خطايا "الخال" في الميزان.. فشل يرافق الملل!

12 ديسمبر 2015
+ الخط -


"لن أدافع عن نفسي، لأننا ببساطة خرجنا من دوري الأبطال، الأمر ليس بالسهل ويدعو للحزن بكل تأكيد، لكن الحقيقة أننا نسير بشكل متطور، لأننا شاركنا في دوري الأبطال هذا الموسم، عكس ما كان عليه الوضع بالنسخة الماضية". هكذا جاءت تصريحات الهولندي فان غال بعد الخروج المرير من مرحلة المجموعات، ليفتح النار من جديد على نفسه وجهازه المعاون، ويصل الأمر إلى ما يشبه مرحلة "الانفجار" داخل الأولد ترافورد.

الملل
يصف منتقدو المدرب الهولندي طريقة لعبه بالمملة، ويؤكد المتابعون أن أسلوب لويس فان غال به قدر كبير من نقاط الضعف، التي تجعل فريقه في وضعية سيئة، وتُجبر المشاهدين على عدم الاستمرار، نتيجة اللعب السلبي وعدم الرغبة في المبادرة بالهجوم، وهذا ما عانى منه مانشستر يونايتد في معظم مباريات "البريمييرليغ" لهذا الموسم.

يحتل اليونايتد مركزاً متقدماً في بطولة الدوري، ويبتعد بفارق نقاط قليلة عن المتصدر، ويبدو أن كل الطرق تقوده إلى المنافسة الفعلية على اللقب، حتى الجولات الأخيرة، لكن هذا الأمر لا يكفي جماهيره، التي تعاني مع طريقة إدارة فان غال للمباريات، ليأتي الخروج الأخير من دوري أبطال أوروبا، ويكون عنواناً جديداً لانفجار العلاقة بين الجانبين، بكل تأكيد من طرف واحد فقط يخص عشاق ومحبي الشياطين الحمر.

وعلى الرغم من أن اليونايتد لم يلعب بأسلوب دفاعي أو متحفظ أمام خصمه فولفسبورغ في الجولة الأخيرة من المجموعات، إلا أن أداء الفريق لم يرتق لطموحات مريديه، وفشل الخال الهولندي في تحقيق المراد في النهاية، لتنتهي المباراة بهزيمة قاسية، مع أداء فني ضعيف، في صورة واضحة للفشل على جميع المستويات.

السقوط بدون ملل
لعب اليونايتد، أمام الفريق الألماني بطريقة لعب 4-2-3-1، رباعياً دفاعياً مع ثنائي محوري، ثم ثلاثياً هجومياً خلف المهاجم المتقدم. لينغارد وديباي على الأطراف، خوان ماتا في المركز 10 بالعمق، ومارسيال بديلاً من روني في قلب منطقة الجزاء، ولم يتحفظ فان غال كثيراً، بل لعب البلجيكي مروان فيلايني كلاعب جناح حقيقي، تاركاً الألماني شفاينشتايغر كارتكاز دفاعي وحيد في المنتصف، لتتحول الخطة تدريجياً إلى ما يُشبه 4-1-3-2.

فتح اليونايتد الملعب في الليلة الأوروبية الأخيرة، ومال شفايني إلى اليمين قليلاً، ليصبح الرسم الخططي أقرب إلى نظام الـ 3+7، بتواجد بليند على اليسار، سمولينج في العمق، والتايغر على اليمين، مع تقدم لاعبي الوسط إلى الأطراف، وتحول الأجنحة إلى قلب الهجوم. وتعبر لقطة الهدف الأول عن أفضل ما في المباراة للإنجليز، تمريرة من بليند إلى ماتا، يمرر الإسباني خلف المدافعين إلى الفرنسي المتقدم أمام المرمى.

لم يتطور أداء مانشستر كثيراً، وظهر الفريق وكأنه حمل وديع، حينما يريد أن يهاجم، مسافات طويلة بين الدفاع والهجوم، لا رابط بين حامل الكرة والأسماء المتمركزة في الثلث الأخير، وبالطبع انكشفت نقاط ضعف الفريق، ووصل لاعبو فولفسبورغ إلى مرمى دي خيا كلما أرادوا، ليسقط اليونايتد هذه المرة، لكن دون تحفظ أو ملل.

