قالت وزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي، إنّ خطة مدتها عشر سنوات لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج النفط الصخري ستقلل الاعتماد على واردات الوقود الأجنبية المكلفة التي تثقل كاهل اقتصاده وستدفعه نحو الاكتفاء الذاتي.
وأضافت زواتي أنه بحلول عام 2030 فإنّ نسبة 48.5% من توليد الكهرباء في البلاد في "استراتيجية قطاعات الطاقة 2020-2030" التي وافقت عليها الحكومة وكشف النقاب عنها، أمس الثلاثاء، ستأتي من مصادر محلية للطاقة. وتبلغ النسبة حالياً 15% فقط.
وأكدت زواتي أنّ الأردن سيخفض تدريجياً الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد لمحطاته للكهرباء بتوسيع إنتاج النفط الصخري، بما في ذلك تلزيم مشروع بعدة مليارات من الدولارات هذا العام، إلى جانب قدرات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة المرتبطة بالشبكة.
وأضافت أثناء تدشين خطة البلاد للطاقة، أمس الثلاثاء، أنّ الأردن سيخفض الوقود المستورد وسيزيد مصادر الطاقة المحلية في إطار مسعاه للاكتفاء الذاتي.
ويستورد الأردن حالياً أكثر من 93% من مجمل إمداداته من الطاقة وتثقل كاهله فاتورة سنوية بقيمة 2.5 مليار دينار (3.5 مليارات دولار) تشكل 8% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وتضع ضغوطا على اقتصاده.
وقالت زواتي إن القطاع الخاص استثمر مئات الملايين في مشاريع متجددة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في السنوات القليلة الماضية ستضيف قدرات إجمالية 2400 ميغاوات بحلول نهاية العام الحالي. وأضافت أن الرقم من المتوقع أن يرتفع إلى 3200 ميغاوات في 2030 .
وقالت إن أمن الإمدادات ضروري لتخفيف وطأة الانعكاسات السلبية للاعتماد على مصدر واحد للطاقة في منطقة تعصف بها سنوات من الاضطرابات.
وأضافت أن توقف إمدادات الغاز الطبيعي من مصر في الفترة من 2011 إلى 2015، والتي كانت شرياناً للغاز تعتمد عليه المملكة، أجبر الأردن على استيراد وقود أكثر تكلفة لمحطاته للكهرباء، مما أضاف ديناً بمليارات الدولارات.
وقالت الوزيرة إن شركة البترول الوطنية المملوكة للدولة تخطط أيضاً لتوسيع التنقيب عن الغاز في حقل الريشة بالقرب من الحدود مع العراق، في إطار جهود لاستغلال احتياطات محتملة.
إمدادات النفط العراقي
وتوقعت زواتي أن يستأنف العراق نقل النفط الخام بالشاحنات عبر الحدود بين البلدين في الأيام القليلة المقبلة بعد أن علّقت بغداد الإمدادات، الأسبوع الماضي، بسبب هبوط حاد في أسعار النفط العالمية.
وأشارت إلى أن مسؤولين عراقيين أخطروا الحكومة بأنهم سيبدؤون التحميل من حقول كركوك النفطية، اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تصل الشحنات إلى الحدود الأردنية إما الخميس أو الجمعة.
وبموجب اتفاقية وقعت العام الماضي، يزود العراق الأردن بعشرة آلاف برميل من النفط يومياً تغطي سبعة في المائة من حاجات البلاد اليومية.
وقال الأردن، في الثاني من يوليو/ تموز الجاري، إن العراق طلب تعليق الإمدادات عندما تراجعت أسعار النفط إلى مستويات تجعل من غير المجدي اقتصادياً لبغداد أن تبيع بموجب معادلة سعرية مربوطة بأسعار خام برنت، وقالت زواتي إننا "نتفهم الموقف العراقي".
والاتفاقية كانت جزءاً من مسعى أوسع لحكومة رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز لتوسيع الروابط التجارية مع الجار الشرقي لبلاده، والمضي قدما في مشروع خط أنابيب نفطي لتصدير الخام العراقي من ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر.
وقالت زواتي إنها تتوقع أن يستغرق إنشاء خط الأنابيب ثلاث سنوات حال توقيع اتفاق نهائي مع بغداد. وتوصل البلدان إلى اتفاق أولي العام الماضي، للسعي في المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي خمسة مليارات دولار.
(رويترز, العربي الجديد)