لم ينته، بعد، الجدل المتعلق بقضية الفنانين السوريين، أيمن رضا وباسم ياخور، بعد أن تداولت في الأيام الأخيرة المواقع الإخبارية المتخصصة بالفن السوري تصريحات نُسبت لأيمن رضا، يعلن فيها اعتزاله الفن بشكل نهائي، وكان موقع Syria News أول من نشرها؛ وقد تم تصميم صياغة خبر الاعتزال وكأنه امتداد للخلاف الذي نشب بين رضا وياخور، حيث تم ذكر اسم الأخير بنص التصريح؛ الذي اتضح بعد ذلك أنه لم يكن سوى محض إشاعة، من خلال فيديو سيلفي بثه أيمن رضا على صفحته الشخصية على فيسبوك، ينفي فيه كل ما ورد من إشاعات.
قد يبدو غريباً أن رضا تجاهل الإشاعات التي أثيرت حول قضية اعتزاله وتعليقات الجمهور لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يطل لينفي الخبر. ولكن الأمر الأشد غرابة، هو الصيغة التي كُتب بها نص قرار الاعتزال، والذي يبدو فيه أن اعتزال أيمن رضا يعتبر خسارة كبيرة للفن السوري الذي وصل إلى حال يرثى لها؛ وهي نقطة تشترك فيها جميع الخطابات التي وردت بها قرارات اعتزال الممثلين السوريين الذين ينتمون إلى جيل التسعينيات، أو بالأحرى الذين بدؤوا مسيرتهم في التسعينيات؛ مع العلم أن جميع تلك القرارات لم تدخل حيز التنفيذ.
ففي العامين الماضيين، وبعد أن دخلت الدراما السورية في نفق أزمة التسويق واستقطاب قنوات العرض، أعلن عديد من نجوم التسعينيات اعتزالهم، أو نيتهم ذلك، بحجة أن حال الدراما السورية والمستوى المتدني الذي وصلت إليه لا يليق بنجوميتهم. كانت البداية مع سيف الدين سبيعي، الذي انتشر خبر اعتزاله بصيغة بكائية تمجيدية، بعنوان "لا تعتزل يا سيف"، وكأن الفن السوري سيتوقف من بعده، وأن الجمهور السوري غير راضٍ عن هذا القرار. حينها، انتظر سبيعي أربعة أيام قبل أن يكتب على صفحته الشخصية في فيسبوك منشوراً يتلاعب فيه بالخبر، ليبين أن نية الاعتزال موجودة ولكنه لم يعتزل! وكأنه أراد أن يحافظ على حالة التعاطف والاستمرار في العمل.
في التوقيت ذاته، كانت أمل عرفة تلمّح في منشوراتها إلى فكرة الاعتزال، ولا سيما أنها كانت تشهد أوقاتاً عصيبة، حين فشلت في تسويق مسلسل "سايكو" لما يقارب السنتين. وبعد أن عُرض "سايكو"، والمسلسل التالي "كونتاك"، لم تتخلّ عرفة عن مفردة الاعتزال في منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى جاءت الشعرة التي قسمت ظهر البعير، واشتعلت موجة غضب جماهيري ضدها بسبب الحلقة الثالثة والعشرين من مسلسل "سايكو" التي استهزأت بضحايا المجازر الكيميائية، لتعلن الاعتزال بعد أن حاولت استرضاء الجمهور والاعتذار منهم. لكن الواضح أن قرار الاعتزال لم يكن جدياً، إذ أعلنت عرفة مؤخراً عن مسلسل جديد قامت بتأليفه، لم تضع له عنواناً بعد، بالإضافة إلى تعاقدها مع المخرج باسل الخطيب لأداء دور البطولة في مسلسل "حارس القدس".
اقــرأ أيضاً
قد يبدو غريباً أن رضا تجاهل الإشاعات التي أثيرت حول قضية اعتزاله وتعليقات الجمهور لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يطل لينفي الخبر. ولكن الأمر الأشد غرابة، هو الصيغة التي كُتب بها نص قرار الاعتزال، والذي يبدو فيه أن اعتزال أيمن رضا يعتبر خسارة كبيرة للفن السوري الذي وصل إلى حال يرثى لها؛ وهي نقطة تشترك فيها جميع الخطابات التي وردت بها قرارات اعتزال الممثلين السوريين الذين ينتمون إلى جيل التسعينيات، أو بالأحرى الذين بدؤوا مسيرتهم في التسعينيات؛ مع العلم أن جميع تلك القرارات لم تدخل حيز التنفيذ.
ففي العامين الماضيين، وبعد أن دخلت الدراما السورية في نفق أزمة التسويق واستقطاب قنوات العرض، أعلن عديد من نجوم التسعينيات اعتزالهم، أو نيتهم ذلك، بحجة أن حال الدراما السورية والمستوى المتدني الذي وصلت إليه لا يليق بنجوميتهم. كانت البداية مع سيف الدين سبيعي، الذي انتشر خبر اعتزاله بصيغة بكائية تمجيدية، بعنوان "لا تعتزل يا سيف"، وكأن الفن السوري سيتوقف من بعده، وأن الجمهور السوري غير راضٍ عن هذا القرار. حينها، انتظر سبيعي أربعة أيام قبل أن يكتب على صفحته الشخصية في فيسبوك منشوراً يتلاعب فيه بالخبر، ليبين أن نية الاعتزال موجودة ولكنه لم يعتزل! وكأنه أراد أن يحافظ على حالة التعاطف والاستمرار في العمل.
في التوقيت ذاته، كانت أمل عرفة تلمّح في منشوراتها إلى فكرة الاعتزال، ولا سيما أنها كانت تشهد أوقاتاً عصيبة، حين فشلت في تسويق مسلسل "سايكو" لما يقارب السنتين. وبعد أن عُرض "سايكو"، والمسلسل التالي "كونتاك"، لم تتخلّ عرفة عن مفردة الاعتزال في منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى جاءت الشعرة التي قسمت ظهر البعير، واشتعلت موجة غضب جماهيري ضدها بسبب الحلقة الثالثة والعشرين من مسلسل "سايكو" التي استهزأت بضحايا المجازر الكيميائية، لتعلن الاعتزال بعد أن حاولت استرضاء الجمهور والاعتذار منهم. لكن الواضح أن قرار الاعتزال لم يكن جدياً، إذ أعلنت عرفة مؤخراً عن مسلسل جديد قامت بتأليفه، لم تضع له عنواناً بعد، بالإضافة إلى تعاقدها مع المخرج باسل الخطيب لأداء دور البطولة في مسلسل "حارس القدس".
كذلك، هناك العديد من التصريحات التي أدلى بها نجوم التسعينيات عن تفكيرهم المستمر في الاعتزال، أمثال سلافة معمار وعابد فهد وعبد المنعم عمايري وغيرهم. معظم هذه التصريحات ارتبطت بالظروف الإنتاجية المتعلقة بالدراما السورية وتدهور حال الدراما السورية في الأعوام الأخيرة؛ وكأن هؤلاء النجوم يتشبثون بنجاح الماضي، ويتنصلون من إخفاقات الحاضر، متجاهلين أن الدراما السورية التي يتم إنتاجها اليوم هم شركاء فيها. ولكن يبقى الأمر الأكثر غرابة هو إيمان أبناء هذا الجيل الفني بانهيار الدراما السورية من بعدهم، وتعاطي كل منهم مع قراره الشخصي باعتزال الفن وكأنه قرار مصيري سيغير تاريخ الفن السوري.