درع الفرات: سنواصل معركة منبج حتى لو سُلمت للنظام

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
إسطنبول

عمار الحلبي

avata
عمار الحلبي
02 مارس 2017
423D1903-80D3-47EA-B04D-B138C0010539
+ الخط -
أكّد رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، لـ"العربي الجديد"، أن "القيادات العسكرية في النظام السوري تدخل المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الكردية وتشاركها بالخطط منذ أشهر، ولكن بشكلٍ سري".

كلام سيجري أتى تعقيباً على بيان أصدره "المكتب الإعلامي لمجلس منبج العسكري"، اليوم الخميس، جاء فيه "بهدف حماية المدنيين، فإنه سوف يقوم بتسليم القرى الواقعة على خط التماس بين "قوات سورية الديمقراطية" وفصائل "درع الفرات" في ريف منبج الغربي لقوات النظام السوري، وذلك بعد اتفاقٍ مع الروس".

وقال رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم"، إن "الجيش السوري الحر" لن يقف مكتوف الأيدي، وسوف يستكمل عملية تحرير مدينة منبج، حتى لو كانت قوات النظام داخلها، وحتى لو لم تتدخّل تركيا"، مؤكداً أن "المعارضة السورية معنية بتحرير كافة الأراضي السورية، وليس هناك ما يمنعها عن ذلك".


وأوضح المتحدث ذاته أن "الهدف هو إقامة منطقة آمنة للمدنيين، وطرد المنظمات الإرهابية المتمثّلة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والمليشيات الكردية"، معتبراً أن "خطوة تسليم قرى منبج الغربية للنظام السوري، جاءت بهدف وضع الجانب التركي في موقف محرج".

وأشار إلى أن "تقاسم المناطق غالباً ما تسيطر عليه اللقاءات والتفاهمات الدولية"، مضيفاً "لدينا الكثير من الأوراق الميدانية الرابحة التي لم نستخدمها، ومن الممكن أن تظهر مستجدات في الساعات القليلة القادمة"، مبيّناً أنها "ليست المرّة الأولى التي تواجه فيها عملية "درع الفرات" عقباتٍ وتتمكّن من اجتيازها".

كما لفت إلى أنّ "الخطة الأميركية- التركية التي تقضي بدخول فصائل "درع الفرات" إلى الرقّة، عبر تل أبيض، لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأنها، ويمكن أن تساهم في طرد الفصائل للتنظيم من الرقة في حال نجاحها".

في المقابل، أكّد الناشط الميداني، عمر الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أنه لا يوجد أي تسليم للقرى الغربية في منبج لقوات النظام حتّى هذه اللحظات.

وقال الشمالي، الذي يتواجد قرب جبهات "درع الفرات" شرق مدينة الباب، إن "المعارضة السورية لم تصدر أي بيان حول هذه الأمر، كما أن الواقع الميداني يشير إلى تواجد المليشيات الكردية على خطوط التماس ذاتها".

يذكر أن الفصائل الكردية كانت قد سلّمت النظام السوري سابقاً عدداً من أحياء مدينة حلب التي سيطرت عليها، وتحالفت معه في العديد من الجبهات.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، أن أنقرة ستقوم بتوجيه ضربات إلى قوات "الاتحاد الديمقراطي" في مدينة منبج إن لم تنسحب من المدينة. وقال "لقد قلنا قبل ذلك، إننا سنقوم بتوجيه ضربات إلى "الاتحاد الديمقراطي" في حال لم تنسحب قواته من المدينة".

ورغم الاشتباكات بين قوات "درع الفرات" و"الاتحاد الديمقراطي"، أكد مولود جاووش أوغلو أن عملية طرد المليشيات الكردية من مدينة منبج لم تبدأ بعد، بالقول: "سنذهب إلى منبج بعد الانتهاء من الباب. العمليات لم تبدأ بعد، قد يكون هناك بعض الاشتباكات على الأرض، ولكن العملية التي خططت لها قواتنا لم تبدأ بعد".

