09 نوفمبر 2024
داعش في لبنان: بحثاً عن مرفأ
قد تكون معركة عرسال اللبنانية التي دارت أياماً بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجبهة النصرة وغيرهما في غاية الأهمية للدولة اللبنانية التي اتّحدت خلف جيشها. قد تكون تلك المعركة بالنسبة للبنانيين جزءاً من مسلسل اختبروا أجزاءً منه في أوقات سابقة، مثل معارك جرود الضنية (2000) ومخيّم نهر البارد (2007)، وعبرا (2013)، لكنه ليس كذلك لداعش وأميرها، أبو بكر البغدادي.
داعش الذي وُلد على عجل، وكبُر على عجل، في الأشهر الأخيرة، كرّس "دولة الخلافة" على عجلٍ أيضاً. التنظيم في سباق واحد، من ديالى العراقية إلى بيروت اللبنانية. تضمن هذا السباق إزاحة الحلفاء قبل الأعداء، وتكريس مواقع نفوذ متينة، تتضمّن، فيما تتضمّن، "حقل العمر" النفطي السوري، وهو أكبر حقل نفطي في سورية، ويضخّ حوالي 75 ألف برميل يومياً. بنك الأهداف الداعشي طال، أيضاً، سدّ الموصل المائي، أكبر سدّ في العراق، ورابع أكبر سدّ في الشرق الأوسط.
هنا يأتي دور عرسال. ففي خريطة دولة داعش هناك مرفأ لنقل نفط "حقل العمر"، لن يكون على مشارف شطّ العرب العراقي، بل في سورية أو لبنان. فشلت محاولة الوصول إلى البحر، عبر منطقة كسب، في سورية، لموانع تركية. تراجعت داعش، وسط سعيها المستمرّ لـ"حشر" نفسها بين المعارضين السوريين، من أجل قتل مفهوم الثورة السورية. التراجع في سورية حوّل بنك الأهداف إلى لبنان، انطلاقاً من "الجيب" المفتوح من الموصل العراقية إلى جبال القلمون السورية، المتصلة بجرود عرسال. بالنسبة إلى داعش، هناك نفط يجب أن يُباع، خصوصاً بعد حرقها أسعار البرميل العالمية، وبيعه بنسبة تتراوح بين 20 و30 دولاراً أميركياً، عكس ما هو عليه حالياً (بين 90 و105 دولارات).
تُدرك داعش أن خطاً نفطياً قديماً كان يعبر العراق وسورية، وصولاً إلى مدينة طرابلس اللبنانية، يُمكن أن يصلح لبيع النفط، في حال تُرك التنظيم على حاله، ولم تؤثر فيه الضربات الجوية الأميركية. وبيع النفط من لبنان، بالنسبة إليها، أمرٌ سهل "شرط الاستفادة من الشرخ الطائفي في البلاد، ومن توّرط حزب الله في سورية، واستغلال الوضع لقلب شريحة كبرى من اللبنانيين ضد الجيش اللبناني، ليُصبح "الدفرسوار" الذي تسعى إليه مفتوحاً من الموصل إلى طرابلس... عبر منطقة عكار.
لذلك، كانت معركة عرسال بمثابة "استطلاع" أو "ملهاة" لأي معركة آتية، خصوصاً، إذا ما تمّ نقل أقوى أفواج الجيش اللبنانية إلى الجرود، وترك ساحة عكار مفتوحة، أمام داعش. في حساباتها، لم ينتهِ شيء بعد، وما حصل في الموصل يُمكن أن يحصل في لبنان وسورية بالترهيب أو بالترغيب، خصوصاً وأن "الحملة الدعائية الداعشية" قادرة على إرعاب كثيرين في شرقنا الحزين.
