تعهدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، بتحسين ظروف إقامة اللاجئين السوريين في مركز استقبالهم بمنطقة "سيدي فرج" غربي العاصمة الجزائرية، عن طريق توسعته ببنايات جاهزة لتسكين 42 عائلة سورية، لافتة إلى أن عدد اللاجئين السوريين يقدر بـ12 ألف لاجئ موزعين على مختلف مناطق البلاد.
وشددت بن حبيلس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "الجزائر تعتني باللاجئين السوريين كأشقاء، وتعمل على التخفيف عنهم خلال أيام العيد وتتقاسم معهم فرحته، في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه بلادهم".
ويعيش عشرات العائلات السورية في هذا المركز، يقتسمون فرحة عيد الأضحى المبارك في أجواء من التراحم والتضامن، ونحر الأضاحي التي قدمها الهلال الأحمر الجزائري، مثل كل سنة، لمشاركتهم الفرحة، بحسب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري.
ويستعيد اللاجئون في العيد شريط صور الذكريات التي عاشها العشرات منهم في بلادهم، لكن الأجواء التي شهدها مركز استقبال اللاجئين السوريين في الجزائر، منحتهم بعض السعادة والفرحة، حيث اعترف عشرات منهم أن مظاهر العيد في الجزائر ذكرتهم بعيدهم في سورية، من حيث التكافل والتضامن وطرق الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
ويحن كثير من اللاجئين إلى العيد في وطنهم الأم سورية، يقول باسل (32 سنة) لـ"العربي الجديد": "لا وطن غير سورية، كلما حلت مناسبة عادت الصور والمواقف إلى قلب كل سوري في أي مكان من الأرض".
عيد الأضحى هذا العام هو الثالث على باسل وأسرته المكونة من ثلاثة أطفال خارج بلده، بعد أن استمرت معاناته لشهور بعد هروبه مع كثيرين من "الرقة"، ليجد نفسه دون بيت ولا وطن ولا شيء، سوى الذكريات.
معاناة اقتسمها باسل مع زوجته وطفليه وابنته الرضيعة، وعشرات العائلات، عادت إليه لحظات الحزن كلما حلت مناسبة مثل العيد، لأنه "لا طعم للعيد بعيدا عن مكان الولادة والصبا والشباب"، حسب تعبيره.
ووجدت عائلة باسل وغيرها من العائلات السورية التي توزعت على مختلف المناطق الجزائرية، مكانا في مركز استقبال اللاجئين السوريين، بعد أن عانى مع الآلاف من أبناء وطنه مرارة الهجرة مرغما من بلده الذي يئن في الفوضى والحرب.
لا حديث للسوريين في أيام عيد الأضحى سوى عن سورية، فهم يتلقفون أخبارها من هنا وهناك، خصوصاً وأن الآلاف أجبروا على ترك ديارهم، وأصبحوا يحملون صفة "لاجئ" في عدة دول.
وانتهز الهلال الأحمر الجزائري فرصة عيد الأضحى لتوزيع مختلف اللوازم المدرسية على الأطفال السوريين، بحيث قدمت وزارة التربية الجزائرية كل التسهيلات والإجراءات من أجل تمكين أبناء اللاجئين السوريين من الدارسة في شتى المؤسسات التربوية في مختلف الولايات الجزائرية، حيث تقتصر متطلبات التسجيل على وثيقة يقدمها ولي التلميذ من أجل إلحاقه في القسم والمستوى الدراسي الذي يمكنه من مزاولة الدراسة دون تضييع السنوات.