خوان كارلوس أونزوى.. مهندس نجاحات برشلونة!

19 مايو 2015
(غيتي)
+ الخط -


"في الوقت الراهن يتبادر إلى ذهني كل الأشخاص الذين ساعدونا في الحصول على هذا اللقب. أتوجه بشكر خاص للجميع من دون استثناء، خصوصاً لجماهيرنا الوفية"، لم ينس لويس إنريكي كل من وقف بجانبه خلال موسم صعب واستثنائي، وشكر كل من سانده بعد التتويج الرسمي ببطولة الليغا من قلب العاصمة الإسبانية مدريد.

والمتابع لمباريات برشلونة هذا الموسم، سيُدرك وجود توأمة خاصة بين المدير الفني ومساعده، الرجل الذي يرتدي القميص "الجينز" خارج الخط، وتجده دائماً بجوار إنريكي، يهمس في أذنه ويدخلان معاً في نقاشات مستمرة طيلة فترات المباراة، ولا يكتف هذا المدرب بالكلام فقط، بل يجلس على الدكة واضعاً عينه في الحاسوب الصغير أمامه، ويدرس بدقة وعناية إحصاءات اللاعبين داخل الملعب لحظة بلحظة، من أجل الوقوف على كل كبيرة وصغيرة تخص البلاوغرانا، عن خوان كارلوس أونزوي نتحدث!


أونزوي
أونيزي هو حارس سابق خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، بدأ مع فريق أوساسونا ثم انتقل إلى برشلونة، ليمكث في كتالونيا لمدة سنتين، وعلى الرغم من عدم لعبه كثيراً إلا أن قلب الشاب تعلق بألوان الأحمر والأزرق سريعاً، وصار من كبار مريدي ومشجعي النادي بعد رحيله إلى إشبيلية، وتألقه مع النادي الأندلسي لمدة سبع سنوات، ليلعب فترة بعد ذلك مع تينيريفي ثم أوفيدو، ويعتزل في المكان الذي خرج منه، أوساسونا البداية والنهاية.

عمل أونزوي كمدرب لحراس المرمى في الفترة من 2003 إلى 2010 مع برشلونة، وحصل على فرصة أكبر حينما جاء غوارديولا في 2008، وكان بيب يسمعه كثيراً في الأمور الفنية، خلال زمن برشلونة التاريخي منذ سنوات، لذلك حصل الرجل سريعاً على فرصة تدريب مع نادي نومانثيا ثم راسينغ سانتاندير، قبل أن يعود ضمن فريق عمل غوارديولا خلال موسمه الأخير، ومع رحيل بيب، رحل الرجل أيضاً بعيداً عن برشلونة.

ليحصل على فرصة عمره مرة أخرى لكن هذه المرة مع لويس إنريكي، صديقه القديم أثناء لعب الثنائي معاً في منتخبات إسبانيا الصغيرة، ويصبح هو المساعد الأول للمدير الفني لوتشو في سيلتا فيغو خلال الموسم الماضي، ثم المدرب العام لبرشلونة هذا الموسم، والعقل المدبر للرجل الأول داخل الفريق، الذراع اليمنى لإنريكي.

 



الأرقام تتحدث
يتفوق برشلونة على جميع منافسيه تاريخياً بكرته الهجومية وأسلوبه الأقرب إلى السهل الممتنع، لكن عانى الفريق دائماً من الكرات الثابتة والمرتدات القاتلة، لذلك وضع الطاقم الفني كامل تركيزه هذا الموسم على معالجة هذه السلبيات الواضحة، والتي تُكلف البرسا نقاطاً غالية وبطولات مهمة في الأوقات المصيرية.

يؤمن لويس إنريكي ومساعده أونزوي أن زمن برسا بيب لن يتكرر بسهولة، وفكرة العودة إلى مفردات الكرة اليسارية المتعصبة أمر غاية في الصعوبة، خصوصاً مع ضعف خط الوسط وعدم القدرة على إبرم صفقات قوية نظراً لعقوبة فيفا، لذلك حاول الفنيون تقوية نواقص الضعف داخل الفريق، والتركيز على رفع قدرات الطاقم الدفاعي، لكي يرفع مستوى الفريق ككل رفقة ثلاثي الهجوم الناري، وهذه المهمة كانت من اختصاص خوان كارلوس.

