بعد جريمة قتل عالم الآثار الثمانيني خالد الأسعد، وتدمير معبد "بعل شمين"، لم يمر أسبوع حتى بدأ "داعش"، منذ ليلة أمس، بتدمير جزء من معبد "بل" الروماني. حتى اللحظة، لم يُعرف حجم الخسائر بعد. وعلى وسائل الإعلام انتظار بث "التنظيم" صوره وهو يرتكب جريمته.
تمرّ هذه الأخبار مصحوبة بإدانات دولية. وتصفها الـ"يونسكو" بـ"جرائم الحرب"، وتكتفي جهات أخرى بالإعراب عن قلقها حيال هذه المناطق الأثرية، من دون أن يحرّك أحد ساكناً، منذ أن احتلّ "داعش" المدينة، في 20 أيار/ مايو الماضي، وحوّل مسرحها الروماني إلى منصّة يستعرض عليها قدراته الإجرامية، ومن ثمّ يصورها ويبثّها على الإنترنت.
بُني المعبد في عام 32 ميلادي، على أنقاض مبنى طيني آخر، واكتمل بناؤه في القرن الثاني للميلاد، ليحمل اسم "بل" الإله البابلي الأكادي، وهو يوازي جوبيتر الروماني وزيوس اليوناني، وهو بعل لدى الفينيقيين.
تهدّم المعبد مرّتين قبل "داعش"، الأولى في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م، ثمّ في ثورة التدمريين عام 273م. السياقان يرتبطان بصراع حضارات قديمة جاءت واستوطنت المدينة وحلّت محلّ أخرى.
لكن ما يحدث لتدمُر الآن، ليس نتيجة طبيعية لتاريخ المدينة، إنّما هو قرار بإخراجها من التاريخ وتجريدها من ماضيها، فهو من جهة يدمّر الآثار التي لا يمكن نقلها، ويستفيد من تلك التي يمكن بيعها. وليس من المستبعد أن تظهر آثار تدمر بعد أعوام في المتاحف والأسواق السوداء للآثار.