في خضم الحروب والثورات العربية الأخيرة، ساهم الفيديو بزخم في نقل وقائع وتوثيق مجازر، إضافة إلى ترويجه لمنظمات تعتمد أساليب الترهيب. هي حرب سينمائية اعتمدتها الدولة الإسلامية للمجاهرة، إمّا بتدريباتها، أو بإعداماتها الميدانية. فبعد نشر التنظيم فيديوهات تعرض مهارات أعضائه القتالية والمعدات التي حصلوا عليها والأراضي التي باتت خاضعة لهم ولأمرائهم، بدأت الدولة الإسلامية بنشر فيديوهات إعدامها لصحافيين أجانب.
تقنيات عالية وحبكة درامية قوية يُغذيها الأكشن والسكريبت الممنهج. اعتمدت "داعش" منذ بداية انتشارها على تقنيات درامية وأناشيد جهادية لجذب العناصر الشابة. وقد تابع الإعلام الدولة الإسلامية، غالباً، من خلال عرضه لهذه الفيديوهات، التي تنوعت وتوسعت لتشمل "حفلات" الإعدام.
يقول عروة مقداد، المخرج السوري، إن وراء إنتاج داعش "مونيتيرا محترفا"، والمونيتير هو محرّر الأفلام، أي القائم بتقطيع وتركيب الفيديو على نحو قصصي. يفسّر عروة: "هناك تقنيّ محترف يعمل على إخراج ومونتاج أفلام داعش، ليس مجرد مخرج، فإنتاجات داعش تُهمل الجانب الإنساني، وطرق إخراجهم تتناسب مع كتابهم "إدارة التوحش"، الذي يناقش العنف وكيفية نشره. أما طريقة مونتاج داعش فهي تتناسب وتتناغم مع الفكرة. يعتمد أسلوب داعش على الترهيب والتخويف، بعكس الإنتاجات السورية التي ظهرت خلال الثورة وكانت تحاول مخاطبة الضمير الإنساني".
لزياد حمصي رأي مغاير. المصور السوري الذي احتجزته داعش، يرى أن لها إمكانيات هائلة لا يُستهان بها تتوسع لتشمل استثمارات سينمائية لا تقتصر على مخرج واحد، بل على مجموعة تتولى التخطيط من البداية حتى الختام. وعن إصدارهم الأخير "ولو كره الكارهون" الذي يظهر ذبح ضباط وعساكر سوريين، يقول زياد: "هذا ليس فيلماً قصيراً، هذه رسالة موجهة بعناية ومدروسة الآثار النفسية للمشاهد والمتلقي. إنه فيلم أكشن ورعب، ولكن المفارقة أنه حقيقي وحصل فعلاً". كما يرى عروة أن داعش توسعت بأفكارها في إنتاجها الأخير الذي شمل مجموعة انفجارات متلاحقة، وهو أسلوب أكشن معروف يختم بالإعدام: "لتركيب هذه المشهدية هم بحاجة إلى فريق يديره المونيتير الذي تكلمنا عنه سابقاً. الأكشن المعتمد بطريقة الإعدام يجذب المشاهد، هنا مهمة المونيتير فهم الجوانب الإنسانية والعمل على بثّ الرعب".
"لا يهم إن كان الرهينة مات أو أعدم فعلاً أم لا. المهم هنا هو الأثر الذي يُتوقع أن يتركه الفيديو على المتلقي" يقول المصور الصحافي ميزر مطر: "لدى داعش شبان مختصون في كل مجالات العمل، ومنها الإخراج. يعملون بأسلوب سينمائي موجّه لينشروا الخوف في نفس المشاهد، ولكن فنياً عملهم قوي أيضاً. إنهم في تطور مستمر، كان عملهم يقتصر على فيديوهات على يوتيوب، ولكنهم تطوروا وسبقوا تنظيم القاعدة..". من جهته، لا يفرّق زياد حمصي بين القاعدة وداعش. ويؤكد أن عمر التنظيم حوالى 15 سنة، وبه كفاءات ومصادر تمويل متجددة. يركز هذا التنظيم على العمل الإعلامي لجذب الانتباه. يضيف زياد: " للتنظيم إصدارات في العراق واليمن انتشرت قبل دخوله إلى سورية، وكانت إصدارات احترافية، وخاصة أعمال مؤسسة الفرقان الإعلامية".
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عن إجبار صحافيين مختطفين لدى داعش على مساعدتهم في التصوير. ومن خلال التدقيق في فيديوهات الإعدام التي نشرها التنظيم، يلاحَظ استخدام كاميرتين للتصوير، كاميرا ثابتة وأخرى متحركة، وهي تقنيات لم تكن منتشرة في العالم العربي خلال السنوات السابقة، بل انتشرت مع انفتاح المناهج التعليمية العربية وتطورها واستعانتها بالأساليب الأوروبية والأميركية التصويرية.
وقيل إن داعش تستخدم معدات وكاميرات الصحافيين التي اختطفتهم، كما تتداول أخبار تفيد بأن التنظيم ابتدع الإعدامات التي لم تحصل فعلاً، وأنها مجرد إنتاجات تمثيلية. تبقى هذه التفاصيل رهن النقاشات، وتنقسم بين المؤكد وغير المؤكد، غير أن الراسخ الوحيد هو التفاوت الذي لوحظ بين تصوير داعش لعملياتهم العسكرية، وبين توثيقهم لفيديوهات ذبحهم للرهائن. يتساءل المشاهد مراراً وتكراراً عن هوية المخرج المبدع الذي نجح في لفت أنظار الملايين من المشاهدين إلى فيديوهات إعدام، غالباً ما كنا ننفر منها، ولكننا بفضل داعش نصرّ اليوم على مشاهدتها وتفنيدها وتحليلها.
