربي الجديد"، أن قضية حياة الأسرى يجب أن تكون شغل الشعب الفلسطيني، حيث تم نقل أعداد جديدة منهم اليوم، إلى المشافي المدنية الخارجية، ما يدلل أن الوضع الصحي للأسرى يتراجع في ظل استمرار الإضراب، والمطلوب تفعيل الفعاليات الجماهيرية بمشاركة شعبية أكبر وتفعيل المؤسسات الرسمية باتجاه الضغط المؤسسات الدولية، ووضع هذا الملف على الطاولة، وحماية أرواح ما يزيد عن 1600 أسير من الخطر في أية لحظة، وعلى المؤسسة الرسمية كذلك أن تعطي الضوء لذوي الاختصاص لوضع ملف إضراب الأسرى على طاولة مجلس الأمن فورا.