دافنشي وأنجلو يستقبلان الزوار

26 فبراير 2016
لقطة ثلاثية الأبعاد من الفيلم داخل المتحف (افيسبوك)
+ الخط -
"فلورنسا تستحق الانتظار"، يخبرنا أحد الواقفين في الدور، الذي امتد أمتاراً. ليس المكان قاعة استقبال داخل مطار، فهو ببساطة، صالة سينما، وأما الوجهة، فهي "فلورنسا وغاليري أوفيتزي"، وهو فيلم ثلاثي الأبعاد بتقنية الـ 4 كي، من إخراج لوكا فيوتو، وإنتاج عددٍ من الجهات الإيطالية الحكومية والخاصة، أهمها "بارادوكس ديجيتال"، ومجموعة "سكاي". فيلم "فلورنسا وغاليري أوفيتزي"، هو ثاني إنتاجات سكاي، في مجال الفن ثلاثي الأبعاد، ويأتي في سياق محاولة منهم تحويل صالات العرض السينمائية، لمتاحف بصرية. فبعد نيل الفيلم الأول، "متحف الفاتيكان"، إقبالاً في أكثر من 60 دار عرض و2000 مسرح، واعتباره من أكثر الأفلام "الفنية" مُشاهدة في تاريخ السينما، أعادت مجموعة سكاي التجربة، بإطلاق فيلم ثان، ثلاثي الأبعاد أيضاً، عن معالم فلورنسا ومقتنيات غاليري أوفيتزي، الذي يضم أثْمَن وأشهر اللوحات الإيطالية، والذي يستقبل سنويّاً ما يزيد عن مليوني زائر. هدف مجموعة سكاي من الفيلم، هو تحويل وجهة المسافرين من المطار إلى صالة السينما. كاميرا جولة الاستكشاف في الفيلم، متعددة الزوايا والأبعاد، تُظهر اللوحات من عدة جهات، وتدخل في عمق اللوحة متزامنةً مع الصوت والموسيقى. اختص المحتوى بأبرز رسامي عصر النهضة، دافنشي، بوتشيللي، رافايل ولويس دافيد ودوناتيلو وكارافاجيو وميكيل أنجلو.


تنوعت آراء الحضور والنقاد حول الفيلم، فمنهم من اعتبر أن هذا النوع من الأفلام، فرصة سياحية، تتيح لجمهور السينما زيارة معالم المدينة، وتجلب إليهم لوحات الغاليري، بأسلوب تقني متقدم. بالإضافة إلى أن هذا النوع من الأفلام، يستقطب شريحة جمهور، لم تعتد مشاهدة أعمال فنية خارج المتحف. آخرون، اعتبروا أن الفيلم مجرد وثيقة تخلد فلورنسا والغاليري، معتبرين الأسلوب التقني ثلاثي الأبعاد والـ4 كي، بكونه شوه الأعمال الفنية، وقدم اللوحات كما لو أنها ثلاثية الأبعاد في الواقع، وهو أمر غير صحيح، مؤكّدين أن الصورة كاملة النقاء للكاميرا، أظهرت الأعمال الفنية بشكلٍ يفوق الواقع، ما قلل من قيمة العمل الفني، وحرفه عما هو عليه بالعين المجردة. طرف ثالث، اعتبر أن المشروع مفيد، ولكنه تجاري بالمرتبة الأولى. فبعد قياس نجاح الفيلم الأول "متحف الفاتيكان"، من إنتاج مجموعة سكاي، واستقطابه عدداً كبيراً من الجمهور، أسَّست الشركة المنتجة، سينما ثلاثية الأبعاد، وعملت على زيادة إنتاج النوع ذاته من الأفلام، بهدف جذب زوار المتاحف، وجمهور السينما بوقت واحد.


بالرغم من تعدد الآراء، إلا أن الاتفاق الوحيد كان على نص ومضمون الفيلم، والذي أكدت الغالبية أهميّته وتنوّعه، بالإضافة لانسجام النص مع الصورة والموسيقى والأداء الصوتي، فحتى لو خلا الفيلم من البهرجة والإبهار والتقنية المتقدمة، إلا أنه بمضمونه فقط، يستطيع، بحسب كثيرين، جذب العدد ذاته من المشاهدين.

إقرأ أيضاً: "أيام زمان"... جودة الأكل مع سحر التراث
المساهمون