موسم الحج لهذا العام بدأ دموياً مع سقوط رافعة أول من أمس الجمعة في الحرم المكي، أدت إلى مقتل وجرح المئات.
فور وقوع الحادثة وجه أمير مكة المكرمة خالد الفيصل أوامره بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الأسباب، خصوصاً مع تسببها بمقتل 107 حجاج وإصابة 238 آخرين. وطلب الفيصل محاسبة المسؤولين عن الكارثة، وتقييم الأضرار، وإجراءات السلامة العامة في الموقع وغيره.
من جهته، أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الإمارة سلطان الدوسري أنّ الفيصل يتابع مع الجهات المختصة الحادث. ولفت إلى أنه أمر جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير الدعم والعلاج للمصابين.
بدورها، أعلنت الرئاسة العامة للحرمين الشريفين خطة طوارئ للتعامل مع الأحوال الجوية الحالية، خصوصاً مع توقع استمرار الرياح القوية.
كما كشف المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أنّ "الرياح القوية ستتواصل، وستكون هناك فرصة لهطول الأمطار بكثرة". وأشار لـ "العربي الجديد" إلى أنّ سرعة الرياح التي هبت على مكة يوم الحادثة وصلت إلى 60 كلم في الساعة، ووصلت عند الساعة الخامسة والنصف (لحظة سقوط الرافعة) إلى سرعة 80 كلم في الساعة.
من ناحيتها، أكدت وزارة الحج أنّ "المناسك ستُجرى كالمعتاد. والحادثة المؤسفة لن تؤثر على موسم الحج هذه السنة، وسيتم إصلاح القسم المتضرر خلال أيام". تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الحجاج تجاوز حتى أول من أمس 900 ألف حاج من مختلف البلدان.
وكشف شهود عيان في مكان الحادثة لـ "العربي الجديد" أنّ السبب وراء ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات كان التدافع الكبير بين الحجاج بعد سماع صوت سقوط الرافعة، وخوفهم من عمل إرهابي خلف ذلك، خصوصاً مع وجود أكثر من 800 ألف حاج في الحرم ومحيطه لحظتها.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها بكثافة، اللحظة التي سقطت فيها الرافعة، وما تلاها من هلع عمّ المكان، وتسبب في سقوط العشرات من المصابين والقتلى، خصوصاً أنّ معظم الحجاج الآتين من الخارج من كبار السن.
وأرجع المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري سقوط الرافعة للرياح القوية والأمطار الغزيرة التي تعرضت لها مكة. لكنّ مختصين أشاروا إلى أنّ من أسباب سقوط الرافعة إهمال الشركة المشغلة، وعدم تثبيت الرافعة المحمولة على عجلات صغيرة. وطالب هؤلاء بالمزيد من التشدد في هذا الجانب، خصوصاً مع توقع وصول أكثر من 1.9 مليون حاج هذا العام.
وأكد مختص في الأرصاد والمناخ، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ السرعة التي كانت عليها الرياح وقت الحادثة، لا تتسبب في سقوط مثل هذه الرافعات العملاقة. وأضاف لـ "العربي الجديد": "ما حدث كان أمراً يفوق الرياح والعواصف، فإذا كانت اللوحات الدعائية الموجودة حول الحرم لم تسقط من قوة الرياح فكيف تسقط الرافعة العملاقة؟". وتابع: "هناك خلل في الآلة ساهم مع الرياح القوية في سقوطها، مع العلم أنّ هناك 15 رافعة أخرى في الحرم لم تسقط. وهو دليل على وجود خلل في الرافعة التي سقطت".
بدوره، أكد المحلل السياسي يوسف الكويليت أنّ من غير المنطقي القول إنّ الرافعة سقطت بسبب الرياح. وقال: "الرافعات الضخمة منتشرة في كلّ دول العالم، ولم نشاهد مثل هذه الحوادث. دبي أقرب مكان إلينا فيها العشرات من الرافعات العملاقة ولم نسمع عن سقوط إحداها". وقال لـ "العربي الجديد" إنّ الحادث أضر بسمعة السعودية ورعايتها للحج. وشدد على وجود إهمال كبير "فمن غير المعقول أن توضع مثل هذه الرافعات الضخمة من دون أن تثبت على الأرض بقوة، فهي إمّا قديمة وآيلة للسقوط أو لم توضع بشكل جيد".
