أطلق المجلس المحلي لمدينة داريا حملة "داريا، صمود ثورة"، بمناسبة مرور عامين على بدء الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام على المدينة، وعجزها على اقتحامها رغم المحاولات المتكررة والمستمرة، وسط تهجير أكثر من 250 ألف من أهالي المدينة، وسقوط ما يزيد عن 550 برميلاً.
تضمنت الحملة نشاطات ميدانية وإعلامية تسلط الضوء على بطولة أبناء داريا خلال عامين من الحصار والصمود، وتبرز معاناة أهلها المحاصرين والمهجرين وتؤكد استمرار روح الثورة في المدينة.
الحملة مؤلفة من عدة فعاليات تم تقسيمها حسب الجهة المستهدفة بشكل أساسي، حيث قام فريق الحملة المتواجد داخل المدينة المحاصرة بتنظيف الشوارع الرئيسية من الأنقاض والركام الناتج عن القصف، وإعادة دهن جدران المدينة والأرصفة، تجميل وتنظيم مقبرة الشهداء وطباعة صورهم وتوزيعها في عدة أماكن ضمن المدينة، كما تم انجاز وقفة احتجاجية غنائية وسط إحدى الساحات المدمرة، من أطفال المدينة المحاصرين، مع رفعهم شعارات تنادي حقهم في عيش طفولة كريمة.
وفي لبنان جهزت سيدات مدينة داريا اللاجئات هناك، اعتصاماً للتذكير بمدينتهم المنكوبة، حملن شعارات "داريا أرض السلام، ومازالت تسعى للسلام" وغيرها. كما وزعت السيدات على المارة خلاله الورود البيضاء والمنشورات التي تعرف بمدينتهم ومعاناة.
أما الحملة الإلكترونية فكانت موجهة للسوريين في الخارج، وآخرين مهتمين بمجريات الثورة السورية، إذ اتخذ معظم رواد مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي من لوغو الحملة صوراً شخصيةً لهم، للتضامن مع الحملة والمدينة، مع نشر المواد الإعلامية "فيديو، صور" وربطها بهاشتاغ "صمود ثورة" للترويج الإعلامي.
يقول عضو في المجلس المحلي للمدينة ومنسق الحملة كريم الشامي: "جاءت الحملة لتخليد الذكرى، وشحذ روح الثورة من جديد، كي لا ننسى ما حصل، هي رسالة للنظام أننا لا نستسلم ننتصر أو نموت، نحن شعب مسالم يريد الحياة فحان الوقت لترحلوا، ودعوة تفاؤل إلى أهالي المدينة المهجرين بأننا سنعيد بهمة شبابنا ما دمرته قوات الأسد، أما المحاصرون معنا هنا فلا حياة مع اليأس، ونوجه رسالة إلى ثوار سورية عامة ومن زاح عن درب الثورة فحواها "أسمعونا أصواتكم واملؤوا الدنيا ضجيجاً".
الحملة بشكل أساسي إعلامية، غايتها الترويج لمدينة داريا والحصار المطبق عليها، وتركيز الضوء على استمرارها بالصمود رغم كل المصاعب المستمرة في مختلف نواحي الحياة، ويخص منها الوضع الإنساني المتدني للمدنيين ضمن المدينة نتيجة الحصار، يقول كريم: "مجريات الحملة حتى الآن أكثر من مقبولة، التفاعل مع الحملة الإلكترونية جيد والحملة مستمرة خلال الأيام المقبلة".
وعن الصعوبات يختم الشامي: "أيّ عمل نقوم به داخل المدينة يعتبر تحدياً، ليس من السهل إنجاز شيء تحت الحصار ومع استمرار استهداف قوات النظام للمدينة بمختلف أنواع الأسلحة والبراميل، مع الإشارة أن هناك نقصاً كبيراً في عدد الكوادر والتجهيزات اللازمة لاتمام العمل".
يذكر أن أعداد شهداء مدينة داريا وصل إلى أكثر من 2120 شهيداً، منهم 1131 منذ بداية حملة قوات النظام على المدينة في 8-11-2012، 45 تحت التعذيب، و145 مفقوداً، 1916 معتقلاً، وأكثر من 6600 مدني مازال محاصراً داخل أسوارها.