جدّدت كلّ من إسرائيل ومصر، الإعراب عن مخاوفهما من انتقال خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الأردن، وطالبت مصر الدولَ العظمى بعدم دعم التنظيم، فيما طالبت إسرائيل، المرتبطة بمعاهدة سلام مع الأردن، الأسرة الدولية، بدعم المملكة "لمواجهة التطرف"، وهي المخاوف التي درج المسؤولون الأردنيون على التقليل من شأنها.
وفي لقاء جمع رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، برئيس مجلس الأعيان بالإنابة، فيصل الفايز، يوم الاثنين، أعلن النسور عن عدم وجود أية أخطار تهدد أمن الأردن، رغم ما تشهده حدوده مع العراق وسورية من أحداث.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن النسور، قوله إنه "لا خوف على الأردن من تداعيات الأحداث في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن نجلس ونستريح، بل علينا، حكومة وأجهزة، أن نقوم بدورنا واستعداداتنا على أتم وجه".
وتأتي تصريحات النسور، فيما تتواصل تعزيزات قوات حرس الحدود الأردنية على طول
الحدود مع العراق، البالغة 181 كيلومتراً، والتي تنتشر فيها الدبابات والآليات العسكرية وراجمات الصواريخ، إضافة الى الطائرات العامودية، التي تقوم بطلعات استكشافية دورية، بحسب ما أبلغ مصدر رسمي "العربي الجديد".
وأكد المصدر أن المعبر الحدودي الوحيد بين البلدين (الكرامة - طربييل)، لا يزال تحت سيطرة الحكومة العراقية.
من جهته، أكد وزير الداخلية، حسين المجالي، خلال اللقاء، على أن الحدود العراقية ـ الأردنية آمنة، كاشفاً عن انخفاض حركة التنقل إلى النصف، وارتفاع طلب العراقيين على التأشيرات إلى الضعف.
وكان المجالي قد أشار، في لقاء مغلق مع عدد من أعضاء مجلس النواب، نهاية يونيو/حزيران الماضي، إلى أن "الانتشار العسكري الأخير على الحدود مع العراق، لا حاجة له من الناحية العسكرية"، معتبراً أن "الانفتاح العسكري العنيف والقوي على الحدود مع العراق، كان فقط رسالة لكوننا جاهزين لمواجهة أي عمل يهدد الأردن".
خائفون على الأردن
وفيما يستمر المسؤولون الأردنيون باستبعاد أي خطر من العراق على المملكة، حتى بعد أن وضع "داعش" الأردن ضمن حدود "دولته" المستقبلية، تشعر قوى إقليمية أن المملكة باتت هدفاً قريباً للتطرف.
وحذّر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم الأحد الماضي، الولايات المتحدة والدول الأوروبية، من تقديم أي دعم للتنظيم المتطرف. وتوقع السيسي، خلال اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، أن يخرج "داعش" من سورية ليستهدف العراق ثم الأردن والسعودية.
وسبقت مخاوف السيسي على الأردن، خشية مماثلة عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطلع الشهر الجاري، عندما لفت إلى أن "الموجة القوية لداعش قد تتحول إلى الأردن في وقت قريب"، داعياً الأسرة الدولية إلى دعم النظام الأردني أمام تلك التهديدات، ومعلناً عن "دعم الأردن بكل ما هو ممكن" إسرائيلياً.
وأثارت تصريحات نتنياهو حرج الحكومة الأردنية، فتبعها، وبشكل مبرمج، تصريح لـ"مصدر حكومي"، تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية الأردنية، يؤكد أن الأردن ليس في حاجة للمساعدة من أجل حماية حدوده، ويؤكد على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي خطر يقترب من المملكة.