واستغرب الكويليت عدم توقف عمليات البناء القائمة في إطار توسعة الحرم خلال فترة الحج. وقال: "التوقف لخمسة أو عشرة أيام لن يؤثر كثيراً على خطة التوسعة". كما طالب بتحقيق أوسع لكشف كل المتورطين في الحادثة، خصوصاً أنّ "هناك 15 رافعة في الحرم، لا بد أولا من مراجعة كل سبل السلامة فيها، والتحقيق مع المقاولين، الذين يحصلون على عقود بعشرات المليارات من الدولة ومحاسبتهم، وأن تكون الجهة التي تحقق في الموضوع محايدة وبعيدة عن شركات المقاولات وعن الحكومة معاً".
وكانت فرق الدفاع المدني في مكة المكرمة، وفرق البحث والإنقاذ السعودي، والهلال الأحمر السعودي، والشؤون الصحية باشرت عملها على نقل الوفيات والإصابات منذ اللحظات الأولى للحادث. وأكد الحساب الرسمي للدفاع المدني على "تويتر" أنّ عدد الوفيات بلغ حتى أمس 107 أشخاص، فيما بلغ عدد المصابين 238 شخصاً. كما أشار الناطق الإعلامي في دائرة الصحة بمكة المكرمة عبد الوهاب شلبي إلى أنّ جميع مستشفيات العاصمة المقدسة، وضعت في حالة تأهب لاستقبال حالات المصابين، مع تعزيز أقسام الطوارئ في الفرق الطبية. وقال شلبي: "تم استقبال الحالات الحرجة من المصابين في مستشفى أجياد (الحكومي في مكة) بعد إجراء تصنيف للإصابات. فيما نقلت الحالات المستقرة إلى باقي مستشفيات العاصمة المقدسة". وتابع أنّه تم توفير 2000 وحدة دم، كما دعمت المستشفيات بـ 340 وحدة دم إضافية. فيما أكد أنّ الكشف عن جنسيات الضحايا والمصابين سيتم بعد إجراء إحصائية كاملة للحالات.
إقرأ أيضاً: وصول أكثر من نصف مليون حاج للسعودية
فور وقوع الحادثة وجه أمير مكة المكرمة خالد الفيصل أوامره بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الأسباب، خصوصاً مع تسببها بمقتل 107 حجاج وإصابة 238 آخرين. وطلب الفيصل محاسبة المسؤولين عن الكارثة، وتقييم الأضرار، وإجراءات السلامة العامة في الموقع وغيره.
من جهته، أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الإمارة سلطان الدوسري أنّ الفيصل يتابع مع الجهات المختصة الحادث. ولفت إلى أنه أمر جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير الدعم والعلاج للمصابين.
بدورها، أعلنت الرئاسة العامة للحرمين الشريفين خطة طوارئ للتعامل مع الأحوال الجوية الحالية، خصوصاً مع توقع استمرار الرياح القوية.
كما كشف المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أنّ "الرياح القوية ستتواصل، وستكون هناك فرصة لهطول الأمطار بكثرة". وأشار لـ "العربي الجديد" إلى أنّ سرعة الرياح التي هبت على مكة يوم الحادثة وصلت إلى 60 كلم في الساعة، ووصلت عند الساعة الخامسة والنصف (لحظة سقوط الرافعة) إلى سرعة 80 كلم في الساعة.
من ناحيتها، أكدت وزارة الحج أنّ "المناسك ستُجرى كالمعتاد. والحادثة المؤسفة لن تؤثر على موسم الحج هذه السنة، وسيتم إصلاح القسم المتضرر خلال أيام". تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الحجاج تجاوز حتى أول من أمس 900 ألف حاج من مختلف البلدان.
وكشف شهود عيان في مكان الحادثة لـ "العربي الجديد" أنّ السبب وراء ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات كان التدافع الكبير بين الحجاج بعد سماع صوت سقوط الرافعة، وخوفهم من عمل إرهابي خلف ذلك، خصوصاً مع وجود أكثر من 800 ألف حاج في الحرم ومحيطه لحظتها.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها بكثافة، اللحظة التي سقطت فيها الرافعة، وما تلاها من هلع عمّ المكان، وتسبب في سقوط العشرات من المصابين والقتلى، خصوصاً أنّ معظم الحجاج الآتين من الخارج من كبار السن.
