خطوة حفتر بعيون مصرية: زيادة أوراق الضغط على السراج

05 ابريل 2019
دخول طرابلس لن يكون نزهة لحفتر (لوفديك مارين/فرانس برس)
+ الخط -
قللت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على الملف الليبي، من التحركات العسكرية لقوات اللواء خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، قائلة في حديث لـ"العربي الجديد": "يمكن وصْف تلك التحركات بأنها سياسية أكثر منها عسكرية"، مؤكدة أن "تلك التحركات ليس من بين أهدافها في الوقت الراهن دخول العاصمة التي تقع تحت مسؤولية حكومة الوفاق المدعومة أممياً". وأضافت المصادر أن "التحرك يهدف إلى توسيع أوراق الضغط، وتضييق الخناق على طموحات وتحركات حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج في أي مفاوضات أو اتفاقات سياسية".

وكشفت المصادر أن "تحجيم القوة العسكرية لحفتر، كان رؤية مصرية في المقام الأول، خصوصاً بعدما تبنّت الإمارات التي تمثّل طرف التحالف الآخر رؤية اقتراح حفتر دخول العاصمة عسكرياً"، مضيفة: "القاهرة ترى في تلك الخطوة مزيداً من الفوضى، خصوصاً أن قوات حفتر لن يكون بمقدورها حسْم الصراع عسكرياً على الأرض، في ظل قوة الكتائب والمليشيات التي تدعم حكومة الوفاق في الغرب، ومصراتة بالتحديد".

وأشارت المصادر إلى أن "كافة الاستطلاعات لدى الأجهزة المصرية التي تتابع الملف الليبي تشير إلى صعوبة الحسم العسكري، وأن أي مواجهة عسكرية ستكون نتائجها وخيمة وستقود إلى مزيد من الفوضى، والتي سيستتبعها انتشار السلاح مجدداً في أيدي الجميع، وسيكون من السهل وقتها انتقاله إلى أيدي تنظيمات متطرفة وتكفيرية، ما سيجعل من ليبيا بيئة خصبة للغاية لعناصر داعش الهاربين من سورية والعراق بعد القضاء على التنظيم هناك". وأكدت المصادر أن "حجم القوات العسكرية الموجودة في الغرب الليبي وبالتحديد في مصراتة، يفوق لجهة الأعداد والمعدات القوات التابعة لحفتر، وهذا أمر في الحسبان المصري تماماً، فالأمر لن يكون نزهة أو شبيهاً بدخول درنة وبنغازي".


وكشفت المصادر أن "ما يقوم به حفتر في الوقت الراهن، هو رؤية وسطية بين التصوّر المصري، الذي يتبنّى حلاً سياسياً، تكون للجيش الليبي اليد العليا فيه، وبين الرؤية الإماراتية التي تتبنّى سرعة الحسم العسكري"، موضحة أن "التحرك يأتي في المناطق الممتدة جنوب العاصمة طرابلس، والتي تضم مجموعات مسلحة تم شراء ولاءات واسعة منها"، متابعة: "الفترة الماضية شهدت اجتماعات ولقاءات في العاصمة الإماراتية، والشرق الليبي، كان من بين أطرافها قادة عسكريون سابقون في جيش العقيد الراحل معمر القذافي، والذين يقودون مجموعات مسلحة في مناطق على أطراف طرابلس في غريان وبني وليد". وأوضحت المصادر أن "هؤلاء القادة ليست لديهم الرغبة في المواجهة العسكرية، سواء مع قوات العاصمة طرابلس أو قوات حفتر، والكثير منهم فضّل التزام الحياد، بعد الحصول على أموال طائلة"، فيما يستغل حفتر الموقف الإعلامي لإظهار دخول قوات تابعة له إلى تلك المناطق في إطار توجهه نحو العاصمة، بما يمكّنه من الضغط بشكل أكبر على حكومة الوفاق.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس زار القاهرة، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، قبل أن يتوجه إلى طرابلس التي وصل إليها مساء الأربعاء للقاء رئيس حكومة الوفاق. وعقب لقاء غوتيريس بوزير الخارجية المصري، قال المتحدث باسم الخارجية إن اللقاء تناول سُبل التنسيق بين مصر والأمم المتحدة إزاء مستجدات القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، لافتاً إلى أن اللقاء شهد أيضاً تبادُلاً للرؤى والتقييم بين الطرفين تجاه مُجمل التطورات الخاصة بقضايا المنطقة، لا سيما في ليبيا.

وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن غوتيريس طالب القاهرة بالقيام بدور أوسع بشأن الوضع في ليبيا للحفاظ على المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، ومواجهة الخطط العسكرية لحفتر حفاظاً على أرواح الليبيين واستقرار المنطقة. ولفتت المصادر إلى أن شكري أكد للأمين العام تمسُّك القاهرة بالحل السياسي للأزمة، ورفْض الحلول العسكرية لما لها من آثار وخيمة على المنطقة برمتها.