المشكلة الوحيدة أمام داعش، في الشقّ اللبناني، تنحصر في أهالي عكار بالذات، والذين ينتمي 45% منهم إلى الجيش اللبناني، وبالتالي، فإن عكار كما عرسال، لا تُشكّل بيئة حاضنة لأمثال "داعش"، ولكن، في ظلّ غياب التنمية المستدامة، منذ استقلال لبنان في عام 1943، وسقوط كل الوعود الانتخابية في إنماء المنطقة، ربما آن الأوان لتسمع الدولة احتياجات أهالي عكار، وتلبيتها، كي لا يصل داعش إلى البحر.
داعش الذي وُلد على عجل، وكبُر على عجل، في الأشهر الأخيرة، كرّس "دولة الخلافة" على عجلٍ أيضاً. التنظيم في سباق واحد، من ديالى العراقية إلى بيروت اللبنانية. تضمن هذا السباق إزاحة الحلفاء قبل الأعداء، وتكريس مواقع نفوذ متينة، تتضمّن، فيما تتضمّن، "حقل العمر" النفطي السوري، وهو أكبر حقل نفطي في سورية، ويضخّ حوالي 75 ألف برميل يومياً. بنك الأهداف الداعشي طال، أيضاً، سدّ الموصل المائي، أكبر سدّ في العراق، ورابع أكبر سدّ في الشرق الأوسط.
هنا يأتي دور عرسال. ففي خريطة دولة داعش هناك مرفأ لنقل نفط "حقل العمر"، لن يكون على مشارف شطّ العرب العراقي، بل في سورية أو لبنان. فشلت محاولة الوصول إلى البحر، عبر منطقة كسب، في سورية، لموانع تركية. تراجعت داعش، وسط سعيها المستمرّ لـ"حشر" نفسها بين المعارضين السوريين، من أجل قتل مفهوم الثورة السورية. التراجع في سورية حوّل بنك الأهداف إلى لبنان، انطلاقاً من "الجيب" المفتوح من الموصل العراقية إلى جبال القلمون السورية، المتصلة بجرود عرسال. بالنسبة إلى داعش، هناك نفط يجب أن يُباع، خصوصاً بعد حرقها أسعار البرميل العالمية، وبيعه بنسبة تتراوح بين 20 و30 دولاراً أميركياً، عكس ما هو عليه حالياً (بين 90 و105 دولارات).
تُدرك داعش أن خطاً نفطياً قديماً كان يعبر العراق وسورية، وصولاً إلى مدينة طرابلس اللبنانية، يُمكن أن يصلح لبيع النفط، في حال تُرك التنظيم على حاله، ولم تؤثر فيه الضربات الجوية الأميركية. وبيع النفط من لبنان، بالنسبة إليها، أمرٌ سهل "شرط الاستفادة من الشرخ الطائفي في البلاد، ومن توّرط حزب الله في سورية، واستغلال الوضع لقلب شريحة كبرى من اللبنانيين ضد الجيش اللبناني، ليُصبح "الدفرسوار" الذي تسعى إليه مفتوحاً من الموصل إلى طرابلس... عبر منطقة عكار.
لذلك، كانت معركة عرسال بمثابة "استطلاع" أو "ملهاة" لأي معركة آتية، خصوصاً، إذا ما تمّ نقل أقوى أفواج الجيش اللبنانية إلى الجرود، وترك ساحة عكار مفتوحة، أمام داعش. في حساباتها، لم ينتهِ شيء بعد، وما حصل في الموصل يُمكن أن يحصل في لبنان وسورية بالترهيب أو بالترغيب، خصوصاً وأن "الحملة الدعائية الداعشية" قادرة على إرعاب كثيرين في شرقنا الحزين.
المشكلة الوحيدة أمام داعش، في الشقّ اللبناني، تنحصر في أهالي عكار بالذات، والذين ينتمي 45% منهم إلى الجيش اللبناني، وبالتالي، فإن عكار كما عرسال، لا تُشكّل بيئة حاضنة لأمثال "داعش"، ولكن، في ظلّ غياب التنمية المستدامة، منذ استقلال لبنان في عام 1943، وسقوط كل الوعود الانتخابية في إنماء المنطقة، ربما آن الأوان لتسمع الدولة احتياجات أهالي عكار، وتلبيتها، كي لا يصل داعش إلى البحر.