خلافات داخل هيئة التنسيق السورية حول "منتدى موسكو"

19 يناير 2015
حزب عبد العظيم قرّر المشاركة بالمنتدى (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

لم تستطع "هيئة التنسيق الوطنية" السورية المعارضة، حسم أمرها بالمشاركة أو عدمها في "منتدى موسكو"، فقررت، عقب اجتماع لها أمس الأحد، "ترك حق حرية الذهاب للمدعوين لطرح وجهة نظر الهيئة ومبادرتها، وللاستفادة من أي جهد أو لقاء يوقف نزيف دماء السوريين، ويؤدي إلى إجراءات الإفراج عن كافة المعتقلين، بما فيهم معتقلي الهيئة، وألا يكون اللقاء بديلاً لبيان جنيف والعملية التفاوضية من أجل تنفيذه في جنيف 3".

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مسؤولة داخل الهيئة، طلبت عدم ذكر اسمها، أن اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة، الذي استغرق أكثر من ثماني ساعات، شهد تشنجاً كبيراً، بسبب الخلاف بين مكوّنات الهيئة حول المشاركة أو عدمها، وخصوصاً في ظل إصرار الأحزاب الكردية المنضوية في الهيئة على المشاركة، وفي مقدمتهم رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، صالح مسلم محمد، الذي يشغل منصب نائب المنسّق العام في "هيئة التنسيق"، إضافة إلى تمثيله الحزبي الموزون في الإدارة الذاتية الديمقراطية، المسيطرة عبر جناحها العسكري على مناطق في محافظة الحسكة.

وكشفت المصادر عن أن "حزب الاتحاد الاشتراكي"، الذي يشغل أمينه العام حسن عبد العظيم منصب المنسّق العام لهيئة التنسيق، اتخذ قراراً بالمشاركة، في مقابل قرار نائب المنسق العام، هيثم مناع، بعدم تلبية الدعوى التي تلقاها للمشاركة، لافتة إلى أن "قرار الهيئة هو محاولة لتجنب الصدام بين أحزاب الهيئة والمستقلين المنقسمين بين مؤيدين ومعارضين للمشاركة في منتدى موسكو".

وأوضحت المصادر أن "لدى المنسّق العام نية للذهاب إلى موسكو، ولكن من دون أن يشارك في لقاءات المعارضة، على أن يشارك في لقاء وفد النظام إذا كان يترأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومَن هو أعلى منه تمثيلاً".

ولفتت إلى أن "الاجتماع الذي أخذ فيه القرار حول منتدى موسكو، تغيّب عنه هيثم مناع، الذي يقاطع اجتماعات الهيئة الداخلية، في حين كان قد تقدّم باستقالته من الهيئة قبل عدة أسابيع وهي على طاولة المكتب التنفيذي إلى اليوم، في حين ادعى المجتمعون انقطاع الكهرباء والإنترنت لتغييب عدد من أعضاء المكتب التنفيذي في الخارج عن النقاش".

وقال عضو المكتب التنفيذي في الهيئة، منذر خدام، لـ"العربي الجديد"، إن "النظرة لمنتدى موسكو كانت في البداية على أنه جاء لقطع الطريق أمام توحيد المعارضة، وحاولنا جهدنا للفصل بين المنتدى وجهود توحيد المعارضة"، معتبراً أن "السلطة السورية أكثر ما يرعبها توحيد المعارضة، وأيضاً حضور هيئة التنسيق، خصوصاً، وحاولت استفزاز المعارضة عبر الكثير من التصريحات لدفعها إلى عدم المشاركة في موسكو".

وأضاف: "نحن أرسلنا رسالة فيها عدداً من النقاط لتحسين اللقاء، لكن الدبلوماسية الروسية لم ترد، وقالت عبر الاعلام أن الدعوات لن تتغيّر"، قائلاً إن "الروس أخبرونا، عبر مسؤول رفيع المستوى، أن القيادة الروسية حريصة على حضور المنتدى، كما زارتنا وفود روسية وغير روسية وتمنت علينا الذهاب".

وأشار إلى أن "الروس رفعوا عدد الدعوات الموجّهة لأعضاء الهيئة إلى ثماني، إضافة إلى ثلاثة مستقلين من أصدقاء الهيئة زكّتهم الهيئة، وهذا ما يشكّل نحو ثلث المشاركين في لقاء المعارضة".

وأضاف خدام: "نحن أمّنّا الغطاء السياسي لمَن سيشارك، ولا نستطيع أن نجزم مَن سيشارك، فالحرية لهم، وعند تحديد المشاركين سيتم الاجتماع بهم وتحميلهم رؤية الهيئة إلى اللقاء".

وحول سبب عدم عقد هذا اللقاء في دمشق، قال: "لقد طرحت السلطة هذا الخيار على الروس، لكن كان الرد على لسان نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن دمشق غير آمنة، ولو كانت آمنة لما كان عبد العزيز الخير ورجاء الناصر ولؤي حسين مغيبين".

وأضاف: "إذا لمسنا عدم جدية في اللقاء، أو أي محاولة للالتفاف، سننسحب منه وسنعقد مؤتمراً صحافياً، وسيكون هناك تغيّراً في سياستنا".

يشار إلى أن قياديين في الهيئة قالوا، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة لن تشارك إذا لم تستجب الخارجية الروسية لطلباتهم المرسلة في رسالة المنسّق العام، حول صيغ الدعوات ووجود جدول أعمال، إضافة إلى إطلاق سراح عدد من المعتقلين"، واصفين المنتدى بـ"التظاهرة الإعلامية".

المساهمون