وأرجع المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري سقوط الرافعة للرياح القوية والأمطار الغزيرة التي تعرضت لها مكة. لكنّ مختصين أشاروا إلى أنّ من أسباب سقوط الرافعة إهمال الشركة المشغلة، وعدم تثبيت الرافعة المحمولة على عجلات صغيرة. وطالب هؤلاء بالمزيد من التشدد في هذا الجانب، خصوصاً مع توقع وصول أكثر من 1.9 مليون حاج هذا العام.
وأكد مختص في الأرصاد والمناخ، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ السرعة التي كانت عليها الرياح وقت الحادثة، لا تتسبب في سقوط مثل هذه الرافعات العملاقة. وأضاف لـ "العربي الجديد": "ما حدث كان أمراً يفوق الرياح والعواصف، فإذا كانت اللوحات الدعائية الموجودة حول الحرم لم تسقط من قوة الرياح فكيف تسقط الرافعة العملاقة؟". وتابع: "هناك خلل في الآلة ساهم مع الرياح القوية في سقوطها، مع العلم أنّ هناك 15 رافعة أخرى في الحرم لم تسقط. وهو دليل على وجود خلل في الرافعة التي سقطت".
بدوره، أكد المحلل السياسي يوسف الكويليت أنّ من غير المنطقي القول إنّ الرافعة سقطت بسبب الرياح. وقال: "الرافعات الضخمة منتشرة في كلّ دول العالم، ولم نشاهد مثل هذه الحوادث. دبي أقرب مكان إلينا فيها العشرات من الرافعات العملاقة ولم نسمع عن سقوط إحداها". وقال لـ "العربي الجديد" إنّ الحادث أضر بسمعة السعودية ورعايتها للحج. وشدد على وجود إهمال كبير "فمن غير المعقول أن توضع مثل هذه الرافعات الضخمة من دون أن تثبت على الأرض بقوة، فهي إمّا قديمة وآيلة للسقوط أو لم توضع بشكل جيد".
واستغرب الكويليت عدم توقف عمليات البناء القائمة في إطار توسعة الحرم خلال فترة الحج. وقال: "التوقف لخمسة أو عشرة أيام لن يؤثر كثيراً على خطة التوسعة". كما طالب بتحقيق أوسع لكشف كل المتورطين في الحادثة، خصوصاً أنّ "هناك 15 رافعة في الحرم، لا بد أولا من مراجعة كل سبل السلامة فيها، والتحقيق مع المقاولين، الذين يحصلون على عقود بعشرات المليارات من الدولة ومحاسبتهم، وأن تكون الجهة التي تحقق في الموضوع محايدة وبعيدة عن شركات المقاولات وعن الحكومة معاً".
وكانت فرق الدفاع المدني في مكة المكرمة، وفرق البحث والإنقاذ السعودي، والهلال الأحمر السعودي، والشؤون الصحية باشرت عملها على نقل الوفيات والإصابات منذ اللحظات الأولى للحادث. وأكد الحساب الرسمي للدفاع المدني على "تويتر" أنّ عدد الوفيات بلغ حتى أمس 107 أشخاص، فيما بلغ عدد المصابين 238 شخصاً. كما أشار الناطق الإعلامي في دائرة الصحة بمكة المكرمة عبد الوهاب شلبي إلى أنّ جميع مستشفيات العاصمة المقدسة، وضعت في حالة تأهب لاستقبال حالات المصابين، مع تعزيز أقسام الطوارئ في الفرق الطبية. وقال شلبي: "تم استقبال الحالات الحرجة من المصابين في مستشفى أجياد (الحكومي في مكة) بعد إجراء تصنيف للإصابات. فيما نقلت الحالات المستقرة إلى باقي مستشفيات العاصمة المقدسة". وتابع أنّه تم توفير 2000 وحدة دم، كما دعمت المستشفيات بـ 340 وحدة دم إضافية. فيما أكد أنّ الكشف عن جنسيات الضحايا والمصابين سيتم بعد إجراء إحصائية كاملة للحالات.
إقرأ أيضاً: وصول أكثر من نصف مليون حاج للسعودية