أفادت دراسة صينية حديثة، بأن فيروس "زيكا" ظهر قبل بضعة عقود، لكنه لم يتسبب بتشوهات خلقية إلا منذ فترة قريبة، بسبب تغير جيني حدث للفيروس يعود على الأرجح إلى سنة 2013.
الدراسة أجراها باحثون بأكاديمية العلوم الصينية في بكين، ونشروا نتائجها الجمعة في دورية (Science) العلمية. وينتقل "زيكا" بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب خلقية.
وللتوصل إلى نتائج الدراسة، درس الفريق 3 سلالات من فيروس زيكا في نسخته الحالية، وقارنوها بسلالة قديمة من الفيروس معزولة في كمبوديا عام 2010.
ووجد الباحثون أن السلالات الجديدة قتلت جميع الفئران المختبرية، عبر إنتاج سلسلة من الأعراض العصبية، فيما قتلت سلالة 2010 القديمة 17 في المائة فقط من الفئران.
وبمقارنة السلالات، وجد الباحثون طفرة حاسمة غيرت بروتينا رئيسيا في طلاء واق من فيروس زيكا جديد.
وأشار الفريق إلى أن هذا التغيير الوحيد يعزز بشكل كبير قدرة زيكا على إصابة خلايا الدماغ الإنسانية وتدميرها.
وشرح الباحثون كيف بات هذا الفيروس يشكل تهديداً على الصحة العالمية، بعدما اعتبر لفترة طويلة غير مؤذٍ.
ولفت العلماء إلى أن تغييراً واحداً حدث بحدود سنة 2013 في أحد بروتينات الفيروس المسمى "بي آر إم"، هو على الأرجح السبب في التشوهات الخلقية الخطيرة المسجلة لدى الأجنة.
واعتبروا أن هذا التغيير الذي طرأ على الطبقة الحامية من المرض جعل الفيروس أكثر قدرة على قتل الخلايا الدماغية قيد النمو لدى الفئران والبشر، وهو ما أظهرته تجارب.
وكشفت الدراسة أن هذا التغيير المعروف برمزه "إس 139 إن" جزء من "تغييرات كثيرة" طرأت على جين الفيروس بين 2010 و2016.
ورصد الفيروس للمرة الأولى عام 1947 في أوغندا لدى قرد، قبل أن يتفشى بين البشر في بلدان أفريقية وآسيوية عدة، اعتبارا من السبعينيات.
وسجل أول الأوبئة الناجمة عن هذا الفيروس عام 2007 في ميكرونيزيا (إحدى مجموعات جزر المحيط الهادئ)، ثم بين 2013 و2014 في جزر بولينيزيا الفرنسية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في الأول من فبراير/ شباط الماضي، أن انتشار "زيكا" يمثل حدثا طارئا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية، منها صغر حجم الرأس لدى المواليد، ومتلازمة "جيلان ـ باريه" التي يمكن أن تسبب الشلل.
وعثرت دراسات سابقة على أدلة تشير إلى أن "زيكا" يمكنه عبور حاجز المشيمة لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكنه أيضا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها.
وكشفت الدراسات أن "زيكا" يسبب أيضا تلفا دائما في خلايا مهمة بالجهاز التناسلي لدى الذكور، يؤدي إلى انكماش الخصيتين وتراجع مستويات الهرمونات الجنسية وضعف الخصوبة.
(الأناضول)