خطوط غالب حويلا: في محاكاة الطباعة الحريرية

23 يوليو 2019
(من المعرض)
+ الخط -

بعد بروز تجارب بارزة في التعامل مع الخط العربي كممارسة فنية معاصرة من خلال إدخاله مفردة أساسية في اللوحة منذ خمسنيات القرن الماضي، تجاورت اتجاهات عديدة لتوظيف الحروفيات في كافة أشكال الفنون البصرية مثل النحت والإنشاءات وتصميم أغلفة الكتب والنسيج والأزياء وغيرها.

في منتصف الثمانينات، كان الفن مع محطّة جديدة تمثّلت بظهور "الكاليغرافيتي" الذي مزج الغرافيتي بالخطوط الشرقية التي استهوت عدداً من الفنانين في الغرب مثل الكندي بريون جيسين والأميركي جيفري ديتش، لكنه تطوّر في سياق تجاوز الجمال المجرّد للحرف مثلما فعل التونسي إل سيد الذي جذب بدوره فنانين عرب كثر لمحاكاته.

من بين هؤلاء، الفنان اللبناني غالب حويلا الذي افتتح معرضه "أحاسيس نافذة أو غيرة نافذة" في غاليري "SV" في بيروت منتصف الشهر الجاري، ويتواصل حتى السابع عشر من الشهر المقبل، بتنظيم من "المؤسسة اللبنانية للمكتبة الوطنية".

تتضمّن اللوحات المعروضة مقولتين اثنتين لجلال الدين الرومي تتكرّر فيها، الأولى "وحين خرجت من نفسي وجدت نفسي"، والثانية "نحن المرآة وكذلك الوجه المنعكس فيها"، كما خطّهما بشكل متقابل على حائطين في الغاليري.

من أعمال غالب حويلاتبدو العبارات المستقاة من التراث العربي، شعراً ونثراً، المصدر الأساس الذي يلجأ إليه فنانو الكاليغرافيتي باعتبارها جسراً للتواصل مع المتلقي، حيث الخروج من اللوحة إلى الشارع أو الفضاء العام هو تجديد في الشكل بينما يتمّ الحفاظ على المضمون الذي ينتمي بالضرورة إلى ذاكرة جمعية.

شكّلت الجدارية نقطة انطلاق حويلو نحو الخط، حيث قدّم كلمات النشيد الوطني اللبناني، التي ألّفها الشاعر رشيد نخلة (1873 – 1939)، على جدارية في شارع الحمراء مستخدماً خط الرقعة، إلى جانب مساهمته مع "فريق تأثير" في تنفيذ العديد من الجداريات في عدد من حدائق وشوارع العاصمة اللبنانية.

يختار كتابة عباراته باللون الأسود على خلفية بيضاء عبر استخدام الخط الديواني الحر الذي اعتمده في هذا المعرض، في أسلوب يقترب من الطباعة الحريرية من دون استخدامها كتقنية، حيث يقدّم مجموعة من الأعمال التي تبدو مستنسخة عبر تنفيذها بدرجات لونية متفاوتة.

يُذكر ان غالب حويلا درس الفنون غرافيكية في "الجامعة الأميركية" في بيروت، وبدأ مشواره بالدمج بين الخط والطباعة، مستفيداً من مجال تخصّصه على صعيد التقنيات واستعمال الألوان والاستفادة من مهارات التصميم.

المساهمون