دافنشي.. حياة بعد خمسمئة عام

30 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

في السنوات الأخيرة، ركّزت مجموعة من التظاهرات على جوانب مختلفة من إبداعات الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452 - 1519)، والتي لم تقتصر فقط على الرسم والنحت، بل تعدّتها إلى العمارة والتشريح والتأليف الموسيقي وتصميم عدّة مخترعات في مجالات الطيران والغوص والهندسة الميكانيكية.

"دافننشي: حياة في الرسم" عنوان المعرض الذي يُفتتح مساء بعد غدٍ الجمعة في "غاليري ليدز للفنون" بلندن، بمناسبة مرور خمسمئة عام على رحيل صاحب لوحة "العشاء الأخير"، ويتواصل حتى السادس من أيار/ مايو المقبل، لينتقل بعدها إلى اثنتي عشر مدينة في أنحاء بريطانيا حتى نهاية العام الحالي.

تعكس الأعمال المعروضة تصوّرات أحد أبرز فنّاني عصر النهضة في أوروبا، لكنها ستركّز بشكل خاص على تطوّر أفكاره ورؤيته في النحت وعلاقته بابتكار الآلة، ومنها تصميمه لمنصب الفروسية ومجسّم لطائرة على شكل طائر بالحجم الطبيعي، ونماذج مصغّرة من تصميمات أخرى باستخدام الخشب ومواد أخرى كانت مستخدمة في ذلك العصر.

من المعرضكما تُعرَض مجموعة من المعدّات ورسوماته المختلفة وتعديلاته اللاحقة لناقل الحركة الذي استُعمل لاحقاً في صناعة الدرّاجات النارية، إضافة إلى وضع مخطّطات للأسلحة وأدوات حربية وطائرة هيلكوبتر وغوّاصات والجسور، وعصا متدرّجة مع صفيحة تتحرّك بسرعة تزيد أو تنقص وفق حركة الرياح، وهو النموذج الأولي الذي جرى من خلاله اختراع الأنيمومينر الذي يقيس شدّة الريح.

وكذلك وضع تصميماً للجناح الموحّد بعد دراسته تشريح الطيور، وهو الذي استخدُم لاحقاً في تصنيع الطائرة الأولى، إلى جانب نموذجه الأشهر للطائرة الشراعية ذات الأطراف القابلة للتحريك، ومعظم هذه التصاميم لم تتحقّق في زمنه وظلّت على الورق، لكنها كشفت عن مخيّلة استثنانية في التعامل مع حسابات الكتل وتفاعل العناصر كيميائياً.

يشير المنظّمون إلى أن "دافنشي قام بتخزين آلاف الرسومات وصفحات المخطوطات حتى نهاية حياته، والتي أتاحت معرفة لا نظير لها عن طريقة تفكيره، بل يمكن القول إن ثمانين في المئة ممّا نعرفه عنه أتى بوساطة هذه الرسوم والمخطّطات".

مئات الأعمال المعروضة تعود إلى مقتنيات القصر الملكي في بريطانيا منذ القرن السابع عشر، وتمثّل دراسات تشريحية وجيولوجية وفي علم النبات، ورسوماً كاريكاتورية استخدم الفنان الإيطالي تقنيات متنوّعة في تنفيذها، من الحبر إلى الألوان المائية والطباشر السوداء والرصاص وغيرها.

المساهمون