تشهد غابات تونس موجة غير مسبوقة من الحرائق، تطلبت تدخل عدد من الوزارات وتكثيف الجهود للحد من توسعها، ليتم تشكيل خلية مشتركة في رئاسة الحكومة تضم وزارات الدفاع، والداخلية، والصحة، والفلاحة، والموارد المائية والصيد البحري، والتجهيز والإسكان.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إنه لم يتم تسجيل أية خسائر في الأرواح جراء الحرائق التي شهدتها أمس الاثنين، عدة مناطق من محافظة جندوبة في الشمال الغربي، ونشبت في مساحات أغلبها بجهة عين دراهم وفرنانة، وساهم ارتفاع درجات الحرارة في انتشارها.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن هذه الحرائق أتت على مساحات واسعة من الغابات، وطاولت سبعة منازل دون تسجيل خسائر في الأرواح، واشتركت وحدات الحماية المدنية بمشاركة إدارة الغابات والجيش لتطويق النيران وإخمادها.
وذكر البيان أنه تم تعزيز إمكانيات الحماية المدنية بإمكانيات بشرية ومعدات تابعة لوحدات الإدارات الجهوية بكل من بنزرت وزغوان والكاف وسليانة وبن عروس ومنوبة والوحدة المختصة.
وأمكن بتضافر جهود كافة الوزارات المعنية السيطرة على بعض الحرائق، في حين لايزال البعض منها متواصلا بغابات عين دراهم وفرنانة.
وكان رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، كلف وزيري الدفاع الوطني والداخلية بالانتقال إلى المكان للمتابعة الميدانية والوقوف على الأوضاع هناك، وأعطى تعليماته بتسخير كافة الإمكانيات لإطفاء الحرائق وتعويض سكان المناطق المتضررة.
وأكدّ المسؤول في الدفاع المدني، معز الدبابي لـ"العربي الجديد"، أن ما يحصل كارثة وطنية، حيث شملت الحرائق عدة غابات بعين دراهم وجندوبة، مبينا أنها امتدت من عين دراهم إلى ببوش بالقرب من الحدود الجزائرية، وشملت 12 غابة.
وأوضح الدبابي أن 11 منزلا احترقت وتم إجلاء السكان، وخاصة أن بعض الحرائق كانت قريبة من التجمعات السكنية، معتبرا أنه رغم رفض بعض العائلات مغادرة منازلها إلا أنه تم إجلاؤها بالقوة لتجنب وقوع خسائر بشرية.
وأضاف أنه تم تفعيل عمل لجنة مجابهة الكوارث، وأن العديد من المسؤولين من مختلف الوزارات المعنية بصدد الاجتماع لبحث الحلول، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يحاول السيطرة على الحرائق، ولكن اللافت أنها اندلعت في عدة نقاط وغابات، وفي كل مرة تندلع في نقطة جديدة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسبابها، وما إذا كانت ناتجة عن ظروف طبيعية أم بفعل فاعل، معتبرا أن التحقيقات ستجيب عن هذه الأسئلة.
واعتبر المسؤول بالدفاع المدني أنّ الظروف المناخية ساعدت على اتساع رقعة الحرائق، خاصة في ظل سرعة الرياح، معتبرا أن المحاولات متواصلة للسيطرة على الحرائق.