تقنيات عالية وحبكة درامية قوية يُغذيها الأكشن والسكريبت الممنهج. اعتمدت "داعش" منذ بداية انتشارها على تقنيات درامية وأناشيد جهادية لجذب العناصر الشابة. وقد تابع الإعلام الدولة الإسلامية، غالباً، من خلال عرضه لهذه الفيديوهات، التي تنوعت وتوسعت لتشمل "حفلات" الإعدام.
يقول عروة مقداد، المخرج السوري، إن وراء إنتاج داعش "مونيتيرا محترفا"، والمونيتير هو محرّر الأفلام، أي القائم بتقطيع وتركيب الفيديو على نحو قصصي. يفسّر عروة: "هناك تقنيّ محترف يعمل على إخراج ومونتاج أفلام داعش، ليس مجرد مخرج، فإنتاجات داعش تُهمل الجانب الإنساني، وطرق إخراجهم تتناسب مع كتابهم "إدارة التوحش"، الذي يناقش العنف وكيفية نشره. أما طريقة مونتاج داعش فهي تتناسب وتتناغم مع الفكرة. يعتمد أسلوب داعش على الترهيب والتخويف، بعكس الإنتاجات السورية التي ظهرت خلال الثورة وكانت تحاول مخاطبة الضمير الإنساني".
لزياد حمصي رأي مغاير. المصور السوري الذي احتجزته داعش، يرى أن لها إمكانيات هائلة لا يُستهان بها تتوسع لتشمل استثمارات سينمائية لا تقتصر على مخرج واحد، بل على مجموعة تتولى التخطيط من البداية حتى الختام. وعن إصدارهم الأخير "ولو كره الكارهون" الذي يظهر ذبح ضباط وعساكر سوريين، يقول زياد: "هذا ليس فيلماً قصيراً، هذه رسالة موجهة بعناية ومدروسة الآثار النفسية للمشاهد والمتلقي. إنه فيلم أكشن ورعب، ولكن المفارقة أنه حقيقي وحصل فعلاً". كما يرى عروة أن داعش توسعت بأفكارها في إنتاجها الأخير الذي شمل مجموعة انفجارات متلاحقة، وهو أسلوب أكشن معروف يختم بالإعدام: "لتركيب هذه المشهدية هم بحاجة إلى فريق يديره المونيتير الذي تكلمنا عنه سابقاً. الأكشن المعتمد بطريقة الإعدام يجذب المشاهد، هنا مهمة المونيتير فهم الجوانب الإنسانية والعمل على بثّ الرعب".
"لا يهم إن كان الرهينة مات أو أعدم فعلاً أم لا. المهم هنا هو الأثر الذي يُتوقع أن يتركه الفيديو على المتلقي" يقول المصور الصحافي ميزر مطر: "لدى داعش شبان مختصون في كل مجالات العمل، ومنها الإخراج. يعملون بأسلوب سينمائي موجّه لينشروا الخوف في نفس المشاهد، ولكن فنياً عملهم قوي أيضاً. إنهم في تطور مستمر، كان عملهم يقتصر على فيديوهات على يوتيوب، ولكنهم تطوروا وسبقوا تنظيم القاعدة..". من جهته، لا يفرّق زياد حمصي بين القاعدة وداعش. ويؤكد أن عمر التنظيم حوالى 15 سنة، وبه كفاءات ومصادر تمويل متجددة. يركز هذا التنظيم على العمل الإعلامي لجذب الانتباه. يضيف زياد: " للتنظيم إصدارات في العراق واليمن انتشرت قبل دخوله إلى سورية، وكانت إصدارات احترافية، وخاصة أعمال مؤسسة الفرقان الإعلامية".
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عن إجبار صحافيين مختطفين لدى داعش على مساعدتهم في التصوير. ومن خلال التدقيق في فيديوهات الإعدام التي نشرها التنظيم، يلاحَظ استخدام كاميرتين للتصوير، كاميرا ثابتة وأخرى متحركة، وهي تقنيات لم تكن منتشرة في العالم العربي خلال السنوات السابقة، بل انتشرت مع انفتاح المناهج التعليمية العربية وتطورها واستعانتها بالأساليب الأوروبية والأميركية التصويرية.
وقيل إن داعش تستخدم معدات وكاميرات الصحافيين التي اختطفتهم، كما تتداول أخبار تفيد بأن التنظيم ابتدع الإعدامات التي لم تحصل فعلاً، وأنها مجرد إنتاجات تمثيلية. تبقى هذه التفاصيل رهن النقاشات، وتنقسم بين المؤكد وغير المؤكد، غير أن الراسخ الوحيد هو التفاوت الذي لوحظ بين تصوير داعش لعملياتهم العسكرية، وبين توثيقهم لفيديوهات ذبحهم للرهائن. يتساءل المشاهد مراراً وتكراراً عن هوية المخرج المبدع الذي نجح في لفت أنظار الملايين من المشاهدين إلى فيديوهات إعدام، غالباً ما كنا ننفر منها، ولكننا بفضل داعش نصرّ اليوم على مشاهدتها وتفنيدها وتحليلها.