أفادت دراسة بريطانية نشرت، اليوم الأربعاء، بأن استخدام كمامات الوجه على مستوى السكان قد يقلص الإصابة بمرض "كوفيد-19"، الناجم عن انتقال عدوى فيروس كورونا، إلى مستويات يمكن السيطرة عليها في ما يتعلق بانتشار الوباء، ويمكن أن يحول دون موجات ثانية للمرض الوبائي، عندما يقترن ذلك بإجراءات الإغلاق.
ويشير البحث الذي قام به علماء من جامعتي كامبرديج وغرينويتش في بريطانيا، إلى أن إجراءات العزل وحدها، لن تحول دون ظهور موجة جديدة لفيروس كورونا الذي يسبب التهاب الجهاز التنفسي الحاد، لكن الكمامات، بما في ذلك المصنوعة في المنزل، يمكن أن تقلل على نحو كبير معدلات انتقال العدوى إذا التزم بها عدد كافٍ من الناس في الأماكن العامة.
وقال ريتشارد ستوت الذي شارك في قيادة الدراسة في جامعة كامبرديج: "تدعم تحليلاتنا ضرورة التزام الناس الفوري والشامل بوضع الكمامات". وأضاف أن النتائج تشير إلى أن استخدام الكمامات على نطاق واسع، مقرونا بالتباعد الاجتماعي وبعض إجراءات العزل، قد يكون "وسيلة مقبولة للتعامل مع الوباء وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية" قبل فترة طويلة من توافر لقاح فعال.
ونشرت نتائج الدراسة مجلة "أعمال الجمعية الملكية أ" العلمية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت سابقاً، من أن استخدام الكمامات وحدها "غير كاف" للتغلب على تفشي وباء "كوفيد-19"، معتبرة أنها تكون مفيدة في الأماكن التي يتعذر فيها غسل اليدين والتباعد الاجتماعي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو في جنيف، في 7 إبريل/ نيسان الماضي، إنه "على الدول أن تنظر في مسألة استخدام الأقنعة في المجتمعات التي يصعب فيها غسل اليدين والتباعد الجسدي بسبب نقص المياه أو الاكتظاظ".
وأشار إلى أن بعض الدول أوصت أو تنظر في استخدام الكمامات أو الأقنعة الواقية الطبية من قبل عموم الناس لمنع انتشار الفيروس. لكنه شدد على أن الاستخدام الواسع للكمامات الطبية قد يفاقم النقص في معدات الوقاية الخاصة بالعاملين في قطاع الصحة.
وتابع أنه خارج إطار الطواقم الصحية، فإن الأقنعة الواقية الطبية يوصى بها للأشخاص الذين كانوا مرضى أو الذين يهتمون بهم.
(رويترز، فرانس برس)