دعا المجلس الأوروبي إلى ضبط الحدود الخارجية كسياسة أوروبية مشتركة لحل أزمة الهجرة، في حين انتقدت المفوضية الأوروبية الأداء الأوروبي حيال أزمة اللاجئين، داعية إلى زيادة التمويل لمواجهة تدفق طالبي الهجرة، الذي يتواصل على مدار الساعة، خصوصاً أن السواحل الأوروبية لا تزال تستقبل قوارب المهاجرين بشكل يومي.
واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، اليوم الأربعاء، قبل ساعات من انعقاد قمة أوروبية مخصصة لأزمة المهاجرين، "أن المسألة الأكثر إلحاحا" التي يتوجب على الأوروبيين تسويتها هي "إعادة ضبط حدودنا الخارجية".
وقال توسك، قبل اجتماع لقادة الدول والحكومات الأوروبية في بروكسل: "إن المسالة التي يتوجب علينا حلها هذا المساء هي كيفية إعادة ضبط حدودنا الخارجية، وإلّا لا معنى للحديث عن سياسة مشتركة للهجرة". وذكر بأن النزاعات التي تدفع اللاجئين للهرب من بلدانهم، بخاصة سورية "لن تتوقف في وقت قريب". واستطرد "هذا يعني أننا نتحدث عن ملايين اللاجئين المحتملين وليس الآلاف".
وأوضح توسك أنه سيقترح على المشاركين في القمة "تدابير على المدى القصير"، تتضمن مساعدات لتركيا وللوكالات الإنسانية العاملة في مخيمات اللاجئين.
من جهتها، وجّهت المفوضية الأوروبية انتقاداً إلى 19 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، بينها فرنسا وألمانيا، لعدم احترامها حق اللجوء، في بيان صدر اليوم الأربعاء. وقال المسؤول الثاني في المفوضية فرانز تيمرمانز، قبيل قمة طارئة للقادة الأوروبيين في بروكسل حول أزمة المهاجرين، "آن الأوان لتقوم الدول الأعضاء بما ينبغي القيام به".
واقترحت المفوضية الأوروبية رصد 1.7 مليار يورو إضافية من الاتحاد لمواجهة تدفق المهاجرين، وهذا المبلغ الإضافي يرفع إلى 9.2 مليارات يورو قيمة المبلغ الذي رصده الاتحاد الأوروبي على مدى عامين، وفق ما أوضحت مفوضة الموازنة كريستالينا جورجييفا.
اقرأ أيضاً: "العفو الدولية" تدعو الاتحاد الأوروبي لمراجعة نظام اللجوء
من جهته، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، اليوم الأربعاء، إن بلاده تستطيع استيعاب عدد اللاجئين المخصص لها وفقاً لخطة الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أسفه للموافقة على فكرة الحصص الإلزامية، بالتصويت بالأغلبية وليس بالمفاوضات.
وأشارت رومانيا إلى أنها تستطيع أن تستقبل بحد أقصى 1785 مهاجراً، ضمن خطة طوعية للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة، بالإضافة إلى ذلك يمكنها استقبال 2400 شخص آخرين بموجب خطة إعادة التوزيع. وكانت رومانيا، إلى جانب التشيك والمجر وسلوفاكيا، صوّتت ضد توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد، أمس الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: الاتفاق الأوروبي: انقسام وآمال بتوقف تدفق اللاجئين
من ناحيتها، أعلنت بولندا أنها ستستقبل نحو سبعة آلاف لاجئ من سورية وإريتريا بين العامين 2016 و2017.
وذكرت وزارة الداخلية أن بولندا ستستضيف نحو خمسة آلاف شخص ضمن خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع طالبي اللجوء الذي تم الاتفاق عليه، يوم أمس الثلاثاء. وبالإضافة إلى ذلك، ستدخل بولندا نحو 2000 لاجئ أعلنت التزامها بقبولهم في يوليو/ تموز الماضي. وسيدخل اللاجئون إلى البلاد تدريجيا في مجموعات تضم كل منها 150 شخصاً عامي 2016 و2017. وسيأتي معظمهم من إيطاليا واليونان، لكن نحو 900 سيأتون من مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: توافق أوروبي على توزيع 120 ألف لاجئ
على صعيد متصل، يتواصل تدفق اللاجئين إلى السواحل اليونانية، حيث وصل أكثر من 2500 شخص، معظمهم لاجئون أفغان، إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، صباح اليوم الأربعاء، في غضون ثلاث ساعات.
ووصل نحو 40 قارباً مطاطياً يحمل كل منها ما بين 60 و70 شخصاً، وسط الأمطار، إلى شاطئ في الجزيرة. وكان بعضهم يعاني من انخفاض في درجة حرارة الجسم. وقال شاهد إنه رأى تسعة قوارب أخرى من على بُعد. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد ذكرت من قبل أن 430 ألف لاجئ ومهاجر قطعوا الرحلة عبر المتوسط إلى أوروبا هذا العام حتى الآن، وهو رقم قياسي. ووصل 309 آلاف منهم عبر اليونان.
اقرأ أيضاً: لاجئون يستعجلون العبور نحو أوروبا قبل الشتاء