رقمياً، سجل الفريق 16 هدفاً رأسياً حتى الآن في بطولة الليغا الإسبانية، منها هدف في شباك ريال مدريد منافسهم الرئيسي، وبالتالي حقق الكتلان نقاطاً غالية نتيجة الكرات الثابتة والعرضيات، لتتحول أكبر نقطة ضعف إلى قوة حقيقية هذا الموسم. واستقبل البرسا هدفين فقط بالرأس في الدوري المحلي، ليجمع الأحمر والأزرق بين النجاعة الهجومية والصلابة الدفاعية في مهمة واحدة.


الرجل الثاني
لم يحقق برشلونة بعد كل البطولات، ولا تزال هناك مشاكل واضحة في خط الوسط سواء بالكرة ومن دونها، لكن عمل خوان كارلوس أونزوي واضح بشدة، المدرب المسؤول عن التمركز بالكرات الهوائية والألعاب الرأسية. "لقد تحسنوا كثيراً، وأصبحوا فريقاً فعالاً في الهواء"، هكذا وصف الخبراء برشلونة، كأسلوب مديح بطريقة غير مباشرة للعمل الكبير الذي قام به الجهاز الفني.

يستخدم برشلونة مؤخراً مزيجاً بين الرقابة الفردية ودفاع المنطقة أثناء الضربات الركنية، يقول أونيزي عن هذه الاستراتيجية، "كل فلسفة دفاعية لها ما لها وعليها ما عليها، لذلك نحاول أخذ أفضل إيجابيات ممكنة من كل طريقة، لذلك نستخدم أسلوب المزج أثناء الركنيات".

أمام ريال مدريد في آخر كلاسيكو، يقف سواريز على القائم القريب، وإنييستا على حافة منطقة الجزاء مع مراقبة كل لاعب ضد لاعب، وتواجد ثنائي من اللاعبين ضد أبرز الخصوم في الرأسيات، وبيكيه أطول مدافع يحمي المنطقة أمام برافو حارس المرمى، استخدام مزيج من الرقابة الفردية + رقابة المنطقة، Man + Zonal Marking.

 


كرة السلة
نشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية تقريراً عن كيفية استغلال فريق برشلونة للكرات الثابتة في الفترة الأخيرة تحت قيادة مدربه لويس إنريكي. وأكدت الصحيفة أن المدرب يلجأ منذ قدومه لبرشلونة إلى خطط كرة السلة من أجل إفساح المجال للاعب لتوقع دفاعات المنافس منذ تنفيذ تسديدة أو رأسية من كرة عرضية.

ويحضر أونزوي معظم مباريات السلة لفريق برشلونة هذا الموسم، ويركز كثيراً على أفضل التكتيكات الممكن تطبيقها داخل ملاعب الكرة. لذلك فإن الموضوع ليس مجرد صدفة، لأن الفريق الكتالوني الحالي يستخدم خطط كرة السلة في الألعاب الهوائية، سواء بالدفاع أو الهجوم.

في أي كرة ثابتة قريبة كما حدث أمام سيلتا فيغو، يستخدم الفريق تكتيك "الحجز" بمعنى وجود ثنائي من اللاعبين في العمق، للحجز أمام دفاع المنافس، مع لعب الكرة للاعب الثالث الحر، وقام ماتيو بهذا الدور الحاسم بنجاح كبير.


الدفاع
يفهم خوان كرة القدم بشكل سليم، ويؤمن أن اللعبة عبارة عن فلسفة، كل شخص يتذوقها على طريقته الخاصة، وبرشلونة اختار منذ اليوم الأول سياسة الهجوم والاستحواذ على الكرة، لذلك لا خلاف على ذلك لكن مع تقوية بقية العناصر الأخرى، من أجل الوصول إلى فريق مثالي يستطيع المنافسة على جميع البطولات الممكنة.

وهذا ما عمل عليه الثنائي لوتشو وأونزوي منذ بدايات الموسم، ولأول مرة في تاريخ النادي، يحافظ البارسا على نظافة شباكه لمدة 33 مباراة في مختلف المسابقات هذا العام، والدليل قدرته على هزيمة أتليتكو مدريد أربع مرات من دون تعادل واحد، رغم أن كتيبة سيميوني تمتاز بالرأسيات القاتلة، لكن أمام برشلونة الحالي، فشل "الروخيبلانكوس" في تسجيل أي هدف من ركنية.

ومن السقوط في بئر الأزمات بعد مباراة سوسيداد بالأنويتا قبل عدة أشهر، إلى التفوق على كل المنافسين، والحصول على بطولة الليغا في الفيثنتي كالديرون، هكذا كان مشوار برشلونة في إسبانيا، والفضل يعود إلى النجوم الكبار، والجهاز الفني الشاب.


 
المساهمون