نظام صعب
يعتمد أسلوب لعب المدرب الهولندي على التقارب الشديد بين اللاعبين، لدرجة أن المسافة بين أول مدافع وآخر مهاجم في أياكس التسعينات لم تتخط حاجز الـ 30-40 متراً، مما جعل الفريق يظهر بصورة الكتلة الواحدة، وهذا ما يفشل فيه المدير الفني الحالي لليونايتد، حتى الآن، بامتياز.

تمريرات عرضية كثيرة، تمريرات مستمرة تجاه الخلف، لا رغبة في الهجوم أو تسجيل الأهداف، صحيح أن هذه الطريقة نجحت من قبل مع أياكس، لكن لكل زمن رجاله وطريقته، فهجوم اليونايتد الحالي يعاني من السلبية، فروني خارج نطاق الخدمة، ولينغارد أقل بكثير من الخانة الأساسية، كذلك مارسيال لا يزال بعيداً عن النجومية، وممفيس ديباي لم ينجح فان غال في الاستفادة من كامل مقوماته الفردية داخل منظومة الفريق الجماعية.

لذلك يلعب اليونايتد بطريقة سلبية إذا أراد التحفظ، وفي حالة اختياره الهجوم الطبيعي والمنطقي، فإن خطوط الفريق تظهر وكأنها غير مترابطة بالمرة، لافتقاد التشكيلة إلى لاعب ارتكاز ديناميكي، سيدوف التسعينات أفضل بمراحل من شفايني في آخر مراحله الكروية، وبكل تأكيد جاري ليتمانن أنسب وأمهر وأشد نجاعة من خوان ماتا والبقية، وبالتالي هناك اختلاف في القدرات والسرعات بين اللاعبين القادرين على تطبيق نظام لويس فان.

ماذا عن القادم؟
خرج فان غال من دوري الأبطال، لكنه مستمر في المنافسة على بطولة الدوري، البطولة الأهم بالنسبة لأي مدرب وإدارة تقنية، لذلك تبدو أن فرص رحيل الرجل، في الوقت الراهن، صعبة للغاية، لكنها ليست مستحيلة في المطلق، وإن كان تحقيق بطولة "البريمرليغ" أمراً متاحاً، خصوصاً مع انخفاض مستوى كل الفرق الكبيرة، لدرجة أن ليستر سيتي هو المتصدر الحالي للجدول.

لا توجد أعذار حقيقية للمدير الفني الخبير، فالرجل هو من اختار ديباي، شنايدرلين، وشفاينتايغر، وهو أيضاً من فرط في أنخيل دي ماريا، فان بيرسي، وخافيير هيرنانديز، لذلك يتحمل المسؤولية كاملة هذا الموسم، مع وضع أكثر من خط على تردي مستوى أكثر من نجم كبير، وعلى رأسهم واين روني، اللاعب الذي أثبت من جديد أنه غير مؤهل لتحمل الضغوطات في الأوقات المصيرية والحاسمة.

شفاينشتايغر أو شنايدرلين، التشكيلة تكفي للاعب واحد فقط، مع ضرورة البحث عن لاعب وسط محوري جديد، يضمن لليونايتد القيمة المفقودة التي ضاعت مع كثرة إصابات مايكل كاريك، اللاعب المفقود في تكتيك ثلاثي الوسط، مع ضرورة بناء نظام تكتيكي جديد مناسب لقدرات الجيل الحالي، خصوصاً أن جماهير الأولد ترافورد أعلنتها صريحة، نريد بطولة هذا الموسم، مع كامل التقدير والاحترام لفكرة بناء فريق جديد، الكلمة التي يستخدمها الخال ومؤيدوه من الإدارة للدفاع عن المشروع الآيل للسقوط.

لمتابعة الكاتب

المساهمون