تنطلق في مدينة أستانة، عاصمة جمهورية كازاخستان، غداً الإثنين، محادثات حول سورية، بمشاركة وفود من روسيا وتركيا وإيران، وسفير الولايات المتحدة لدى كازاخستان، والمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وأيضا من ممثلي النظام والمعارضة السورية، في ظل تباين المواقف بين طهران وموسكو.
وأوضحت وزارة خارجية جمهورية كازاخستان، في بيان، أن المحادثات ستعقد وراء أبواب مغلقة، وستبدأ عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (التاسعة صباحاً بتوقيت القدس المحتلة)، وتنتهي في التوقيت نفسه تقريباً من اليوم التالي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن مصادر مطلعة أن المحادثات تهدف إلى تثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار بتاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول دون طرح مبادرات جديدة.
وعلى الصعيد الدولي، تعقد محادثات أستانة بالتزامن مع تولي إدارة الرئيس دونالد ترامب زمام السلطة في البيت الأبيض، وزيادة تباين مواقف موسكو وطهران من دور الولايات المتحدة في المحادثات.
وأكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، عشية المحادثات، أن روسيا ترحب بمشاركة الإدارة الأميركية في محادثات أستانة حول سورية، ولكن إيران تعارض ذلك.
وفي مقال بعنوان "إيران تحرم الولايات المتحدة من الكلمة في المفاوضات"، توضح صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن "الأهداف طويلة الأجل على المسار السوري للبلدين (أي روسيا وإيران) تختلف كثيرا".
ونقلت الصحيفة عن خبراء مختصين أن "موسكو تسعى للخروج من الحرب السورية مع حفظ ماء الوجه، ووقف مشاركتها النشيطة في أعمال القتال، والإبقاء على حكومة موالية لها في دمشق تسيطر على المدن الرئيسية، وتقبل بوجود مواقع عسكرية روسية على أراضي البلاد".
في المقابل، تلخص "كوميرسانت" منطق إيران في اعتبارها النزاع السوري جزءا من المواجهة الطائفية، مشيرة إلى أن "أنصار (حزب الحرب) في دمشق، الذين يتوعدون بالقتال حتى التحرير الكامل لكافة الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا، يسترشدون بإيران تحديدا".
ويوضح كاتبا المقال، سيرغي ستروكان ومكسيم يوسين، أن "اقتراح إشراك إدارة دونالد ترامب في محادثات أستانة جاء بمثابة نوع من إبداء الإرادة الطيبة من قبل الكرملين، وإثباته استعداده لبدء صفحة جديدة من التعاون مع واشنطن"، بينما زاد الرفض الإيراني من صعوبة تنفيذ هذه المهمة.
وعسكريا، جددت روسيا عشية المحادثات توظيف قاذفاتها بعيدة المدى من طراز "تو-22إم3" لشن غارات في محافظة دير الزور.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد اعتبر، الجمعة الماضي، أن هناك مؤشرات إيجابية لتسوية الأزمة السورية، مرجحا أن لقاء أستانة سيكون إسهاما كبيرا في وضع معايير هذه العملية.
وفي سياق متصل، وصل وفد المعارضة السّورية إلى العاصمة الكازاخستانية، تمهيدا لبدء جلسات المفاوضة مع وفد النظام السوري برعاية روسية تركية.
وقد وصل أربعة عشر شخصا، على رأسهم محمد علوش، القيادي في "جيش الإسلام"، المعارض للنظام السوري.
وذكر مصدر مقرب من المعارضة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوفد سيأخذ اليوم الأحد استراحة في العاصمة الكازاخيّة، تحضيرا لبدء أولى جلسات المفاوضة مع وفد النظام غدا الاثنين، دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
وبدأت وفود المشاركين في الاجتماعات بالوصول إلى أستانة في انتظار وصول وفد النظام السوري، الذي غادر مطار دمشق صباح اليوم، ومن المتوقع وصوله مساء، ويرأسه مندوب النظام السوري الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري.
ومن المتوقع، أيضا، وصول الوفد الروسي اليوم، والذي يمثله المبعوث الخاص للرئيس بوتين لعملية السلام في سورية، ألكسندر لافرانتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بينما سوف يمثل الوفد التركي نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، مع عدد من المرافقين، في حين سيمثل واشنطن سفيرها في كازاخستان، جورج كرول.
وكان من الواصلين إلى أستانة للمشاركة في جلسات المفاوضات نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، ممثلا عن إيران.
ومن المنتظر أن تبدأ الاجتماعات غدا بلقاء مفتوح يبدأه الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف بكلمة ترحيبية بالوفود المشاركة، وكلمات لباقي الوفود، يليها أول اجتماع بين وفدي النظام والمعارضة بقيادة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، أو ممثل آخر.
يذكر أنّها أول مفاوضات ستجري بين المعارضة والنّظام في العاصمة الكازاخستانية أستانة، وهي أول مفاوضات برعاية روسية تركية.