كشفت دراسة أكاديمية شاركت فيها الدكتورة، عائشة الأحمدي، الباحثة في شؤون التعليم والتربية في السعودية، في منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، وألقيت بالنيابة عنها اليوم، الأحد، عن أكثر صور الفساد الأكاديمي شيوعًا عند طرفَي العملية التعليمية، الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، من خلال استطلاع وجهة نظر 2383 طالبًا وطالبة من طلبة الدراسات العليا في الجامعات الحكومية السعودية، في برنامجَي الدكتوراه والماجستير.
وبينت الأحمدي من خلال تحليلها لنتائج الاستطلاع، أنّ صور الفساد بين طلبة الدراسات العليا في الجامعات السعودية، تنتشر بدرجة متوسطة، وبقيمة متوسط 2.83 في المائة. وجاءت أكثر صور الفساد شيوعًا بين الطلبة في متطلبات المقررات الدراسية بمتوسط 3.36 في المائة، من بين خمس أشكال فساد شائعة بين الطلبة، وهي على التوالي: يقوم الطلبة بسرقة أبحاث مكتوبة على الإنترنت وتقديمها على أنّها من إعدادهم، ويقوم الطلبة بسرقة (انتحال)عبارات من بحوثٍ أخرى ينسبونها لأنفسهم، ويُضمّن الطلبة قائمة المراجع في تكليفاتهم مراجع لم يجْر الاطّلاع عليها بغية الزيادة في عدد المراجع، والاستشهاد بمراجع لم يتمّ الرجوع لها فعليًا وإنّما مضمّنة داخل مراجع أخرى دون ذكر ذلك، وأخيراً استعانة الطلبة بمكاتب تجارية لكتابة رسائلهم العلمية أو مشاريعهم البحثية. واحتل محور الفساد في مشاريع التخرج والرسائل العلمية المرتبة الثانية بمتوسط 2.74 في المائة.
اقرأ أيضاً: جامعة تبوك السعودية تواصل رفض المتفوقات
كما تبين أنّ صور الفساد الكلّي عند أعضاء هيئة التدريس من وجهة نظر الطلبة تنتشر بدرجة متوسطة بمعدل 2.82 في المائة، تصدّرها تقويم أعضاء هيئة التدريس لطلبتهم، تلاه محور الفساد في النشاط التدريسي، وهما ينتشران بدرجة عالية وبمتوسطين 3.64 و3.36 في المائة على التوالي. كما كان الأثر لمتغيّر الجنس والبرنامج المسجّل فيه الطالب، وتخصص الطالب، متغيرات مؤثّرة في مدى انتشار صور الفساد الأكاديمي عند الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.
وكان منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية قد واصل أعماله، اليوم، ببحث "سياسات التعليم واستراتيجياته في دول مجلس التعاون"، "والرخص المهنية للمعلمين وقادة المدارس في دولة قطر". وقال الدكتور، عبد المليك مزهودة، الباحث المتخصص في التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء والجودة، إن القادة الأكاديميين في الجامعات السعودية يمارسون التخطيط الاستراتيجي بوصفه مسارًا شبه مواز للتخطيط المالي، الذي يتولاه في الغالب مختصون فنيون والمشرفون على إدارات التخطيط والميزانية في الجامعات، الأمر الذي جعل مستوى التكامل بين التخطيطين يبدو ضعيفا والتقاطعات الإثرائية بينهما محدودة، فيما عللت الدكتورة، فوزية الخاطر، مديرة هيئة التعليم في المجلس الأعلى للتعليم في قطر، عدم إقبال الكفاءات على مهنة التدريس، نتيجة النظرة الدونية لدى البعض مقارنة بالمهن الأخرى، مؤكدة على ضرورة تعليم وإعداد معلمينا وطلابنا على مهارة التواصل، مضيفة أن المعايير المهنية تجعل المدرس يعرف كيف يدرس الطالب من حيث المهارات والميول والاتجاهات والكم المعرفي، الذي يجب أن يحصل الطالب عليه. وتابعت "عندما أطلقنا المعايير المهنية حرصنا على معرفة مستويات من نعنى بهم من معلمين وقادة مدارس، لنضمن أن ما يقدم يمكن تقييمه وفق مقاييس محددة"، لافتة إلى حرص المجلس الأعلى للتعليم على استمرارية مشروع التطوير وتحسينه باستمرار.
اقرأ أيضاً: التعليم السعودية تلغي شرط الابتعاث الخارجي للمعيدات