دانية أم عاملة تكافح من أجل تفوّق طلابها

10 يونيو 2015
دانيا سامر تتفوق في مجالها (العربي الجديد)
+ الخط -
رغم أنها لم تتجاوز السابعة والعشرين من عمرها فقد استطاعت مع طلبتها تحقيق سبق علمي وبراءتي اختراع، وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية العلمية، وإيصال طلبتها إلى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا". هي رمز للأم العاملة الفلسطينية، المكافحة والمؤمنة بقدراتها.

دانية سامر مدرسة فيزياء للمرحلة الثانوية ورئيسة دائرة العلوم والتكنولوجيا في مدرسة آل مكتوم الخاصة، في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، تخرجت من جامعة بيرزيت من كلية العلوم قسم الفيزياء فرع "هندسة كهرباء" عام 2010.

هي ابنة مدينة عكا اللاجئة مع عائلتها إلى مدينة البيرة، اختارت كما تقول لـ "العربي الجديد" دراسة الفيزياء، رغم أن معدلها أهلها لدراسة الطب، لأنها تعتبر أن "الحياة معادلة فيزيائية والتدهور الأخلاقي للشعوب سببه عدم القدرة على فهم الفيزياء والرياضيات".

حصلت دانية على ماجستير تعليم العلوم حول "أثر استراتيجية الصراع الذهني في التغير المفاهيمي حول موضوع الأمواج والصوت في الفيزياء"، وشاركت بهذه الأطروحة في مؤتمر الأطروحات الجامعية للباحثين في الوطن العربي عام 2014 في الجامعة الأردنية.

وبالانتقال إلى الحديث عن مدرسة آل مكتوم والإنجازات التي حققتها مع طلبتها تقول دانية: "فاز طلبة مدرسة آل مكتوم في مسابقات مؤسسة النيزك للعلوم منذ عام 2013، وأنا أؤمن أن هؤلاء الطلبة سيكونون في أماكن ريادية وسيحققون كل طموحاتهم".

فاز طلاب دانية بالمرتبة الثامنة في محطة تكرير المياه العادمة "الرمادية" المنزلية عام 2013، وعام 2014 خاضت مع طلابها تجربة المشاركة في 6 مشاريع (فرص للطلاب) عمل فيها 9 طلاب خضعوا لتدريب تطويري وعلمي، فاز منهم اثنان في المركز الأول حيث أتيحت لهما فرصة السفر إلى وكالة ناسا الأميركية، بالإضافة إلى تمثيل فلسطين في مؤتمر الريادة العلمية العالمية في المغرب في 2014.

في 11 أيار/مايو عام 2014، اختار الكنديون دانية لتكون معلمة شرف لاستقبال أول رائد فضاء كندي وعضو البرلمان الكندي مارك جارنيو، في أول زيارة له للأراضي الفلسطينية، وقد حضر وخاض نقاشاً علمياً مع طلبة المدرسة حول آفاقهم العلمية، كما عرض عليها العمل كباحثة في عدة مؤسسات إلا أنها رفضت بسبب حبها لطلاب المدرسة، ومهنة التعليم، كما تقول.

وخلال العام الحالي شاركت دانية وطلابها بتسعة مشاريع علمية بمشاركة 16 طالباً جديداً وخضعوا لنفس التدريب، تأهل منهم خمسة، وفاز مشروع متعلق بتحسين أداء إطارات السيارات وإجراءات السلامة فيها عبر برمجة مجسات الليزر العالية الدقة ومجسات الحرارة والضغط للقيام بعدة وظائف. و"يعتبر الموضوع أصيلاً وجديداً بحيث إنه قابل للتحول إلى براءة اختراع وقد بدأنا الإجراءات لذلك" وفق دانية.

كما فاز أحد طلبتها هذا العام لتصميمه "تطبيقاً على الهواتف الذكية " يحسب إمكانية الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، ويعمل على تقديم اقتراحات لمعالجة النظام الحياتي "الأكل والرياضة " للمريض، ويحدد مواعيد الفحوصات المقبلة، ويقوم التطبيق على أساس دراسة المتغيرات المتعلقة بأمراض القلب وتصلب الشرايين في الفحوصات المخبرية الطبية، ويزود التطبيق المستخدم بقاعدة بيانات عن أسماء الأطباء المتواجدين في محافظات الضفة الغربية مع أسمائهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم.

وتضيف دانية خلال حديثها لـ "العربي الجديد" أن شركة تهتم بالاختراعات الجديدة في ولاية بنسلفانيا الأميركية، أرسلت لها عقداً لتبني مشروع حزام الأمان الفعال عند الحوادث مقابل "80% من الأرباح، إلا أنه "حدثت مشكلة في الدخول إلى الأراضي الأميركية، وحتى القنصل الأميركي نفسه لم يستطع فعل شيء تجاه إلغاء فيزا طالب عمره 14 عاماً وهو الطالب محمد بحجة".

تسرد دانية مقتطفات من حياتها في حديثها لـ "العربي الجديد" وتقول: "أنا من مواليد مدينة القدس المحتلة ووالدتي مدرّسة كيمياء وكان والدي يعمل مدرّس اجتماعيات في الإمارات العربية المتحدة، عشت طفولتي في دبي، عدنا إلى رام الله وأنا في الخامسة من عمري حيث التحقت بالمدرسة الإسلامية". وتكمل: "انتقلت إلى مدارس الحكومة التي شكلت جزءاً من شخصيتي، حاولت أن أجمع الطالبات حول فكرة "الإنتاج"، كانت تلك الأيام إبان انتفاضة الأقصى، وعندما وصلت إلى الصف العاشر بدأت الاجتياحات في الضفة، وأغلقت المدارس، عدت إلى مدرستي الأولى "الإيمان" في القدس المحتلة، واستكملت تعليمي".
المساهمون