خيمة اعتصام دائمة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين... ومسيرة بمدينة صيدا غداً

29 يوليو 2019
التحضير لخيمة الاعتصام الدائمة (انتصار الدنان/العربي الجديد)
+ الخط -


مشهد الاحتجاج في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، يختلف اليوم عن الأيام السابقة، في التعبير عن رفض خطة العمل التي يطبقها وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، حيال العمالة الأجنبية التي تطاول العمال الفلسطينيين.

ونصب المحتجون خيمة اعتصام دائمة عند المدخل الشمالي للمخيم، في الشارع الفوقاني، قرب تجمع المدارس التابع لوكالة "أونروا"، ودعت له هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، بمشاركة هيئة العمل اللبناني.

وأزيلت الإطارات المطاطية من أمام مداخل المخيم، لتسهيل المرور منه وإليه. واعتبر الناشط الإعلامي أمجد "إن اتخاذ هذه الخطوة كان لمصلحة الناس، ولتسهيل أمورهم. وأعدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك، بالاتفاق مع المخيمات الأخرى الموجودة في لبنان خطة للاعتصامات والاحتجاجات، ومن أهمها الاعتصام يومياً في خيمة الاعتصام الدائمة، على أن تنظم كل يوم جمعة بعد صلاة الظهر مسيرات في المخيمات الفلسطينية كافة، إلى أن يتراجع الوزير عن قراره".

وقال أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا، الدكتور عبد أبو صلاح: "لا شك أن هناك أنواعاً عديدة للاعتصامات، ونحن في الحقيقة منذ اللحظات الأولى لاتخاذ هذا القرار الظالم بحق العامل الفلسطيني، هب الفلسطينيون في المخيم هبة عنيفة واحتجاجات ضد هذا القرار الجائر، العنصري بامتياز. وقام بعض الأخوة بإغلاق مداخل المخيم، وإحراق الإطارات المطاطية، ما عاد بالضرر على الشعب الفلسطيني واللبناني على حدّ سواء، ولذلك شرعت اللجنة السياسية في المخيم بالمطالبة الجماهيرية بفتح الطرقات، وعدم إشعال الإطارات المطاطية، حرصًا على أهلنا في المخيم، وعلى الجوار اللبناني".

وأضاف "جراء منع الناس والعمال من الدخول والخروج من المخيم عند إغلاق مداخله، كان سيؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالعاملين في مؤسسات، إذ أن الأخيرة هددت العمال بطردهم إن لم يداوموا في أعمالهم، لذلك طالبنا بالسماح للمشاة بالخروج من المخيم، حتى لا يسبب الأمر ضرراً للناس، لأنهم يريدون البقاء على مصادر رزقهم".

فتح مداخل المخيم (انتصار الدنان/العربي الجديد) 

لكنه أوضح أن "فتح الطريق لا يعني بأن الشعب الفلسطيني سيتوقف عن الاحتجاج، والاعتصام، بل هناك وسائل احتجاج أخرى منها ترتيب وتنظيم الاحتجاجات بقدر المستطاع، بالتنسيق مع المخيمات الفلسطينية كافة، وستكون هناك مظاهرة في كل مخيمات لبنان، تنطلق بعد صلاة كل يوم جمعة، بالإضافة إلى الاعتصامات خلال النهار، وهذا هو الأساس".

ولفت أبو صلاح لـ"الضغط السياسي في الشارع الفلسطيني، يترافق مع مؤازرة ودعم من قبل إخواننا اللبنانيين، وخاصة في مدينة صيدا، حيث ستشهد المدينة مظاهرة مؤيدة لحقوق الفلسطينيين يوم غدٍ الثلاثاء دعا إليها النائب في البرلمان اللبناني الدكتور أسامة سعد".

الاعتراض على خطة وزارة العمل مستمر(انتصار الدنان/العربي الجديد) 

وتابع "إن اللجان الشعبية تقف إلى جانب الناس منذ اللحظات الأولى، لأننا نريد الحقوق الوطنية، والاجتماعية، وحق التملك، كما أننا نرفض التوطين رفضًا قاطعًا". وختم بالقول: "نحن لسنا طائفيين، نحن شعب يريد العودة إلى وطنه، وسنعود، وحين نعود سنترك كل شيء وراءنا، وسنأخذ معنا رفات أهلنا وشهدائنا فقط".

أما القيادي في التنظيم الشعبي الناصري، محمد ظاهر، قال: "علينا أن نوضح أمرًا مهمًّا، فهناك من يتهمنا بأننا نساير الشعب الفلسطيني، لكننا بكل فخر واعتزاز نقول أن القضية الكبرى حارب لأجلها القائد الشهيد معروف سعد، وأكمل أبناؤه مسيرته".

استعداد لمسيرة الغد (انتصار الدنان/العربي الجديد) 

وأضاف "نحن ملزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحماية هذا الشعب، وحماية حقوقه التي تحفظ له العيش الكريم، لذلك تمت الدعوة للمسيرة الحاشدة يوم غدٍ الثلاثاء، وستكون المسيرة الأولى في لبنان، خارج المخيمات الفلسطينية، التي ستضم الفلسطيني واللبناني ومن كل الأطياف والأديان، من أجل الدفاع عن كرامة هذا الشعب التي هي من كرامة الأمتين العربية والإسلامية".

وعن قرار الوزير كميل أبو سليمان، قال: إن هذا القرار لم يأخذه الوزير منفردًا، بل إنه مدعوم ومغطى من قبل مجلس الوزراء كافة، فلماذا بعد سبعين سنة من اللجوء جاء هذا الوزير ليطبق هذا القرار؟

وختم "نحن نطالب بالتعاطي بهذا الملف ضمن مجلس الوزراء، حتى لا تعاد الكرة مرة ثانية مع مجيء وزير آخر، إذ يجب إلغاء هذا القرار بقرار من مجلس الوزراء حتى لا يصاب الفلسطيني في لقمة عيشه عند تغيير الوزير".