وأوضح: "نعلم أن القوات الخاصة الأميركية موجودة في المنطقة، ونعلم أيضا بوجود قوات "الاتحاد الديمقراطي" في المنطقة"، كما ذكر أن "طلبنا من الإدارة الأميركية الجديدة يتمثل في انسحاب قوات "الاتحاد الديمقراطي" بأسرع وقت ممكن من منبج"، مضيفا: "إن لم تنسحب قوات "الاتحاد الديمقراطي" الآن، بطبيعة الحال سنوجه لها الضربات، وهذا أمر قلناه في وقتت سابق وليس شيئا جديدا". 



وفي رده على احتمال المواجهة مع القوات الأميركية في حال التقدم باتجاه الباب، شدد جاووش أوغلو على أنه "لا يوجد أي خطر أو احتمال المواجهه بين حليفين في حلف شمال الأطلسي"، مضيفا: "إن هذه الأرض ليست أراضي أميركية، لمَ إذا سنتواجه". 


وأبرز أن "الهدف هو تطهير المنطقة وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين، وإن قامت الولايات المتحدة باختيار "الاتحاد الديمقراطي" كحليف وقالت إن من يلمسهم يلمسني، عندها سيكون الأمر مختلفا. نحن نعلم أنه لا يوجد أمر مذل هذا، لذلك لا ينبغي أن يضعنا قتال قوات "الاتحاد الديمقراطي" وباقي التنظيمات الإرهابية في مواجهة مع الأميركيين، ونحن نتمنى أن لا يقف حليف لنا إلى جانب منظمة إرهابية".

وفيما بدا تعليقا على الأخبار التي تتحدث عن قيام قوات "الاتحاد الديمقراطي" بتسليم النظام القرى المتواجدة على الجبهات المشتركة في عملية "درع الفرات"، أكد جاووش أوغلو أنه "بموجب الاتفاقات مع روسيا فإنه من غير المسموح للنظام التوجه إلى شمال مدينة الباب، وكذلك لن تتوجه قوات المعارضة المدعومة من أنقرة إلى جنوب المدينة".

وقال وزير الخارجية التركي: "كما تعلمون، لقد توجهت قوات النظام باتجاه الشرق. ونحن عقدنا اتفاقا مع روسيا لمنع التصادم بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المعتدلة في محيط الباب، ورأينا هناك كيف تحول أحد الطرق إلى حدود مؤقتة (جنوب الباب)، حيث لن تتجاوز قوات النظام نحو الشمال، ولن تذهب قوات المعارضة المعتدلة جنوبا.. كان الهدف من ذلك منع الاشتباكات، والتمكن من الاستمرار بشكل فعال في المعارك ضد "داعش"، وكنا نعلم أنه مع هذا التقدم ستلتقي قوات النظام مع قوات "الاتحاد الديمقراطي"، وستتواجه باقي القوى.

ولمنع هذا كله كان الطريق الوحيد هو وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه، والذي لم يشمل مواجهة الإرهاب، ولكن لوقف الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة المعتدلة".

من جهته، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التأكيد أن الهدف التالي لعملية "درع الفرات"، بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الباب، هو مدينة منبج.

وخلال إجابته على أسئلة الصحافيين الذين رافقوه خلال عودته من باكستان، قال أردوغان "بعد الباب، فإن الوجهة ستكون منبج"، مشددا على ضرورة إبعاد "قوات سورية الديمقراطية" التي يشكل "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، عمودها الفقري، عن عملية طرد "داعش" من مدينة الرقة السورية.

ولفت إلى أنه "لا نوايا لأنقرة للبقاء في الأراضي السورية"، مجددا التلويح بـ"إمكانية التعاون مع روسيا فيما يخص الرقة"، قائلاً "جاءنا طلب.. نستطيع الاستمرار معا برفقة روسيا، وسيكون لي زيارة إلى روسيا في شهر مارس/ آذار الحالي، الأمر الذي سيتيح لنا فرصة تناول هذه المواضيع".

كما بيّن أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تتخذ حتى الآن أي قرار فيما يخص كلا من مدينتَي منبج والرقة، مشدداً على "أهمية التعاون مع القيادة العسكرية الروسية خلال العمليات في سورية لمنع وقوع أي حوادث بين الجانبين".





ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي